رئيس أركان القوات البريطانية يحذّر من القوة العسكرية الروسية.. وموسكو تعتبر تصريحاته تشويهاً لسمعتها
انتقدت موسكو تصريحات رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة البريطانية والتي اعتبر فيها بأنّ روسيا تشكل تهديداً لبلاده.
وأعلن رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور بونداريف «أنّ تصريحات رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة البريطانية الجنرال نيكولاس كارتر، تسعى إلى تشويه سمعة روسيا».
وأوضح بونداريف في تصريح صحافي «أنّ تصريحات الجنرال كارتر تهدف إلى تحقيق أهداف عدة، تشويه سمعة روسيا في العالم ومحاولة توجيه حلفائنا ضدنا وتخريب علاقاتنا مع جيراننا في رابطة الدول المستقلة وتصعيد المواجهة مع الغرب».
وأضاف السيناتور الروسي: «من المهم بالنسبة لهم أن يطلقوا أيديهم تحسباً لأي شيء»، متابعاً: «يوجد هناك دائماً سبب جاهز لفرض عقوبات جديدة، أو للتضييق على شخصياتنا الرسمية، وسياسيينا ودبلوماسيينا وصحافيينا»، مشيراً إلى أنّ «تشكيل صورة روسيا العدوانية أصبح من عادة الأنجلوساكسونيين والولايات المتحدة، التي أدرجت روسيا في استراتيجيتها للأمن القومي كتهديد رقم واحد، جنباً إلى جنب مع الصين».
وكان رئيس أركان الجيوش البريطانية قد أعلن أول أمس، «أنّ روسيا تشكّل تهديداً لبلاده وطالب بتمويل أكبر للقوات المسلحة لتتمكّن من التصدّي لها».
وفي كلمة عامة نادرة، صرّح الجنرال نيك كارتر بقوله «إنّ روسيا تطور استراتيجية مسلحة تزداد عدائية»، مشدّداً على أنها «أظهرت في سورية قدرتها على استخدام صواريخ متطورة بعيدة المدى».
وقال كارتر أمام مركز «رويال يونايتد سيرفيسز أنستيتيوت» المتخصّص في مسائل الدفاع والأمن في مقره في لندن «إنّ روسيا تشكل التحدي الأمني الأكثر قدرة وتعقيداً أمامنا منذ الحرب الباردة».
وفصّل كارتر في كلمته القدرات العسكرية الروسية مستخدماً تسجيل فيديو وحذّر من «التساهل فأوجه التشابه مع العام 1914 كبيرة»، مضيفاً «لقد اعتاد جيلنا على اختيار نزاعاته منذ نهاية الحرب الباردة، لكن يمكن أن نجد أنفسنا دون خيار سوى الحرب مع روسيا».
وأكد كارتر «أنّ مناورات عسكرية أجرتها روسيا في العام 2017 كانت تحاكي هجمات على أوروبا الشمالية من كالينينغراد إلى ليتوانيا».
وشدّد كارتر «علينا الردّ على هذه التهديدات الآن ولا يمكننا الانتظار من دون القيام بشيء».
وحذّر كارتر من دون أن يذكر روسيا بشكل مباشر من الحرب على الانترنت مع «اللجوء إلى حملات تحقير وتضليل إعلامي»، في إشارة خصوصاً إلى الاتهامات بتدخل الكرملين في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016.
وتابع كارتر «إنّ المملكة المتحدة يمكن أن تجد صعوبة في التصدي للقدرات العسكرية لروسيا ودول أخرى، إذا لم تستثمر بشكل أكبر في قواتها المسلحة بعد سنوات من التقشف».
وأوردت تقارير صحافية «أنّ وزير الدفاع غافين وليامسون دعا إلى زيادة ميزانية القوات المسلحة، ومن المتوقع أن يؤدي تصريح كارتر المباشر إلى تعزيز الضغوط على وزير المالية فيليب هاموند».
وتابع كارتر «قدرتنا على ردع التهديدات أو الرد عليها ستكون أقل إذا لم نكن في مستوى خصومنا».
وأشار رئيس مركز الأمن الإلكتروني البريطاني كيران مارتن إلى أنّ «البلاد ستواجه على الأرجح هجوماً إلكترونياً كبيراً في غضون عامين».
بدوره، انضمّ وزير الدفاع السابق مايكل فالون إلى الدعوات لزيادة النفقات العسكرية.
وقال فالون في كلمة أشار فيها إلى تراجع عجز الموازنة البريطانية وإلى زيادة النفقات في قطاعات أخرى «لنخصص مليار جنيه استرليني 1.14 مليار يورو لتعزيز ميزانية الدفاع هذا العام، ولنحدّد هدفاً جديداً بأن تكون هذه الميزانية 2.5 من إجمالي الناتج الداخلي بحلول نهاية ولاية البرلمان الحالية».
وذلك معناه 7.7 مليار جنيه إضافي سنوياً وسط تقارير بعجز بنحو 20 مليار جنيه إسترليني في الموازنة خلال العقد المقبل.
فيما قال متحدّث باسم رئيسة الحكومة تيريزا ماي أول أمس، أمام الصحافيين «إن التهديدات التي أشار اليها كارتر أدرجت في مراجعة حول السياسة الدفاعية».
وتابع المتحدث «إنّ المملكة المتحدة في موقع قوة مع ميزانية دفاعية بقيمة 36 مليون جنيه 41 مليار يورو ستبلغ نحو 40 ملياراً بحلول 2020-2021، وهي أكبر ميزانية دفاع في أوروبا والثانية في الحلف الأطلسي والخامسة في العالم».
وأضاف أنّ الميزانية «ستموّل قدرات جديدة»، مشيراً إلى «حاملات طائرات جديدة وغواصات ومدرعات وطائرات».