الحريري يلتقي أردوغان ويلديريم ويطالب الحكومة التركية دعم مؤتمري باريس وروما
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة سعد الحريري في القصر الرئاسي في انقرة، وأجرى معه محادثات تناولت آخر التطورات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
وأعلن رئيس الحكومة أنه اتفق ونظيره التركي بن علي يلدريم على أن لا مخرج من الأزمة المستمرّة في سورية سوى بحل سياسي يضمن وحدة الأراضي السورية، ويضمن حقوق جميع المواطنين السوريين، لا سيما عودة آمنة للنازحين إلى بلادهم. وكانت عقدت في مقر رئاسة الحكومة التركية محادثات موسعة برئاسة رئيسي الوزراء اللبناني سعد الحريري والتركي بن علي يلدريم حضرها أعضاء الوفد اللبناني المرافق ووزير الداخلية التركي سليمان سويلو وعدد من كبار المسؤولين والمستشارين الأتراك وتمّ خلاله استكمال البحث في المواضيع والمسائل التي أثيرت في الاجتماع الثنائي بين رئيسي حكومتي البلدين.
بعد انتهاء المحادثات، عقد الرئيسان الحريري ويلدريم موتمراً صحافياً مشتركاً استهلّه الأخير بالقول: «لقد أجرينا مباحثات ثنائية بين الوفدين حول العلاقات التركية اللبنانية، فضلاً عن المواضيع التي تهمّ كلا البلدين، وناقشنا كل هذه الأمور بالتفصيل». وأضاف: «من دون شك، فإن تطبيق لبنان للسياسة الحيادية بالوحدة والتعاضد، وبمفهوم وطني هو أمر مهم أيضاً للغاية». وتابع: «نحن في تركيا، ومن أجل سلامة لبنان دوماً، خاصة في مجال الأمن والمواضيع الأخرى، فإننا سنزيد تعاوننا مع لبنان باضطراد. وفي ما يتعلق بتعزيز البنى التحتية اللبنانية والمشاركة في تنفيذ هذه المشاريع، قرّرنا المشاركة الفاعلة في هذا الصدد في مؤتمري روما وباريس، حيث ستُعقد اجتماعات هناك ستشارك فيها تركيا بشكل فاعل. إننا نهدف من خلال ذلك إلى تطوير البنى التحتية اللبنانية ومشاركة شركات المقاولات والمؤسسات التركية، وبالتالي الإسهام بالاستقرار في البلاد».
وأردف: «كما هو معلوم، فإن الحجم التجاري بين لبنان وتركيا انخفض مع الأسف خلال العامين الأخيرين بسبب الأزمة السورية والأزمات التي حصلت في المنطقة والحروب الأهلية، ولذلك لا بدّ من إزالة هذه السلبيات، وقد تباحثنا في ما يجب القيام به من أجل ذلك. وكانت فرصة لتقييم هذه الأمور مع الرئيس الحريري والوفد المرافق له».
وتابع: «إلى جانب البحث في العلاقات الثنائية، فقد ركّزنا على عدد من المواضيع وتبادلنا الآراء بشأن الأمور الدولية، وخاصة في ما يتعلق بعملية «غصن الزيتون» المستمرة. وقد قدّمنا معلومات مفصلة للرئيس الحريري في هذا الشأن عن العملية التي ننفذها في منطقة عفرين، والتي تستهدف القضاء على الأوكار الإرهابية هناك». وقال: «في ما يتعلق بالمواضيع الإقليمية ومستقبل سورية، فقد تمّ تناول هذه المواضيع وسبل التأسيس للسلام في هذا البلد. وبعد مسيرة «سوتشي»، ستبدأ مسيرة «جنيف» تحت إشراف الأمم المتحدة، وكل هذه النشاطات ستستمرّ تحت سقف الأمم المتحدة. أما في ما يتعلّق بتخفيف التوتر ووقف الاشتباكات، فإن تركيا والبلدان المعنية لديها نشاطات مستمرّة في هذا الإطار. أما في ما يتعلق بالتطورات التي حصلت في القدس، فقد كانت فرصة لنتناول هذه المواضيع، خاصة بعد القرار المفاجئ للرئيس الأميركي بإعلان القدس عاصمة لـ»إسرائيل»، والذي أدّى إلى رد فعل كبير في العالم أجمع. وقد تمّ اتخاذ قرار في هذه القمّة بإعلان دولة فلسطين وعاصمتها القدس، كما أنه جرى رفض المبادرة الأحادية من قبل «إسرائيل» والولايات المتحدة، بالتصويت الذي تمّ في الجمعية العامة للأمم المتحدة. والآن هناك فرصة للعودة عن هذا الخطأ، ونأمل بأن تتخلى الولايات المتحدة عن موقفها في هذا الصدد من أجل عدم مضاعفة المشاكل الموجودة حالياً».
ثم تحدث الرئيس الحريري، فقال: كان اللقاء أيضاً مناسبة لعرض خطة الحكومة اللبنانية لتعزيز الجيش والقوى الأمنية التي ستطرح قريباً في مؤتمر روما، كما خطة الاستثمار في البنى التحتية التي ستعرض قريباً أيضاً في مؤتمر في باريس. وطلبت دعم الحكومة التركية لهذين المشروعين الحيويين، وتشجيعها للقطاع الخاص التركي للمشاركة في خطة الاستثمار التي نتوقع أن يشارك القطاع الخاص بنسبة الثلث تقريباً في تمويلها. وأضاف «طبعاً، كانت وجهات النظر بيننا متطابقة في ما يتعلق برفض حكومتينا رفضاً قاطعاً للإعلان الأميركي للقدس عاصمة لـ»إسرائيل». وكرّرت للرئيس يلديريم أن «لبنان ملتزم بمبادرة السلام العربية التي أطلقت في قمة بيروت لحل دائم على أساس دولتين». وتابع «تطرّقنا إلى الأزمة في سورية، والتي اتفقنا أيضاً على أن لا مخرج منها سوى بحل سياسي يضمن وحدة الأراضي السورية، ويضمن حقوق جميع المواطنين السوريين، وبخاصة حقوق النازحين منهم».
وبعد ذلك أقام رئيس الحكومة التركية مأدبة غداء تكريماً لنظيره اللبناني والوفد المرافق.
وفي تركيا، اجتمع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع نظيره التركي سليمان سويلو. واتفق المشنوق وسويلو خلال اجتماع دام ساعة،على مشاركة لبنان في مؤتمر إقليمي يُعقد في اسطنبول خلال شهر آذار المقبل، مخصص للبحث في التعاون لمكافحة تهريب المخدرات. كما بحثا الوضع في المنطقة، واتفقا على تعزيز التعاون الأمني بين البلدين. ودعا المشنوق نظيره التركي إلى زيارة لبنان.