باسيل: مليارات دولارات المجتمع الدولي للنازحين لا تمحو ما ارتكبه بحق سورية وشعبها والدول المضيفة
أكد وزير الخارجية جبران باسيل أنه إذا كان المجتمع الدولي يعتقد أنه ببعض المساعدات التي يقدمها للنازحين السوريين، والتي لا تلبي حاجاتهم يكفِّر عن ذنوبه الجسيمة التي ارتكبها في سورية، فبضعة مليارات الدولارات لا تمحو خطيئة دولية كهذه ارتكبت بحق بلد وبحق شعب وبشكل مباشر على سورية، وبشكل غير مباشر على لبنان والأردن والدول المجاورة وكل المجتمعات التي تضررت بشكل مباشر او غير مباشر من هذه الأزمة، خصوصاً اذا تكلمنا عن دول موّلت، سلّحت، غذّت وحرّضت وحبكت هذه المؤامرة السياسية التي أدت الى أكبر عملية نزوح بتاريخ البشرية في بلد واحد وبحجم شعبه وبهذا الشكل، والتي أدّت الى تسجيل اعلى نسبة نزوح الى لبنان نسبة الى عدد سكانه ومساحة أرضه. ولبنان لا يستحق هذه المعاملة من المجتمع الدولي، لا بحجم المساعدات التي تصل الى صفر كمساعدات مباشرة للبنان، بل كلها مساعدات لم نتردّد يوماً أنها تهدف إلى إطالة أمد بقاء النازحين السوريين في لبنان ولا تهدف الى تشجيعهم على العودة، بل على البقاء. وهذه جريمة تضاف الى الجريمة الأساسية المرتكبة من المجتمع الدولي.
واعتبر باسيل خلال رعايته افتتاح مركز الأبحاث والدراسات في «التيار الوطني الحر» مؤتمره السنوي السابع بعنوان «النزوح السوري في لبنان» أن المسؤول الأول هو الحكومة اللبنانية وتقع عليها مسؤولية مواجهة هذه الأزمة. والحل واحد وهو عودة النازحين السوريين إلى أرضهم ولا حل آخر، لأن لبنان أعجز من أن يتعاطى مع هذه الازمة بحلول متنوعة يمكنه أن يتدرج في تطبيقها وأن ينفذ سياسات العودة على مراحل، إنما لا يمكن أن يفكر في حل آخر، لأن أي حل آخر هو مسكن يزيد المرض وهو حل منقوص، وهو شكل من أشكال الاندماج وأثره الطويل الأمد معروف».
وأردف: «وفي هذا الإطار، على الدولة اللبنانية ان تطبق القانون، فبمجرد تطبيق القوانين اللبنانية والمنسجمة مع القوانين الدولية يؤدي الى معالجة قسم كبير من أزمة النزوح. ويجب أولاً التمييز بين اللاجئ الفعلي والنازح الاقتصادي، وما نشهده في سورية اليوم من توسّع رقعة مناطق تفكيك التوتر والمناطق المستقرة تباعاً، يوضح بشكل ثابت ان هناك امكانية للعودة. ومن خلال الاطلاع على الأرقام في الأشهر الخمسة الأخيرة، نلاحظ مؤشرات الاتجاه الى العودة، وذلك نتيجة توسّع رقعة المناطق الآمنة وإعلان الحكومة السورية عن رغبتها باستقبال النازحين السوريين رغم الوضع غير المستتب سياسياً بشكل كامل. ويمكن أن يتم هذا الامر من دون أي خلاف سياسي بين اللبنانيين على موضوع النظام في سورية والتعاطي معه.
وكشف باسيل عن «انعقاد مؤتمر للبلديات في 4 أيار المقبل حول موضوع النزوح السوري للاطلاع على تجارب بعض البلديات التي نجحت في ضبط حالات النزوح في نطاقها البلدي، وفي مساعدة اهل البلدة على المحافظة على أعمالهم، وكذلك المحافظة على الأمن وعلى أي خلل اجتماعي. ولم ولن نرضى بحصول أي تمييز عنصري مع شعب هو شقيق لنا والذي لم نقدّم له إلا الخير».