الصحف الروسية هل ترفض أوروبا المشاركة في مغامرات واشنطن ضدّ إيران؟
«مناورة ترامب ضدّ إيران تجبر أوروبا على الاختيار بين الولايات المتحدة وروسيا»، عنوان مقال نيكيتا كوفالينكو، في «فزغلياد»، عن الضغط الأميركي على أوروبا لفسخ الاتفاق النووي مع طهران.
ينطلق المقال من أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضع الأوربيين أمام خيارين: إما تعديل شروط الاتفاق النووي مع إيران أو أنّ الولايات المتحدة ستخرج من هذا الاتفاق منفردة.
وفي الصدد، نقلت «فزغلياد» قول الباحث السياسي، والخبير في الشؤون الأميركية، فيكتور أوليفيتش، للصحيفة: «حين صار ترامب رئيساً، أفهموه أنّ الخروج من الاتفاق من طرف واحد أمر متعذّر. فبما أنّ الصفقة متعدّدة الأطراف فالمجتمع الدولي لن يتفهّم هذه الخطوة وستلحق ضرراً جدياً بمصداقية واشنطن حتى أمام أقرب حلفائها في أوروبا. إدارة ترامب تريد أن يطالب الأوروبيون إلى جانب أميركا بالتعديلات، وحين ترفض إيران ذلك، تقف ضدّها الولايات المتحدة وأوروبا في جبهة واحدة».
وفي الشأن نفسه، قال كبير الباحثين في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إيغور مكسيميتشيف، لـ«فزغلياد»: «هكذا، سيتعلق كلّ شيء بمدى قوة إرادة الأوروبيين للدفاع عن استقلالية قرارهم. وهنا تبدأ الصعوبات، فليس جميع الأوروبيين يريدون هذه الاستقلالية ومستعدين لها».
ويضيف المقال انّ هناك وجهاً آخر للميدالية، فالموافقة على شروط ترامب تعني موت الاتفاقية مع إيران، ولا مصلحة للاتحاد الأوروبي في ذلك، لأسباب مختلفة، منها، كما يقول مكسيميتشيف: «الأوروبيون ليسوا راضين عن موقف واشنطن لأنه يقضي على المنجز الإيجابي الذي تمّ التوصل إليه بجهود مشتركة. فهذا الاتفاق مهمّ لأنّ منطقة الشرق الأوسط هي الأهمّ بالنسبة للأوروبيين خارج أوروبا، فالكثير في أوروبا، بما في ذلك وضعها الداخلي يتعلق بما يدور في هذا الإقليم».
ويضيف أنّ روسيا يمكن أن تجد نفسها في وضع مربح من خطوات ترامب. فوفاء روسيا بالتزاماتها، مقارنة بتنصّل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منها، من شأنه أن يعزز مصداقية روسيا في الحلبة الدولية. إضافة إلى أنّ ذلك كله سيدفع طهران إلى مزيد من تعزيز علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع موسكو. وسيعزّز ذلك عملياً تشكيل مثلث من «روسيا الصين – إيران» بصورة نهائية في الشرق.
أما إذا رفض الاتحاد الأوروبي المشاركة في مغامرات واشنطن ضدّ إيران، فسيشكل ذلك عامل تقارب جديد بين روسيا وأوروبا. وكما قال للصحيفة، رئيس مركز الاتصالات الاستراتيجية، دميتري أبزالوف: في هذه الحالة يمكن أن يظهر مسار جديد لمحادثات مع الاتحاد الأوروبي، يمكن الدفاع عنه بصورة مشتركة، ما يشكل عامل توحيد جديد.
ترامب يدفع باكستان إلى أحضان الصين وروسيا
«باكستان لن تذهب إلى الاستطلاع مع الولايات المتحدة»، عنوان مقال سيرغي ستروكان وميخائيل كوروستيكوف، في «كوميرسانت»، عن أنّ دونالد ترامب يدفع باكستان إلى التحالف مع بكين وموسكو.
وجاء في المقال أنّ باكستان ترفض التعاون العسكري والتقني مع حليفتها الرئيسية واشنطن. فقد كانت مكافأة إسلام اباد التي لم يسبق لاستجابتها مثيل بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، حيث قدّمت دعماً رئيسياً لعمليات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، اتخاذ الرئيس دونالد ترامب قراراً بتجميد برامج المساعدة لباكستان واتهامها بعدم الوفاء بالتزاماتها كحليفة وبدعم الإرهاب.
وما يؤكد أنّ دونالد ترامب، في محاولته لإجبار باكستان على الولاء، يخاطر بالحصول على تأثير معاكس. فقد قال وزير خارجية باكستان، خواجة آصف، إنّ الولايات المتحدة «صديق يخون دائماً». وأضاف أنّ «باكستان لديها أصدقاء: الصين وإيران وروسيا وتركيا».
