قائد الجيش التقى رابطة الملحقين العسكريين: مستعدّون لمواجهة أيّ عدوان «إسرائيلي» ضدّ لبنان

أكّد قائد الجيش العماد جوزيف عون أنّ الجيش ماضٍ في مسيرة الدفاع عن لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره مهما كلّفه ذلك من أثمان وتضحيات، معلناً الاستعداد لمواجهة أيّ عدوان «إسرائيلي».

وقال عون خلال استقباله في مكتبه في اليرزة بمناسبة حلول العام الجديد، وفد رابطة الملحقين العسكريّين العرب والأجانب المعتمدين في لبنان، وممثّلي هيئة مراقبة الهدنة ومساعديهم، يتقدّمهم عميد الرابطة الملحق العسكري الفرنسي العقيد كريستيان حرو، «لقد شهد العام 2017 الكثير من التطورات السياسية والأمنيّة في أكثر من منطقة حول العالم، فيما تركّز الجهد المشترك لدى بلداننا وجيوشنا على مواصلة الحرب على الإرهاب، الذي باتَ خطره هاجساً عالمياً، بفعل تنقّل الإرهابيّين بين الدول واستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، للدعاية والترويج والحضّ على ارتكاب الجرائم بأساليب مختلفة، أبرزها أسلوب الذئاب المنفردة. إلّا أنّه وعلى صعيد منطقة الشرق والمنطقة العربية بالتحديد، تحقّقت خلال العام المنصرم إنجازات كبيرة في مواجهة الإرهاب، أهمها القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق، وانحسار وجوده في سورية إلى حدّ كبير».

وأضاف: «أمّا على صعيد لبنان، فقد تمكّنا خلال الصيف الفائت، كما تعلمون، من دحر تنظيمَي «داعش» و»النصرة» الإرهابيّين عن الحدود الشرقية بشكلٍ كامل، كما تمكنّا لاحقاً من تفكيك عشرات الشبكات والخلايا الإرهابية التابعة لهذين التنظيمين، وبالتالي استطعنا حماية لبنان من خطر إقدام المجموعات الإرهابية على القيام بعمليات تخريبية في الداخل اللبناني، انتقاماً لهزيمتها المدوّية. وبفضل الأمن الاستباقي الذي واظبنا عليه بصورة شبه يوميّة، أحبطنا جميع مخططات الإرهابيين، وبالتالي لم يشهد لبنان خلال العام 2017 أيّ عملية إرهابيّة في الداخل».

وتابع: «وعلى الرغم من هذه الإنجازات كلّها، يبقى خطر الإرهاب قائماً، كونه في الأساس يشكّل حالة فكرية إيديولوجية، ذات أهداف إقصائيّة إلغائيّة، وبالتالي فإنّ مواجهته جذريّاً تتطلّب معالجة حقيقية للقضايا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الشائكة. غير أنّ ذلك وعلى أهميّته، لا يقلّل في أيّ شكل من الأشكال من ضرورة استمرار المواجهة الأمنيّة المباشرة لهذا الخطر، لأنّ النجاح في كسر شوكته من شأنه أن يزرع الإحباط واليأس في نفوس الإرهابيّين، ويجعلهم في نهاية المطاف مقتنعين بأنّ مشاريعهم العبثيّة لا جدوى منها وغير قابلة للحياة».

وأكّد أنّ الجيش اللبناني ماضٍ في مسيرة الدفاع عن لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره مهما كلّفه ذلك من أثمان وتضحيات، لافتاً إلى أنّنا «ملتزمون الحفاظ على استقرار الحدود الجنوبية بالتعاون مع القوات الدولية في إطار القرار 1701، وفي الوقت عينه، نحن مستعدّون لمواجهة أيّ عدوان «إسرائيلي» ضدّ لبنان، كذلك نحن ملتزمون ضبط كامل الحدود البريّة والبحرية لمنع أعمال التسلل والتهريب على أنواعها، والإسهام بفعاليّة في حماية أمن الدول الصديقة، القريبة منها والبعيدة».

وأردف: «لقد أخذنا على عاتقنا السير بخطى متسارعة على طريق تعزيز قدرات الجيش اللبناني، ولهذا قمنا بتحضير الخطّة الخمسيّة لتجهيز الجيش بالأسلحة والمعدّات المناسبة التي تمكّنه من القيام بمهمّاته الدفاعية والأمنيّة على أكمل وجه. إنّنا ممتنون وفخورون جداً، بالدول الصديقة التي قدّمت ولا تزال، المساعدات النوعية للجيش اللبناني، والتي أسهمت بقوة في تحقيق الانتصار على الإرهاب في عملية «فجر الجرود». ونحن نراهن مجدّداً على دورها في مؤتمر روما الذي سيُعقد خلال شهر شباط المقبل دعماً له، خصوصاً أنّ المجتمع الدولي برمّته باتَ يدرك تماماً أنّ جيشنا شريك أساسي في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدولي، وأنّ عقيدته تتمحور حول الدفاع عن لبنان حصراً، والحفاظ على قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان».

من جهته، ألقى حرو كلمة بالمناسبة، شكر فيها بِاسم الوفد قيادة الجيش على اهتمامها الدائم بأوضاع الملحقين العسكريّين، وأشاد «بدور الجيش اللبناني الذي أثبت قدرته على مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية»، مؤكّداً «متابعة الدول الصديقة دعم جهوده الهادفة إلى الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره».

واستقبل العماد عون قائد قوات الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان اللواء مايكل بيري، وبحث معه في الأوضاع على الحدود الجنوبية والتنسيق القائم بين الجانبين للحفاظ على استقرار قطاع جنوب الليطاني.

كذلك استقبل وفداً من الاتحاد العمالي العام برئاسة الدكتور بشارة الأسمر، وجرى التداول في شؤون مختلفة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى