فواخرجي: هدفنا رسالة سلام تعبّر عن الشعب السوريّ الذي ينتمي إلى الحياة والحضارة بلوتنيكوف: إنّها قصّة تعني كلّ إنسان في أنحاء العالم ببعدها الإنسانيّ
محمد سمير طحّان
أطلقت أسرة فيلم «تدمر» السوريّ ـ الروسيّ المشترك ظهر أمس مرحلة التحضير الفعلي للفيلم، ضمن مؤتمر صحافيّ ضمّ الفنانَين سلاف فواخرجي ووائل رمضان، وممثلين عن «شركة شغف للإنتاج»، والمنتج الروسي أندريه سيغيليه صاحب «شركة برولاين»، ومخرج وكاتب سيناريو الفيلم إيفان بلوتنيكوف، والمصوّر آليك لوكيجف، وذلك في صالة «آرت هاوس».
فواخرجي
وقالت فواخرجي إنّ التحضير لهذا الفيلم بدأ قبل سنتين، وفي نيسان من السنة الماضية وقّعنا بروتوكولاً للتعاون مع المنتج سيغيليه صاحب «برولاين»، برعاية من وزير الثقافة الروسي لإنتاج فيلم «تدمر»، تعزيزاً للتعاون السوريّ ـ الروسيّ، ولأن مدينة تدمر تعني الجميع في العالم كلّه.
وأضافت: هناك عدد من الاجتماعات والنقاشات التي جمعت فريقَي العمل السوريّ والروسيّ من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة وتوافق كامل على صيغة هذا المشروع الفنّي الإنساني، من خلال المحبّة التي تجمعنا. فالهدف من هذا المشروع تقديم عمل فنّي عالميّ من خلال ما نملكه من قدرات وحماسة، وإظهار البعد الإنساني من خلال طرح قصّة واقعية من ضمن عدد من القصص التي جرت على أرض سورية خلال سنوات الحرب الإرهابية علينا.
وأوضحت فواخرجي أنّ الفيلم يساعد في تعزيز العلاقة السورية ـ الروسية التاريخية التي تعدّدت أوجهها. وبطريقة ما، الفيلم يقدّم الرؤية الرافضة للإرهاب ويقدّم شيئاً ملموساً لحماية مستقبلنا ومستقبل أبنائنا.
وأكّدت أنّ دخولها إلى عالم الإنتاج عبر فيلم «تدمر» هو قرار جاء رغبةً منها في إيصال رسالتها الفنّية والإنسانية إلى العالم، فالفنان مهما امتلك من قدرة على تقديم مبادرات فردية عبر عدد قليل من المشاريع الفنّية فهذا لا يكفي وحده للنهوض بالدراما والسينما. كما أن عليه الاستمرار في العمل وتقديم المبادرات.
وأشارت فواخرجي إلى أنّ الفيلم يهدف إلى تقديم رسالة سلام تعبّر عن الشعب السوريّ، الذي ينتمي إلى الحياة والعلم والعمل والحضارة، فرغم سنوات الألم، ما زال الشعب السوري موجوداً مع العلم أنّ الحرب أخذت منه الكثير، لكنها أعطته مخزوناً إنسانياً، سيُعبّر عنه من خلال الروايات والسينما والمسرح ليعلّم الجميع وبخاصة أجيالنا الجديدة حقيقة سورية.
رمضان
بدوره قال وائل رمضان: «أردنا أن نصنع عملاً فنّياً يمدّ الجسور بيننا وبين العالم سواء في السينما الروسية أو العالمية، لنقدّم أفكارنا ونعرض مشاكلنا وحقيقة الحرب الجائرة علينا منذ نحو سبع سنوات. تدمر هي رمزٌ مهم للصمود، لها مكانة في المخزون الشعبي والعالمي لأنها ترمز إلى القوة والمقاومة والتصدّي للغزو الخارجي.
وأضاف: الأصدقاء الروس يرون في تدمر رمزاً للحضارة والعمارة وللقوّة وهي نقطة تلاقٍ بيننا لتكون باكورة أعمال مشتركة مقبلة.
سيغيليه
بدوره، قال سيغيليه المؤلّف الموسيقي في الفيلم إنّ هذه الزيارة غيّرت الكثير من الأفكار لدينا التي أخذناها من الإعلام وساعدتنا على إغناء القصص التي يجب أن يتضمّنها السيناريو الذي لم تكتمل كتابته بعد. الفيلم يلقى دعماً من وزارة الثقافة الروسية وسيكون عملاً سينمائياً إنسانياً ضخماً تتوفّر له كل الإمكانات العالية الاحترافية للتعبير عن حقيقة ما يجري في سورية عبر قصة واقعية.
ولفت سيغيليه إلى أنّ تصوير الفيلم سيكون في أوائل الصيف في سورية لينتقل بعدئذ إلى روسيا، على أنّ يكون جاهزاً للعرض أواخر السنة المقبلة في نيويورك حاملاً رسالة إنسانية إلى العالم.
واعتبر أنّ هذا العمل المشترك يقلّل من فرص الإرهابيين في نشر أفكارهم ويخدم السلام.
كما عبّر سيغيليه عن سعادته للمشاركة في هذا التعاون الفنّي المشترك مع الجانب السوري وقال: نحن بحاجة لنعرف أكثر عن بعضنا من خلال التواصل والتعاون في العمل. لأن هذا يصنع علاقات الصداقة الحقيقية، لافتاً إلى أنّ تدمر ترمز إلى الثقافة والحضارة على مستوى العالم.
بلوتنيكوف
من ناحيته، قال بلوتنيكوف: تعرّفنا في هذه الزيارة إلى سورية كما هي في الحقيقة. وهذا هو المهمّ لنا لنبني قصتنا بشكل أفضل وواقعي، هذا يعطي قيمة مضافة إلى عملنا. القصة التي يقدّمها الفيلم تعني كل إنسان في أنحاء العالم ببعدها الإنساني فأحداثها يمكن أن تقع في أيّ جزء من الأرض.
وأضاف بلوتنيكوف: نريد أنّ نروي الواقع الذي يعيشه الشعب السوري على هذه الأرض، في الوقت الذي يشهد فيه العالم الكثير من الاضطرابات. وتجدر الإشارة إلى أنّ فريق عمل الفيلم من فنّيين وممثلين سيكون من دول عدّة لتقديم عمل فنّي إنساني عالمي.
ولفت بلوتنيكوف إلى أنّ الفريق الروسي فوجئ بما شاهده على أرض الواقع في سورية، الذي ينافي ما يبثّ في وسائل الإعلام من دمار. مؤكّداً أنّ دمشق تعيش حياة طبيعية، وفيلم تدمر سيكون أقرب إلى الواقع الحقيقي.
الفيلم الذي سيصوّر في أماكن عدّة من سورية ومدينة سان بطرسبورغ الروسية تدور أحداثه حول طبيب من داغستان تتفكّك حياته عندما تهرب زوجه وبناته سرّاً إلى سورية للانضمام إلى المجموعات الإرهابية، فيسارع إلى إنقاذهنّ من دون التفكير في العواقب.