وفي الصدد، قال دميتري موسياكوف، رئيس مركز جنوب شرق آسيا بمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، إنّ «زيادة تبريد العلاقات مع الولايات المتحدة تدفع باكستان إلى التقارب مع الصين وروسيا، الأمر الذي قد يؤدّي على المدى الطويل إلى تغيير في توازن القوى وإعادة توزيع الأدوار في المنطقة الآسيوية». وأضاف أنّ «إسلام آباد تحتاج إلى مساعدات خارجية، وستحاول الحصول عليها من موسكو وبكين التي لها أيضاً علاقات إشكالية مع واشنطن».
وقد نقلت «كوميرسانت» عن الباحث السياسي الباكستاني أحسن تشاودهاري أنّ علاقات باكستان مهما تكن قوية مع الصين وروسيا فإنّ تقاربها معهما سيبقى محدوداً، وقوله: «تعيش عائلات غالبية زعماء باكستان في الولايات المتحدة، وهناك يحفظون رؤوس أموالهم». وبالتالي، فلا يجدر انتظار تبريد حادّ للعلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان. الأقرب هو أننا نشهد مساومة وليس تغييراً جوهرياً في المواقف».
والسبب الرئيس وراء عدم توقع تجميد التعاون بين واشنطن وإسلام آباد هو دور باكستان كدولة عبور لعمليات الولايات المتحدة والناتو في أفغانستان. فقد قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية إيفان كونوفالوف لصحيفة «كوميرسانت»: «لا بديل عن هذا العبور. إنّ قضايا اللوجستيات تتطلب حلولاً بغضّ النظر عن التصريحات المتوعّدة وغير المتوقعة التي يمكن أن تصدر عن دونالد ترامب».
الصين تسيطر على فضاء أميركا الجنوبية
«الصين تضيّق على أميركا الشمالية في الجنوبية»، عنوان مقال سيرغي مانوكوف، في «إكسبرت أونلاين»، عن الصراع بين الصين والولايات المتحدة، والمنافسة في أميركا اللاتينية.
وجاء في المقال أنّ مراجعة حصيلة العام المنصرم تنتهي باستنتاج أنّ الصراع بين أميركا والصين بات شيئاً سائداً في حياة كوكبنا. ويذكّر هذا الصراع كثيراً من المحللين بالحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، مع فارق واحد هو أنّ الصراع اليوم يدور حول الهيمنة على الأسواق العالمية، وتستخدم فيه حتى الآن وسائل سلمية، وفقا لـ «National Interest»، كما يقول مانوكوف.
ويضيف كاتب المقال أنّ إحدى جبهات المواجهة تقع في أميركا اللاتينية، حيث حققت بكين في السنوات الأخيرة نجاحات كبيرة، وهزّت إلى درجة بعيدة مكانة واشنطن هناك.
ففي كثير من الأحيان، تقوم الصين ببناء «رؤوس جسور» اقتصادية وتوسعها بمساعدة مليارات كثيرة من الاستثمارات… وبكين تستخدم بنجاح ونشاط في أميركا اللاتينية سلاحاً آخر هو التعاون في برامج الفضاء. وكان آخر مظهر لهذا التعاون إطلاق الصين للقمر الصناعي الثالث لفنزويلا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
كما أنّ الصين والبرازيل تتعاونان في برامج الفضاء وفي إطار برنامج «بريكس» للفضاء. ففي تموز/ يوليو، تمّ توقيع اتفاقية لتنظيم هذه المجموعة الساتلية غير الرسمية.
وأضاف المقال أنّ بكين تساعد، أيضاً، بوليفيا ونيكاراغوا في برامج الفضاء. فإضافة إلى تطوير وبناء وإطلاق الأقمار الصناعية، تُعدّ الصين الكوادر التقنية اللازمة لبلدان أميركا اللاتينية.
وبمساعدة الصين، تطوّر بلدان أميركا اللاتينية برامجها الفضائية الخاصة. فالأرجنتين، على سبيل المثال، أطلقت قمرين صناعيين بقدراتها الذاتية، ودون مساعدة خارجية في الأعوام الأخيرة. وتأمل البرازيل في إطلاق أقمار بواسطة صواريخها الخاصة في نهاية العقد الجاري. كما أنّ كوستاريكا والأكوادور والبيرو والأوروغواي لديها برامج فضاء خاصة بها.
وينتهي المقال إلى أنّ اهتمام بلدان أميركا اللاتينية الواضح بالفضاء، يسمح للصين بمضاعفة التعاون معها في هذا الشأن بنجاح، ومنافسة وكالة ناسا والشركات الأميركية الخاصة العاملة في هذا المجال.
ويقول: روسيا، أيضاً، تساعد أميركا اللاتينية في برامج الفضاء، إلا أنها تتخلف عن منافسيها. فقد فرمل التعاون مع روسيا إلى حدّ بعيد الإخفاق في إطلاق القمر المكسيكي «ماكس ستات- 1» على الصاروخ الروسي «بروتون» في الـ16 من مايو 2015.