عظماء ماتوا ميتة… «سخيفة»!
ترجمة واختيار: سمية تكجي
حتى الأكثر الشهرة من الكتّاب وأهل الفكر، قد يصبحون هم العِبرة بسبب عبارات تفوّهوا بها. فالفرنسي آلبير كامو الحائز على «نوبل للآداب» مات لسوء حظه، موتاً سخيفاً، كان نفسه قد تكلّم عنها بطريقة ساخرة. كان ذلك عندما تلقّى خبر موت سائق الدراجة الشهير فاوستو كوبي على إثر حادث سير، حينذاك قال إنّها الطريقة الأشدّ حماقة للموت. وبعد ذلك بأيام مات كامو بالطريقة نفسها.
الشهير غاودي المهندس المعماري العالمي، يُعتبر من أشهر رموز الحداثة الكاتالانية، مات دهساً في حادث ترام في برشلونة، إلى هنا الخبر لا يتعدّى كونه حادثاً مفجعاً. لكن الغريب جداً أنّ غاودي ذائع الصيت، بقي مرميّاً على الأرض من دون أنّ يتعرّف إليه أحد، حتى الراهبات اللواتي أسعفنه إلى المستشفى لم يتعرّفن إليه، الى أنّ عرفه قسيس العائلة المقدسّة أخيراً، وبعد أيام قليلة مات متأثراً بجروحه.
الروائي والكاتب المسرحي في القرن العشرين أرنولد بينيت، كان شديد الادّعاء بأنّه يعرف كلّ شيء، حيث كلّفه ذلك غالياً. في عام 1931 انتشر مرض التيفوئيد في باريس وذلك بسبب المياة الملوثة، لكن بينيت كان مدفوعاً بغروره، إذ رفض هذا الشرح وأكّد أنّ المياه نظيفة وصالحة للشرب، وكي يؤكّد صحة رأيه وجهل الشعب، شرب من المياه، لكنه ما لبث أنّ توفي بعد أيام بسبب مرض التيفوئيد.
الأخلاق كلّفته غالياً، هو تيتشو براييه، العالم الكبير في الفلك، الذي عاش في القرن السادس عشر، كان في حفل عشاء وشرب كميّات كبيرة من الماء، عندما أحسّ بحاجة للتبوّل، لم يفعل، خجلاً، معتبراً ذلك غير لائق به، فتحمّل وصبر على نفسه حتى أصابته آلام في المثانة أدّت إلى موته، لكن في عام 2010 عندما أعيد تحليل أسباب موته، وجد العلماء كميّات كبيرة من الزئبق في عظامه وشعره، ما أسقط نظرية موته بانفجار المثانة وعزّز نظرية موته مسموماً.
دائماً تعوّدنا أنّ نسمع أنّ الملوك يموتون في ساحة المعركة، أو على أسرّتهم بعد الصراع من مرض عضال، لكن إنريكو الأول لم يتسنّ له هذا الحظ. فقط كان يبلغ 13 سنة من العمر عندما توفي بضربة حجر، بينما كان يلعب مع رفاقه.
أرخميدس، العالم والمخترع المعروف بنظرية تحمل اسمه، هي مبدأ توازن الموائع وغيرها من النظريات الأخرى في الفيزياء وعلم الحساب. هو عالمٌ ينتمي إلى العصر اليوناني الكلاسيكي، مات من دون مجد ولا عناء على يد جنديّ طعنه بالسيف، لأنه كان يكنّ له الحقد على خلفيّة تأنيبات وجّهها له أرخميدس.
فرنسيس بايكون، الفيلسوف الشهير وهو محام وكاتب، مات بسبب فضوله الشديد، فقد حاول الاستنتاج إذا كان البرد الشديد جيداً لحفظ الأغذية، فخرج في ليلة قارسة وحمل معه ديكاً ودفنه في الثلج، بعد أيام أصيب بنزلة صدرية شديدة أدّت إلى موته.
أسكيلو، الكاتب المسرحي من أصول يونانية، هو صاحب إبداع التراجيديا اليونانية، رغم أنّ موته كان أكثر من مأسوي، إنما يشبه مشهداً من مسرحية كوميدية اسمها «ملهاة». حياته كُتب لها النهاية عبر سلحفاة هوت من بين مخالب النسر على رأسه فحطّمته.
ماكسيميليانو النمسا، أكل الفواكه مفيد ولكن تناوله بإفراط لا. هذا ما حصل مع الإمبراطور الألماني ماكسيميليانو الذي مات بسبب عسر هضم شديد بعد تناوله كميّات كبيرة من الشمّام.
أيسادورا دونكان، الراقصة الأميركية ذائعة الصيت ولكن للأسف الشديد نجمها لم يطلّ كثيراً، فعند صعودها السيارة لفّ شالها الطويل حول دولاب السيارة ما أدّى إلى موتها اختناقاً.