روسيا: محاولات واشنطن تحميل دمشق مسؤولية استخدام «الكيميائي» هدفها إنقاذ الإرهابيّين

أكّدت وزارة الخارجية الروسية أنّ المحاولات الأميركيّة لتحميل الحكومة السورية مسؤولية استخدام سلاح كيميائي غير منطقية وهدفها إنقاذ الإرهابيّين.

ودعت الخارجية الروسية مجلس الأمن الدولي إلى تقييم فحوى محاولات الولايات المتحدة فرض تصوّر خاطئ على المجتمع الدولي حول المسؤول عن الهجمات الكيميائيّة في سورية.

إلى ذلك، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في نيويورك أمس.

وجرى اللقاء بين لافروف والجعفري داخل الأبواب المغلقة، على هامش أعمال اجتماعين في مجلس الأمن الدولي بنيويورك.

وشارك لافروف يومي 18-19 كانون الثاني في اجتماعَين لمجلس الأمن، الأول حول قضايا منع انتشار أسلحة الدمار الشامل والثاني بخصوص الأمن في أفغانستان وآسيا الوسطى.

وعقد كبير الدبلوماسية الروسية عدداً من الاجتماعات الثنائية، على رأسها لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزراء خارجية أوزبكستان وقيرغيزستان وكازاخستان والكويت.

وفي السياق، أكّد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف خلال لقائه نظيره الإيراني حسين جابري أنصاري في موسكو، استمرار المحادثات لدراسة التوافقات الأخيرة حول مؤتمر سوتشي.

من جهته، أكّد أنصاري أهمية الحوار بين موسكو وطهران، مشدّداً على أنّ العاصمتين تواصلان الترتيب مع الشركاء في أنقرة بشأن مؤتمر سوتشي.

قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، إنّ بلاده ستنفّذ عملية في عفرين، مضيفاً أنّه ليس لديها خيار سوى القضاء على كلّ العناصر الإرهابية في شمال سورية، على حدّ تعبيره.

وفي مقابلة مع قناة «خبر» التركية، أشار جانيكلي إلى أنّ هذا الأمر يتطلّب تنفيذ العملية «من دون تأخير»، لافتاً إلى أنّ توقيتها متعلّق بإنجازها «في الوقت الأكثر فاعلية ونجاحاً»، لكنّه أردف بالقول العملية بدأت «فعلياً» بقصف عبر الحدود.

وفي سياقٍ متّصل، أكّد جانيكلي أنّ أنقرة ستواصل المحادثات مع موسكو بشأن عملية عفرين، وقد نفت مصادر ما أوردته وكالة الأناضول التركية عن انسحاب عسكريّين روس من مدينة عفرين.

وأضاف جانكيلي، أنّ تركيا تطوّر أنظمة أسلحة لمواجهة الصواريخ المضادّة للدبابات التي تستخدمها وحدات حماية الشعب الكرديّة، مؤكّداً أنّه «ستُزال كافة خطوط الإرهاب شمال سورية».

ويأتي تصريح وزير الدفاع التركي بعد تحذير نائب وزير الخارجية والمغتربين في سورية فيصل المقداد للقيادة التركية أمس الخميس، من أنّ أيّ مبادرة تركية إلى بدء أعمال قتالية في منطقة عفرين ستعتبره سورية «عملاً عدوانياً»، مؤكّداً أنّ «القوات المسلّحة السورية ستدافع عن أراضيها بكلّ ما يقتضيه ذلك».

من جهتها، قالت وحدات حماية الشعب الكردية المتواجدة في الشمال السوري، إنّ القوات التركية بدأت فعلاً بقصف منطقة عفرين بكثافة منذ منتصف الليل، وتستهدف قرى أخرى يتواجد فيها الكرد.

وكانت وكالة «الأناضول» التركية، أفادت بأنّ نحو ألف مقاتل من «ب ي د/ بي كا كا» المصنّفتين إرهابيتين في تركيا ، انتشروا في مدينة «تلّ أبيض» الحدودية مع تركيا.

ونقلت الوكالة عن مصادر محلّية موثوقة قولها، إنّ آليّات عسكرية أميركيّة وصلت يومَي الجمعة والثلاثاء الماضيين، إلى مدينة «تل أبيض» الخاضعة لسيطرة «ب ي د/ بي كا كا» تحت ستار «قوات سورية الديمقراطية».

وأشارت المصادر إلى أنّ قوات أميركية أجرت عمليات استطلاع على الحدود التركية السورية، على مدى يومين، أعقبها انتشار المقاتلين الأكراد التابعين لـ»بي كا كا» بالقرب من معبر «تلّ أبيض» المقابل لقضاء «أقجة قلعة» التركي.

وبحسب المصادر ذاتها، فإنّه تمّ نقل الألف مقاتل من بلدة «عين عيسى» الواقعة جنوب مدينة «عين العرب»، إلى «تلّ أبيض» بواسطة العديد من السيارات والآليّات، وتمّ توزيعهم على 10 نقاط مراقبة، من بينها قرى «قنيطرة» و»تلّ فندر» و»سليب» و»خان»، المطلّة على الحدود مع تركيا، بمعدّل 100 مقاتل في كلّ نقطة.

وفي السِّياق، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ تدريب القوات الأمنيّة في سورية لا يشكّل خطراً على تركيا، وشدّدت على أنّ الإعلان الأميركي عن قوّات أمن حدودية «غير دقيق.. ليست قوة حرس حدود بل قوة أمنيّة داخلية»، وأضافت: «ليس لدينا أيّ هدف استراتيجي ضدّ تركيا من وراء ذلك، ونثمّن قلق تركيا من تواجد حزب العمال».

وفي مؤتمر صحافي عقده مسؤول رفيع في الوزارة عبر الهاتف، عبّر عن أنّ الولايات المتحدة ترى في العملية العسكرية التركية المحتملة في سورية إضراراً بالاستقرار.

وحول العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين شمال سورية، اعتبر المسؤول الأميركي أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها أعربوا عن تأييد تركيا في ملاحقة حزب العمال في سورية «أمّا الأنباء الأخيرة حول عفرين فلا نعتقد أنّها تخدم الاستقرار في سورية والإقليم».

وأكّد المسؤول الأميركي على أنّ واشنطن «ما زالت تتطلّع بإيجابية للتعاون مع روسيا في سورية». معتبراً أنّ بلاده تعتقد أنّ عملية انتقال السلطة في سورية ستتطلّب بعض الوقت.

وأضاف المسؤول أنّ الوجود العسكري الأميركي في سورية «غير مرتبط بوجود الرئيس السوري بشار الأسد أو عدمه»، وأنّ هذا الوجود «يهدف للحدّ من نشاطات إيران ونفوذها».

أمّا الناطق بِاسم التحالف الأميركي، فأشار إلى أنّ «العمليات التركيّة في عفرين أُحادية الجانب، وقوّاتنا ليس لديها عمليات جارية هناك».

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في 9 كانون الأول الحالي، في كلمة له أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم، أنّ الجيش التركي سيواصل عملية درع الفرات بمنطقتَي عفرين ومنبج في شمال سورية.

وأشار أردوغان إلى أنّ بلاده أطلقت عام 2016 عملية درع الفرات على حدودها مع سورية للقضاء على ما وصفه «بممرّ الإرهاب»، المتمثّل في خطر تنظيم «داعش» والمقاتلين الكرد، على حدّ تعبيره، محذّراً من أنّه «إذا لم يستسلم الإرهابيّون في عفرين فسنمزّقهم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى