واشنطن تعترف أن لا أدلة على استخدام دمشق غاز السارين.. وموسكو تتهم مسؤولين أميركيين بمحاولة تدمير التسوية في سورية

اعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أن الولايات المتحدة «تخشى» أن يكون غاز السارين استخدم في الآونة الأخيرة في سورية.

وقال ماتيس أمس، للصحافيين إنه «تمّ استخدام» الكلور في هجمات في سورية «لكن أشد ما يثير قلقنا هو احتمال أن يكون غاز السارين استخدم» في الآونة الأخيرة، موضحاً أن الولايات المتحدة ليس لديها في الوقت الراهن أدلة على استخدام غاز السارين.

وأوضح الوزير الأميركي بقوله «لا أدلة على استخدام الحكومة السورية غاز السارين، لكننا نطالع تقارير تردنا من الميدان».

وكان مسؤول أميركي اتهم دمشق أول امس الخميس باستخدام الأسلحة الكيميائية من حين لآخر، وبكميات أصغر من هجوم نيسان/ أبريل الماضي، على حد تعبيره.

وأضاف هذا المسؤول أن الهجمات الكيميائية الأخيرة في سورية تشير إلى أن الجيش السوري ربما يطوّر أسلحة جديدة، معتبراً أنه «إذا لم يكثّف المجتمع الدول سريعاً الضغوط على الأسد فإن الأسلحة الكيميائية السورية ستنتشر وربما تصل إلى شواطئ الولايات المتحدة».

من جهتها، رأت وزارة الخارجية الروسية أن التصريحات الأميركية حول تطوير سورية أنواعاً جديدة من الأسلحة الكيميائية «غير مسؤولة»، معتبرة أن التصريحات الأميركية جزء من «شيطنة دمشق»، بحسب تعبيره.

واتهمت الخارجية واشنطن بأنها «تستغل ملف الأسلحة الكيميائية السورية لإضفاء عنصر هدّام على التسوية السياسية للأزمة».

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن واشنطن تحاول استخدام مسألة الأسلحة الكيماوية كذريعة لتدمير عملية التسوية السياسية في سورية..

جاء ذلك عقب اتهامات وجّهها مسؤولون أميركيون لدمشق بمواصلة استخدامها الأسلحة الكيماوية وتطوير نوع جديد منها.

ميدانياً، في تطور ميداني لافت في سورية حقق الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة تقدماً كبيراً في ريف إدلب، حيث باتت تفصلهم عن مدينة سراقب الاستراتيجية كيلومترات قليلة فقط، بعد أن حرروا العثمانية الكبرى اليوم الجمعة. سبق ذلك تحرير تل علوش التي واكبت منها «الميادين» في الساعات القليلة الماضية هذا التقدم بعد مواجهات مع جبهة النصرة، والفصائل المرتبطة بها.

وفي ريف حلب الجنوبي، أفاد مصدر بأن الجيش السوري استهدف مواقع المسلحين في بلدة جزرايا تمهيداً لاستعادتها. كما تحدث المصدر عن تعزيزات عسكرية للجيش في تل علوش تمهيداً للتقدم نحو سراقب.

وكانت فرقة مشاة الجيش السوري دخلت إلى العثمانية الكبيرة بعد تمهيد ناري كثيف باتجاه تل سلطان القريبة من سراقب.

وأشار مصدر مطلع إلى أن تقدم قوات المشاة يتزامن مع غارات بالطائرات لمواقع جبهة النصرة في تل سلطان قرب سراقب.

استمرار العدوان التركي على عفرين

وفي السياق، استمر العدوان العسكري التركي على مدينة عفرين في شمال سورية. وقد نشرت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد للمعارك التي جرت بين فصائل ما يُسمى بـ «الجيش الحر» العميل لتركيا ومقاتلي «وحدات الحماية الكردية» في ناحية بلبل، وذلك على وقع استمرار الغارات والقصف التركي الذي استهدف مستشفى في عفرين، حيث بات المرضى وعمال المستشفيات أهدافاً لهذه الغارات.

وكلف توغل الجيش التركي العدو في قرية الخليل في محيط مدينة عفرين المدنيين غالياً بعد مواجهات عنيفة مع قوات «وحدات الحماية».

وزارة الدفاع الأميركية من جهتها، دعت تركيا إلى الحد من عملياتها في عفرين وعدم تشتيت الانتباه عن المعارك ضد داعش عند ضفاف الفرات، وفق المتحدث باسم الوزارة.

وقال الجنرال كينيث ماكنزي مدير العمليات المشتركة في البنتاغون «نعتقد أن كل ما يشتت التركيز عن عملية الفرات والحرب ضد داعش هو بمثابة إلهاء». وأضاف «نحن نتواصل مع تركيا وعلى مختلف المستويات ونعلم أن لديها مخاوفها الأمنية المشروعة، والتي يجب أن تتعامل معها بشكل ملائم».

وتابع «الأتراك شركاء في حلف الناتو ولدينا وإياهم تاريخ طويل ولديهم قضايا في المنطقة، حيث يقومون بتنفيذ عملياتهم، ولكن لا إشارات إلى أنهم سيتوجّهون إلى منبج حالياً».

إلى ذلك، طالب مسؤول كردي في عفرين الحكومة الألمانية بالتحرك لوقف استخدام أنقرة لدبابات ألمانية الصنع ضد المدنيين خلال عمليتها «غصن الزيتون» في مقاطعة عفرين في ريف حلب الغربي.

وقال سليمان جعفر المسؤول في المجلس المحلي لعفرين لوكالة الأنباء الألمانية، إن «تركيا تستخدم دبابات ألمانية في قصف المدنيين بشكل عشوائي وتدمير قرى بأكملها في عفرين»، موضحاً أن القصف ازداد خلال اليومين الماضيين.

وطالب جعفر الحكومة الألمانية بممارسة «أقصى الضغوط على الحكومة التركية لوقف استخدام دباباتها في قتل الناس في عفرين.. نساء عفرين وأطفالها لا يقاتلون على خط المواجهة، وببساطة تقصفهم المدفعية داخل منازلهم وملاجئهم».

يذكر أن أحزاباً ألمانية معارضة طالبت الحكومة الألمانية الشهر الماضي بوقف التعاون العسكري مع تركيا عقب تقارير أظهرت استخدام الجيش التركي دبابات ألمانية في عمليته العسكرية ضد الأكراد في عفرين شمال سورية.

وفي سياق متصل، أوقفت سلطات النظام التركي أمس 13 شخصاً بتهمة تأييد نص متداول على شبكات التواصل الاجتماعي يعارض العدوان التركي على منطقة عفرين شمال سورية.

وذكرت مصادر أنه وفقاً لوسائل إعلام تركية فإن الموقوفين أيدوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي نصاً صادراً عن اتحاد أطباء تركيا الذي يعد أكبر النقابات الطبية في البلاد، الاسبوع الفائت شدد فيه على معارضة العدوان وعلى وجوب إحلال السلام في كل مكان.

وكانت سلطات النظام التركي اعتقلت الثلاثاء الماضي ثمانية مسؤولين من اتحاد أطباء تركيا بينهم رئيس الاتحاد راشد توكل وأصدرت مذكرات اعتقال بحق ثلاثة آخرين على خلفية معارضة الاتحاد للعدوان التركي على منطقة عفرين.

ويواصل النظام التركي لليوم الرابع عشر عدوانه على منطقة عفرين بريف حلب الشمالي عبر قصفه الأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة موقعاً المزيد من الضحايا بين المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء والدمار في المنازل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى