التشكيليّة سلام الأحمد: الفنّ النسائيّ حاضر بقوّة في مختلف الفنون

محمد سمير طحّان

وجدت التشكيلية الشابّة سلام أحمد في الأسلوب التعبيريّ المبسّط لرسم البورتريه مع تداخل الزخرفة بألوان صريحة في خلفيّة اللوحة، النمط الأقرب إلى شخصيتها الفنّية حيث تستطيع من خلاله التعبير عن أفكارها بشكّلٍ يسهّل على المشاهد تلقّيها من دون الحاجة إلى التحليل العميق لفهم مضمون اللوحة.

وعن علاقتها بأعمالها الفنّية تقول: لوحتي من خلال أسلوبها ومضمونها تعبّر عن حالتي النفسيّة، حيث أعمل على خلط مجموعة من الألوان الزاهية المفرحة مع الألوان القاتمة المحزنة لأحقّق حالة بصرية متوازنة.

وتوضح الأحمد أن ّالمرأة بطلة لوحاتها، وهي العنصر الأساس في مواضيعها لأنها ترمز إلى الحياة والجمال والمحبّة. مبيّنةً أنّ المرأة في لوحتها وعبر سِماتها المتنوّعة تمتزج مع الفكرة الفنّية لتعطيها الجانب الجمالي في الشكل والروح.

الفنّ النسائي بحسب الأحمد موجود وحاضر بقوّة في مختلف الفعاليّات الفنّية، لافتةً إلى أنّ الفنانات يبرعن في فنون التطريز واستخدام الأقمشة والمواد الخام في أعمالهن اليدوية إلى جانب الرسم والنحت.

وعن تأثير الحرب على سورية في الفنّ التشكيلي تقول الأحمد: في ظلّ الحرب على سورية تأثّر الفنّ التشكيليّ بشكّلٍ ملحوظ، حيث تراجع النتاج الفنّي في السنوات الأولى من الحرب. إلّا أنّ هناك عودة للنشاط عبر ازدياد عدد المعارض الفنّية الجماعية والفردية في السنوات الأخيرة.

وترى الأحمد أنّ الأعمال المقدّمة تعكس في جزء منها الحرب والمآسي التي عاشها الشعب السوري، وفي جزء آخر تحمل التفاؤل بغدٍ أفضل. مشيرةً إلى أنّ الفنان في هذه السنوات الصعبة تسلّح بريشته وألوانه وموهبته للدفاع عن وطنه ووجوده.

وتؤكّد الأحمد تنوّع الفنّ التشكيليّ السوريّ بتنوّع الفنانين والمدارس التي يقدّمونها والتي كانت تتّسم بالفرادة والخصوصية لكلّ منهم حتى جاءت الحرب، إذ جمعتهم بقضية واحدة هي سلامة الوطن ومحبّته والحياة الآمنة.

وتقول الأحمد: كان للمراكز الثقافية واتّحاد الفنانين التشكيليّين في سورية دور كبير في الحركة الفنّية، ودعموا الفنانين من خلال تنظيم المعارض خلال هذه الفترة كي لا تتوقّف الحركة التشكيليّة، ولتظهر نتاجات الفنانين بأجمل صورة إلى المتلقّي المحلي والعالم أجمع.

وتعبّر الفنانة الشابة في ختام حديثها عن تفاؤلها بمستقبل الفنّ التشكيليّ في سورية وتقول: الدعم الذي نلقاه نحن الفنانين الشباب من خلال المعارض الجماعية التي تقام بشكل دوريّ إلى جانب التشجيع المستمرّ من الجهات الثقافية المعنيّة في الشأن التشكيليّ، يدعو إلى التفاؤل والعمل والاجتهاد لتقديم الأفضل.

وتحضّر الأحمد حالياً لإقامة معرضها الفرديّ الأوّل بعد مشاركات عدّة في معارض جماعية.

الفنانة الشابة سلام الأحمد خرّيجة كلّية الآداب قسم الترجمة الإنكليزية، عضو في اتّحاد الفنانين التشكيليّين الفلسطينيين، وجمعية «شموع السلام». في رصيدها الفنّي 36 مشاركة في معارض جماعية، حاصلة على شهادات تقديرية عدّة، ومساهمة في رسم جدارية «طريق السلام» في كلّية الطبّ البشري مع فريق «سلام» التنموي، وجدارية «وطن شرف إخلاص» مع فريق «مدى» الثقافيّ.

«سانا»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى