يا رجلاً بكثير من الرجال

الدكتور منير مهنا

يا رجلاً بكثير من الصفات.

أيها الطافح بالانعتاق من عثرة الموت مذْ أودعْتَ قلبكَ في ساح الحياة لسورية، فأغنيتَ بيارقَ الوعد شمساً، وأرتالَ ضوءٍ لا تفارق نبض الكلمات، ولا تنأى عن مراسي الأمل.

يا رجلاً بكثير من العشقِ.

وهذا الزمن يخربشُ الصقيع على وجوه تتشظى، وعويل الريح المسمومة تعوي، وأنتَ في دوائر اللقاء تحمي العابرين بلهفة نجمة تكتب على مفارق الطريق بوصلة الطريق.

أيها المتثاقل في اختمار الفداء.

هوذا بذارك ينشد على مدى النهضة ما زرعتْ، هوذا يحدّدُ قدر من أيقظوا زوابع الهبوب نحو الشمس وارتضوا وهج الحقيقة على زيف الظلال.

آمنتَ بعزِّ الأمة فأعزّكَ الإيمان بالكبر، مدافعاً، جريئاً، شجاعاً واثقاً أن الحياة في العز هي كل الحياة.

وجاهدتَ على مدار عمركَ، ستين عاماً ونيفاً من صباحات العطاء، لم تخبُ يوماً عن الجهر بلغة التأسيس قولاً وفعلاً، ممارسةً وجهاداً، وعياً وأنتماءً لنهضة تساوي وجودنا.

يا رجلاً بكثير من الرجال.

لم أعرفك إلاَّ وأنت على شاهق محبة، وعلى سعة قلب وشفيف رأي وبصيرة، تفكُّ أسئلة الغفلةِ بيقين العارفين أن الأنتصار قدر لا مفّر منه، وتنزعُ عن وحشة الطريق غبش الوهن بثبات عزمك وصدق الوفاء.

أيها الأمين الأمين

يقولون إن الناس يتساوون أمام الموت، وأقول: أمام الموت الناس صنفان، صنفٌ هو الأعمّ لمن استحقوا موتهم فماتوا، وصنف هم قلة من الناس – وأنت منهم – لا يستحقهم موت لأنهم أبناء الحياة.

يا حضرة الرئيس الأمين العميد

ها نحن في لحظة وداعك نستحضرك شاهداً على معنى الحرية في إنسان سعاده، عندما تمتلئ الروح بالضوء.

ونذكرك في جرأة الموقف قائداً يدجّنُ الصعاب بهمّة ثائر مقاوم… ويستحث النفوس الى عُلاها.

عهدنا إليك ولهذه النهضة العظيمة، أننا على الوعد ذاته سنمضي جيلاً بعد جيل، نوقد قناديل الوفاء ونرفع الهتاف بالنداء: لتحي سورية وليحي سعادة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى