قماطي وفانوس وبشّور ناقشوا كتاب «عصر المقاومة… صناعة النصر» لحسن حردان
نظّم «المنتدى القومي العربي» ندوة لمناقشة كتاب «عصر المقاومة… صناعة النصر 1982 ـ 2017 » للكاتب الإعلامي حسن حردان، في ذكرى مئوية الرئيس جمال عبد الناصر وتحت شعار «القدس عاصمة أبدية لفلسطين»، تحدّث فيها نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي، أمين عام اتّحاد الكتّاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس، الرئيس المؤسّس للمنتدى معن بشّور، وذلك بحضور شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية وممثّلين عن الأحزاب والفصائل والجمعيات والهيئات والروابط اللبنانية والفلسطينية.
افتتح اللقاء المحامي عمر زين، ثمّ تحدّث قماطي منوّهاً بالكاتب على هذا الإنجاز الهام، لأنه يؤرّخ لمرحلة مهمة في تاريخ البلاد. وقال: «أعطى المقاومة حقّها كثيراً من الانتصار عام 2000 إلى الانتصار عام 2006 إلى الانتصار في سورية. وإذا نظرنا وسألنا أين المقاومة الفلسطينية من هذا القتال إنّا لم نجدها؟ وأين المقاومة الوطنية اللبنانية أيضاً لم نجدها؟».
وأكّد أنّ الاجتياح كان لإنهاء نهج المقاومة في العالم العربي لفرض مشروع استسلامي على العرب ولبنان والمنطقة. وقال: كنا نتمنى أن تذكر المقاومة الوطنية التي أطلقت شرارة المقاومة بعد الاجتياح لكي تكمل الطريق وتحقق الانتصارات.
واعتبر الدكتور فانوس أنّ الكتاب تأسيسيّ لمرحلة مقبلة، ليس على مستوى التأريخ بل على مستوى التثقيف. مشيراً إلى أنه ينتمي إلى جيل كان أوّل ما شنف أذانه على الفكر السياسي بأن قوة لبنان في ضعفه.
ورأى بشور أنّنا أمام جهد بحثي جادّ والتزام وطني سليم وتحليل مترابط لا يجد أيّ باحث أو دارس مناصاً من العودة إليه في كل مرّة يريد أن ينشئ بحثاً أو مقالة عن المقاومة في لبنان أو عن الحرب الكونية على سورية.
وقدّم ملاحظاته عن الكتاب، متمنّياً لو أنّ الكاتب تناول إرهاصات المقاومة في لبنان منذ نكبة 1948، والحديث عن الجوانب غير العسكرية الكامنة وراء انتصارات المقاومة في لبنان كالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والإنمائية والثقافية والإعلامية، ودور المقاومة العراقية في الاشتراك مع المقاومتين اللبنانية والفلسطينية في صوغ عصر المقاومة منذ أوائل هذا القرن.
ولفت إلى أنّ ظروف المقاومة اللبنانية تختلف جذرياً عن ظروف المقاومة الفلسطينية، وقال: إذا كانت الأولى قد وجدت حصناً لها في سورية والجمهورية الإسلامية الايرانية، فإنّ الثانية قد عانت من خذلان وتواطؤ عربيين.
ثمّ عقّب الكاتب حردان على ملاحظات المحاضرين، مؤكّداً أنّ الكتاب انطلق من فكرة أساسية وهي مرحلة الاجتياح «الإسرائيلي» وكيف نشأت مقاومة جديدة، وهذه النقطة التي تشكّل جوهر الكتاب.
واعتبر أن المقاومة الوطنية اللبنانية نموذج يجب أن يحتذى به وأن يشكّل أيضاً نموذجاً للساحة الفلسطينية. مؤكّداً أنها تمكنت من خلال الرؤية الاستراتيجية والمشروع والقيادة من تحقيق الانجازات. لافتاً إلى أنه تحدّث في الكتاب عن البعدين القومي والإسلامي للمقاومة.
مداخلتان
بعد ذلك، تحدّث ممثّل «الحزب الديمقراطي اللبناني» وليد العياش عن دور قائد الثورة العربية الكبرى سلطان باشا الأطرش، ودور الأمير مجيد أرسلان في معركة المالكية.
أما الوزير السابق بشارة مرهج فدعا إلى التنبّه إلى أنّ ما جرى عام 1982 ليس اجتياحاً بل الحرب العربية ـ «الإسرائيلية» الرابعة التي استمرت مئة يوم خاض خلالها مقاتلو الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية والجيش السوري معارك ضخمة من صور ومخيماتها، إلى صيدا ومخيماتها، إلى الدامور وخلدة، إلى عين زحلتا في الجبل وكان الصمود التاريخي في العاصمة.