من ذاكرة «العصفور الذي أضاع طريقه إلى الشام»

يكتبها الياس عشي

اليوم الثاني من عام 2016

… وتمرّ السنون، وتبتلع ذاكرتك كثيراً من الصور، إلّا بعضاً منها تواكبك، كما يقول العصفور، إلى نهاية العمر.

فعلى سبيل المثال..

ما ارتفع صوت المؤذّن في اللاذقية «حيّ على الصلاة»، حتى يهرولَ أصحاب الدكاكين إلى أقرب جامع ليؤدّوا فريضة الصلاة، تاركين دكاكينَهم مشرّعةً، واضعين على مداخلها كرسيّاً يعلن عن غياب أصحابها. لم أسمع مرّة أن أحداً سطا على محلّ، أو دخل إليه منتهكاً حرمته.

وعندما تخترق جنازةٌ شارعاً تغلق أبواب الحوانيت، ويخرج أصحابها منها، ويقفون باحترام مشاركين أهل الفقيد حزنهم، فمنهم من يتلو الفاتحة، ومنهم من يرسم إشارة الصليب، ومنهم من يحني رأسه إلى أن يختفي المشيّعون.


اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى