قاسم: وضعنا على الجبهتين الشرقية والجنوبية لا تهزه العواصف ولا «الدواعش» ولا «النصرة»
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ وضع المقاومة على الحدود الشرقية والجنوبية للبنان، «متينٌ جدًا لا تهزه لا العواصف ولا الثلوج ولا الدواعش ولا النصرة»، معرباً عن أسفه «لأنه لا توجد قابلية عند الطرف الآخر للحوار في هذه المرحلة لأنّ الأوامر الخارجية تمنع هذا الحوار».
وخلال احتفال تكريمي أقامته مدارس المصطفى لطلابها الناجحين في الشهادة المتوسطة في ثانوية البتول، قال قاسم: «لا أخشى على الإطلاق من هذه الضوضاء المسمّاة داعش أو النصرة أو كل من يلتحق بهما، والسبب هو أنهم لا يمثلون الإسلام لا من قريب ولا من بعيد، ولا يمكن أن يُشوه الإسلام، فهم انكشف أمرهم وأن لا علاقة لهم بهذا الدين ولا يرتبطون بدين الله». وأضاف: «لذا نحن لا نخشى من هذه التجربة، بالعكس هي فضيحة لكل أولئك الذين يدّعون أنهم يحملون الإسلام وقد سقطوا لأنّ الإسلام يكشف أولئك المزيفين والمدعين الذين يسيئون إلى أنفسهم ولا يسيئون إلى الإسلام لأنّ الإسلام منهم براء».
ولفت قاسم إلى «أنّ الأوضاع صعبة ومعقدة في المنطقة ولا يوجد حلول لسنوات وستبقى المراوحة في المكان وفي الحلول في نقطة الصفر التي نحن عليها اليوم، وقد ابتلي الملتحقون بالولاية الأميركية بخسائر وإحباطات وتراجعات بدأت ولم تنتهِ بعد، فاليوم إذا أردنا أن نقوم بمراجعة لما أنجزت أميركا وجماعتها في المنطقة خلال هذه السنوات، نرى أنهم أنجزوا قتلاً ودماراً وخراباً وفوضى ولم يحققوا أي هدف من الأهداف التي تحدثوا عنها، والناس تعرف الحقائق تماماً». وتابع: «اليوم، عندما نتهم وتصدر أصوات تحاول أن تحملنا التبعات، لا نرد عليهم ولا نجادلهم في ما يقولون، لأننا نقدّر أنهم بسبب هزائمهم يصرخون، فلنترك لهم فرصة للتعبير عن الألم والمرارة ولا يجوز لنا أن نمنعهم حتى من الصراخ جراء الفشل الذريع الذي أصيبوا به».
وقال قاسم: «لمن يريد أن يعرف وضعنا على الحدود الشرقية للبنان، وعلى الحدود الجنوبية للبنان، فوضعنا متين جداً لا تهزه لا العواصف ولا الثلوج ولا الدواعش ولا النصرة، وهذه حرب، والحرب تتطلب رجالاً، والرجال عندنا موجودون، وكل هذه الادعاءات ستنكشف لاحقاً كما انكشفت الادعاءات السابقة، وكما حققنا إنجازاً وراء إنجاز، إن شاء الله سنستمر في هذا المسار، لسنا قلقين ولسنا خائفين، سنعمل ما علينا وثابتون في مواقعنا. نعم على الآخرين أن يقوموا بواجباتهم ويتحملوا مسؤولياتهم، لأنّ الساحة مسؤولية الجميع، من جهتنا قمنا ونقوم بما علينا وعلى الآخرين أن يقوموا بما عليهم».
وفي الشأن السياسي الداخلي رأى قاسم «أنه إذا أردنا أن ننتهز الفرصة في هذه التعقيدات الموجودة في لبنان فلا بدّ أن نتفاهم مع بعضنا البعض، ولطالما دعونا إلى التفاهم والتحاور من أجل إيجاد الحلول المشتركة، ما نختلف عليه ندعه جانباً وما نتفق عليه نسير به لنطوره أكثر فأكثر، ولكن للأسف لا توجد قابلية عند الطرف الآخر للحوار في هذه المرحلة لأنّ الأوامر الخارجية تمنع هذا الحوار، ومع ذلك نحن نمدّ أيدينا لمناقشة القضايا التي يمكن أن نعالجها، على الأقل نستطيع أن نعالج بعض الشؤون الحياتية والاقتصادية والاجتماعية وأن نفعّل المؤسسات وأن نملأ الفراغ في الإدارة، وأن نقوم ببعض الإصلاحات ونعالج بعض المطالب للناس، هذه أمور يمكن أن نقوم بها حتى ولو كنا مختلفين في السياسة، فتعالوا نعمل في هذا الاتجاه، وقد قدمنا لكم تجربة من خلال هذه الحكومة، بقيتم سبعة أشهر تعاندون ولا تريدون الدخول في الحكومة، بعد ذلك اتفقنا وكل منّا قدم التنازل المناسب، نحن نعلم أنّ أي اتفاق يتطلب تنازلاً من الأطراف، نحن حاضرون ولكن هل أنتم حاضرون من أجل بناء البلد؟».