ترامب يصل دافوس وترقّب سياسي واقتصادي حول رسالة «أميركا أولاً»

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، إلى سويسرا وتوجّه إلى منتجع دافوس، حيث يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي وسط تساؤلات حول ما إذا كان سيكرّر رسالة «أميركا أولاً» أو يحاول استمالة النخب الليبرالية الحاضرة.

وحطّت الطائرة الرئاسية بحلول الظهر في زيوريخ، حيث من المفترض أن يستقلّ مروحية للالتحاق بدافوس.

وكتب ترامب في تغريدة قبل أن يستقلّ المروحية التي نقلته إلى المطار «سأتوجّه قريباً إلى دافوس بسويسرا لأروي للعالم كم هي رائعة أميركا، والأمور فيها على ما يرام. اقتصادنا ينطلق الآن وسيمضي في هذا الاتجاه بفضل كل ما أقوم به. بلادنا أخيراً على طريق الفوز مجدّداً».

ويسود الترقب بين المسؤولين السياسيين والاقتصاديين الثلاثة آلاف المشاركين منذ ثلاثة أيام في المنتدى، إذ يتعيّن عليهم الانتظار حتى اليوم من أجل الاستماع إلى كلمة الملياردير.

وكان إعلان ترامب استعداده للإدلاء بشهادته تحت القَسَم في التحقيق حول تواطؤ محتمل بين فريقه الانتخابي وموسكو قبل ساعات فقط على مغادرته إلى دافوس مساء أول أمس، مثالاً آخر على مواقفه التي لا يمكن التكهّن بها.

كما أثار وزير الخزانة ستيفن منوتشين مخاوف من حصول حرب في أسعار صرف العملات عندما أعلن أول أمس، أنّ الدولار الضعيف «جيد» لاقتصاد بلاده، لكنه قال أمس إنه «لا يشعر بالقلق» إزاء مستوى العملة الوطنية.

وأدّت تصريحات منوتشين إلى ارتفاع اليورو إلى أعلى مستوى له إزاء الدولار منذ ثلاث سنوات ما يصبّ في مصلحة الصادرات الأميركية.

وكان وزير التجارة الأميركي ويلبور روس صرّح أول أمس «هناك خلافات تجارية مستمرة منذ زمن. الفارق اليوم هو أن الولايات المتحدة في موقع هجومي».

ويعقد ترامب في دافوس مشاورات مع رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في الوقت الذي تشهد فيه «العلاقة الخاصة» بين البلدين توتراً، وأيضاً مع رئيس الوزراء «الإسرائيلي بنيامين نتنياهو» والرئيس الرواندي بول كاغامي.

ألقت ماي كلمة أمس، حثت فيها المستثمرين على «ممارسة ضغوط على عمالقة الإنترنت من أجل وضع حد للأخبار الكاذبة وأيضاً للمضامين الحاقدة والتحرّش الجنسي».

وترامب هو أول رئيس أميركي منذ بيل كلينتون يشارك في دافوس.

وتثير هذه الزيارة مشاعر متضاربة.. فإصلاحه الضريبي مؤخراً الذي شمل تخفيضاً في ضرائب الشركات أدّى إلى تحسّن كبير في وول ستريت ومعدل نمو ثابت، وهذا من شأنه أن يلقى استحسان أرباب المؤسسات وكبار المصرفيين.

لكنّ خطابه الحمائي وتناوله عشوائياً مواضيع جيوسياسية حساسة تتناقض مع أجواء التوافق السائدة عادة في دافوس حيث تطغى على النقاشات مواضيع التبادل الحرّ والمبادرات الخيرية.

وقال ألين راينش من مركز الدراسات الدولية والأمنية «إنّ ترامب لن يلقى حضوراً مرحّباً به»، مضيفاً أنّ «القول بأنّ ترامب يلقي بنفسه بين أنياب الأسد، تشبيه مؤاتٍ».

وعلّق المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي في دافوس «يجب ألا نفكر بأن هناك مواجهة بين أوروبا والولايات المتحدة، فهي غير ممكنة وغير مرحّب بها إذ علينا التعاون في ما بيننا، لكن من الواضح أنّ هناك خطين».

والتناقض يمكن أن يكون كبيراً بين الاستقبال الذي سيحظى به ترامب والترحيب الحار الذي حظي به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على سبيل المثال.

ودعا هذا الأخير أول أمس، إلى «اتفاق دولي جديد» من أجل عولمة أفضل تقلّص الفوارق وانعدام المساواة.

وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أنّ ماكرون «في طريقه نحو تولّي دور قائد العالم الحر» وهي مكانة تبوأها تاريخياً رؤساء أميركيون.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى