الحكومة الأميركية تستأنف أعمالها بعد الاتفاق على موازنة مؤقتة وترامب يعتبرها انتصاراً كبيراً للجمهوريين
استأنف مئات آلاف الموظفين الفيدراليين في الحكومة الأميركية أعمالهم كالمعتاد، أمس، غداة التوصّل إلى اتفاق في مجلس الشيوخ بتمديد العمل بموازنة مؤقتة، أقرّها الكونغرس بمجلسَيْه وأشاد الرئيس دونالد ترامب بقانون تمويلها ليضع حداً لثلاثة أيام من الشلل الحكومي.
وجاءت موافقة مجلسَيْ النواب والشيوخ على مشروع قانون التمويل قصير الأجل، بعد أن قبل الديمقراطيون وعوداً من الجمهوريين لإجراء مناقشة واسعة على مستقبل الشباب المهاجرين الذين دخلوا البلاد صغاراً بالمخالفة للقوانين.
وتمّت الموافقة بسهولة على رابع مشروع قانون للتمويل المؤقت منذ تشرين الأول، والذي جاء إلى حدّ كبير نتاج مفاوضات بين قيادات مجلس الشيوخ.
وأعلن ترامب القانون بعد إقراره مساء أول أمس. ويقضي القانون بأن «تواصل الحكومة نشاطها حتى الثامن من شباط»، ويتعيّن حينها على الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون إعادة النظر في الموازنة وسياسة الهجرة، وهما موضوعان ارتبطا ببعضهما بعضاً، رغم اختلافهما الشديد.
وكانت محاولات ترامب للتفاوض على وضع نهاية لتوقف الحكومة عن العمل مع السناتور تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ قد انهارت يوم الجمعة وسط اتهامات متبادلة.
وشنّ الرئيس الجمهوري هجوماً جديداً على الديمقراطيين، وهو يحتفل بموافقة مجلس الشيوخ على القانون. وعلّق ترامب على تويتر «انتصار كبير للجمهوريين والديمقراطيون يتراجعون حول تعطيل الحكومة». وأضاف متوجّهاً إلى الديمقراطيين «نلتقي حول طاولة المفاوضات»، في إشارة إلى المحادثات التي ستتمّ من أجل التوصّل الى تسوية نهائية.
وفي بيان مقتضب قرأته المتحدثة باسم ترامب سارة ساندرز «أنا مسرور لأنّ الديمقراطيين قرّروا التصرّف بعقلانية، لكننا لن نعقد صفقة طويلة الأجل في مسألة الهجرة إلا إذا كانت في صالح البلاد». وأضافت ساندرز «أنّ الديموقراطيين أدركوا أنّ موقفهم لا يمكن الدفاع عنه».
بدوره، علّق رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين «إنه شعور كبير بالارتياح لانتهاء هذا الفصل، لكن الوقت لم يَحِنْ لترسلوا إلينا باقات الزهور».
وبات بإمكان ترامب أن يشارك في نهاية الأسبوع في المنتدى الاقتصادي في دافوس بسويسرا، حيث من المرتقب أن يعقد لقاءات ثنائية، بما في ذلك مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
ودام «الإغلاق» الأول في عهد ترامب ثلاثة أيام بينما استمر الشلل الأخير الذي حصل في العام 2013 إبان إدارة الرئيس السابق باراك أوباما 16 يوماً.
فيما برّر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر قراره المضي نحو تسوية بـ «ضرورة إحراز تقدّم بنَّاء حول الهجرة». وسخر مطولاً من الفوضى المنتشرة على حد تعبيره في البيت الأبيض، حيث ابتعد ترامب عن وسائل الإعلام طيلة نهاية الاسبوع الماضي.
وقال شومر «الجمهوريون لم تكن لديهم أبداً فكرة واضحة عما يريده الرئيس. الرئيس الذي يتباهى بأنه مفاوض كبير لعب دور المتفرّج».
لكن الجولة المقبلة تبدو صعبة للديمقراطيين الذين يأملون التوصل إلى حماية برنامج «داكا» الذي يجيز العمل والدراسة في الولايات المتحدة لمئات آلاف المهاجرين الشباب الذين دخلوا البلاد خلافاً للقانون، عندما كانوا أطفالاً.
والاتفاق الذي تم التوصل إليه أول امس الاثنين مؤقت، ولا تزال أمام الديمقراطيين فرصة ثانية في الثامن من شباط المقبل لمحاولة فرض وجهة نظرهم.
في هذا الصّدد، تقول الباحثة لدى معهد «بروكينغز انستيتيوشن» مولي رينولدز «لدى الديموقراطيين إمكانية التسبّب بشلل جديد في حال عدم تحقيق أي تقدم حول الهجرة في الأسابيع المقبلة».
لكن هذه المحادثات الشاقة حول الموازنة أضعفت الديمقراطيين فقد أعلن البيت الأبيض «أنه من غير الوارد التباحث حول الهجرة ما لم يتم إقرار موازنة مؤقتة وهو ما تم التوصل إليه في نهاية المطاف».
وأغلق تمثال الحرية أمام السياح في نيويورك منذ صباح السبت قبل أن يفتح أبوابه مجدداً أول أمس، فقد قرّرت ولاية نيويورك أن تدفع بنفسها رواتب الموظفين الفيدراليين لإعادة افتتاح هذا النصب الذي يرمز إلى ترحيب الولايات المتحدة بالمهاجرين.
وشدّد حاكم نيويورك الديمقراطي أندرو كومو «أن التمثال مهم للاقتصاد، لكنه يرمز إلى أكثر من ذلك، فهو رمز إلى نيويورك وقيمنا… ولم تكن رسالته بهذه الأهمية كما هي عليه اليوم».