لبنان يودّع زغلول الدامور في مأتم رسميّ وشعبيّ
ودّع لبنان والبوشرية وشعراء الزجل، عملاق الزجل اللبناني جوزف الهاشم زغلول الدامور في مأتم رسميّ وشعبيّ حاشد في كنيسة مار يوحنا المعمدان في البوشرية، بحضور أمين سرّ «تكتّل التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان ممثّلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب غسان مخيبر ممثّلاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، النائب محمد الحجار ممثّلاً رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وعدد من الوجوه السياسية، إضافةً إلى رئيس بلدية الجديدة ـ البوشرية ـ السد أنطوان جبارة، نقيب شعراء الزجل جورج بو أنطون وحشد من الشعراء والفنانين ومحبّي الزجل والأصدقاء وفاعليات.
ترأس الصلاة الجنائزية كاهن الرعية الاب بول ناهض الذي ألقى كلمة نقل في مستهلّها إلى عائلة الراحل تعازي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي وبركته وصلاته، وقال: في أحد الأبرار والصديقين هوى الزغلول عن صهوة الكلمة، وسنديانة جديدة من سنديانات البوشرية انكسرت.
وأضاف: حروف الأبجدية اليوم منحنية صامتة أمام شخص ترك في قلب كلّ منّا لحظات فرح وبسمة في زمن مليء بالقهر والألم والهموم.
واعتبر أنّ الألقاب كلّها تليق بهذا الشاعر، ولكن رغم أهميتها، فهي لا تخبر عن حقيقة الزغلول الكاملة. وقال: لن أتكلم عن الزغلول الأديب الذي غنّى للحبّ والجمال والوطن والجيش والشهداء والمغتربين… إنّما سنترك الكلام الأدبيّ عن الشاعر لحفل تكريم نعدّه بالتعاون مع البلدية. لن أتكلّم عن زغلول الدامور اليوم بل عن ابن البوشرية الأب والمؤمن والفقير.
وقال: كان أباً متفانياً رغم كلّ الحياة الصاخبة التي عاشها، فربّى أولاده على القيم الإنسانية والوطنية والإيمانية التي تغنّى بها في أشعاره، ونقل إلى أحفاده محبّة الناس. عاش متواضعاً ومؤمناً رغم كلّ الشهرة وتصفيق حفلات الزجل التي تردّد صداها في كلّ قرية من قرى لبنان، وكان يشارك في الحياة الرعوية ووضع صوته وموهبته في خدمة المذبح، فكم نحن بحاجة اليوم إلى أناس يتعاطون الشأن العام وتكون حياتهم مطابقة لإيمانهم.
وختم: الشاعر لا يموت أبدا لسببين الأوّل لأنه يتخاوى مع الكلمة، والثاني أنّ الشاعر يسكب حياته كلها بالكلمة ويبقى موجوداً في الأحرف.
وسام الاستحقاق الفضّي
وبعد الصلاة، منح كنعان بِاسم رئيس الجمهورية الراحل وسام الاستحقاق اللبناني الفضّي، وقال: أيها الفقيد الغالي، تقديراً لعطاءاتك قرّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الاستحقاق اللبناني الفضّي، وكلّفني فشرّفني أن أضعه على نعشك، في يوم وداعك، وأن أتقدّم من عائلتك بأحرّ التعازي.
ثمّ تقبّلت العائلة التعازي ووري جثمان الراحل في مدافن العائلة.