«بلومبرغ»: انقضاء شهر العسل السعوديّ ـ الإماراتيّ؟

نشر موقع شبكة «بلومبرغ» تقريراً للصحافيَّين محمد حاتم وزينب فتّاح عن الأحداث التي تشهدها عدن حالياً. ويشير التقرير إلى أن شهر العسل بين السعودية والإمارات قد انقضى، وذلك بعدما طالب المجلس الانتقالي في الجنوب الراغب في الانفصال، الرئيس هادي بتغيير الحكومة.

أوضح التقرير أنّ «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن المجاور تمرّ بأزمة جديدة، في أعقاب اشتعال اقتتال بين فصيلين يحاربان على جانب المملكة. وقد تؤدّي المواجهات في عدن جنوب البلاد، حيث مقرّ الحكومة اليمنية الموقّت، إلى إضعاف التحالف الذي بنته الرياض في صراعها بالوكالة مع «المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران». وقد أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ 36 شخصاً قتلوا وجرح 185 آخرين خلال يومين من المعارك.

كان المجلس الانتقالي الجنوبي قد دعم الحملة السعودية ـ كما يشير التقرير ـ لكنه طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتغيير الحكومة التي اتهمها بالفساد متوعداً بإسقاطها حال رفض الأخير. وعندما رفض هادي الامتثال، قام الانفصاليون بتنظيم تظاهرات مناهضة للحكومة واشتعل القتال.

تتعدّد الفصائل في الحرب اليمنية، وغالباً ما تتغير الولاءات. تقول نهى أبو الدهب، زميلة زائرة في «معهد بروكنغز الدوحة»: إن الانفصاليين مدعومون من الإمارات حليفة السعودية، وأن القتال في عدن قد يدلّ على تزايد التوتّرات في التحالف.

حذّر التحالف العربي من أنه لن يقف متفرجاً إزاء ما يجري، ودعا إلى وقف فوري للاشتباكات.

وينقل التقرير عن صحيفة «الغد» في عدن قولها إن طائرات حربية تحلّق فوق القصر الرئاسي في المدينة لوقف تقدّم القوات الانفصالية.

وأشارت نهى إلى أنه «بعد ثلاث سنوات تقريباً، لن يكون من المستغرب رؤية عقد التحالف ينفرط. إذا كانت الإمارات تتعرّض إلى ضغوط لإعادة التفكير في دعمها للانفصاليين، فإن جماعات المقاومة الجنوبية التي لعبت دوراً هاماً في طرد الحوثيين من عدن يمكن أن تنقسم».

كانت عدن عاصمة دولة منفصلة في جنوب اليمن قبل التوحيد مع الشمال في عام 1990 ، ينوه التقرير ، وبسبب مشاعر الاستياء من التهميش والقمع، ازدادت المطالبات بانفصال الجنوب. فشل التحالف الذي تقوده السعودية في الانتصار منذ تدخله في 2015 لاستعادة حكومة هادي المعترف بها دولياً.

تتهم السعودية إيران بتسليح الحوثيين ودفع مليارات الدولارات في النزاع. وقد ثارت مخاوف من مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين على إثر الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون مراراً صوب المملكة. بيد أنّ طهران تنفي دعمها للمتمردين الحوثيين عسكرياً.

إذا اشتعلت المواجهة في مدينة عدن الاستراتيجية، فمن المرجّح أنّ تجلب المزيد من البؤس لملايين اليمنيين الذين يواجهون الجوع والدمار. ومن شأن استمرار القتال أن يزيد من صعوبة توزيع الإمدادات الإنسانية التي تشتدّ الحاجة إليها. إلى جانب وباء الكوليرا الذي فتك بالآلاف والمجاعة التي تضرب البلاد.

تشير التوترات في عدن إلى أن ثمة خلافاً بين السعودية والإمارات ـ كما يوضح مُعدّا التقرير. وقد فشلتا في وضع استراتيجية سياسية وعسكرية واضحة للجنوب، وفقاً لما قاله يزيد صايغ، الزميل البارز في «مركز كارنيغي للشرق الأوسط» في بيروت.

وقال الصايغ: «إن الإماراتيين والسعوديين يعملون بطرق مختلفة على الأرض داخل اليمن. وانتهى بهم المطاف إلى دعم مجموعات تتعارض مصالحها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى