واشنطن تعطي عفرين جائزة ترضية لتركيا
حميدي العبدالله
أعلن الناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية، أنّ منطقة عفرين لا تحظى بدعم الولايات المتحدة لأنها ليست جزءاً من المناطق التي يتواجد فيها داعش.
هذا الإعلان ينطوي على رسالة مزدوجة، من جهة يبعث برسالة للأكراد مفادها أنّ الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة لهم محصور في المنطقة الواقعة شرق الفرات، وهي المنطقة التي تريد واشنطن تحويلها إلى ورقة ضغط على الدولة السورية وحلفائها لابتزازهم في إطار الحلّ السياسي النهائي وفي المفاوضات التي تجري بين واشنطن وموسكو، ومن جهة أخرى هي محاولة إرضاء لتركيا ومنحها جائزة ترضية، أولاً لامتصاص اعتراض تركيا على تشكيل الولايات المتحدة قوة عسكرية مؤلفة من 30 ألف شخص، حيث سوف ينتشر المسلحون الأكراد على الحدود مع تركيا، وثانياً لإقناع تركيا بالخروج من مسار أستانة.
الأمر الواضح من التصريح الأميركي أنّ الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لتركيا لشنّ عملية عسكرية ضدّ عفرين، والمناطق الأخرى المتاخمة لها التي انتشرت فيها وحدات الحماية الكردية أثناء تحرير الجيش السوري لجزء من الريف الشمالي والأحياء الشرقية في مدينة حلب.
بات سكان عفرين الآن خارج الحماية الأميركية، هذا إذا كانوا بالأساس لديهم أيّ حماية منذ البداية.
السؤال المطروح الآن، ما الذي يفعله سكان هذه المنطقة وحماتها المحليون؟ هل يمتلكون القدرات العسكرية لصدّ زحف الجيش التركي والميليشيات السورية العميلة لتركيا والتي بدأت التحرّش بسكان هذه المنطقة، إضافة إلى التنسيق القائم بين الجيش التركي وجبهة النصرة؟ وهل تتخلى قيادة وحدات الحماية الكردية عن نهج التعاون مع القوات الأميركية في الحسكة والرقة بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن وحدات الحماية الكردية في عفرين وأعطت الجيش التركي الضوء الأخضر ليقوم بالقضاء عليهم؟
لا شك أنّ سكان منطقة عفرين ليس لديهم أيّ خيار في مواجهة الغزو التركي المحتمل سوى خيار التعاون مع الجيش السوري لصدّ هذا الغزو المحتمل والدفاع عن أنفسهم قبل أن يدافعوا عن سورية.