من شعراء بعقلين والشوف… الرفيق خليل سريّ الدين

بعد أن عمّمنا النبذة عن الرفيق الشاعر مزيد حمزة 1 ، اقترح علينا بعض المهتمّين من رفقاء بعقلين أن نكتب عن الرفيق الشاعر خليل سريّ الدين.

لم نكن على معرفة بالرفيق خليل إلى أن اطّلعنا من بعض أعداد مجلة «البيدر» على قصائد له، وفي عدد «البناء» 1105 تاريخ تشرين الأول 2008 على الخبر التالي:

«في 22 تموز 2008 غيّب الموت الرفيق الشاعر خليل سريّ الدين على إثر نوبة قلبية. وفي اليوم التالي أقيم له مأتم في بعقلين حضرته حشود غفيرة من القوميين والمواطنين.

وقد رثا الرفيق الراحل، الشعراء: سليمان سريّ الدين، زغلول دير القمر، وذوقان عبد الصمد.

ثم ألقى كلمة منفذية الشوف الأمين معضاد نجم 2 ، فكلمة مركز الحزب ألقاها الأمين الدكتور غالب نور الدين وفيها تحدّث عن مناقبية الرفيق الراحل ونضاله في النهضة السورية القومية الاجتماعية».

كانت البداية، فحاولنا جمع معلومات من معنيين عن مسيرة الرفيق الشاعر، مع صور مناسبة له، وقصائد، فلم نفلح مع الأسف الشديد.

لذلك نكتفي بنشر هذا اليسير آملين، إذ يطّلع عارفو الرفيق الشاعر خليل سريّ الدين، من رفقاء وأصدقاء، أن يبادروا إلى تزويدنا بما يغني سيرته.

من قصائده:

من وحي اليوبيل 3

الشاعر كان ضايع في بلادي

بلا أهداف، ماشي عا عماها

مثقّل كاهلو ثوب البلاده

والأوهام يتسكّع وراها

وكان الشعر معدوم الإفادة

بمقياس الحياة ومستواها

الجسد من دون روح خيال بادي

وأيادي الجامدة واقف عطاها

هيكي الشعر وقّف عا حيادي

لما اعتاز روحو وما لقاها

وبقي هالحال مدّة، والنوادي

تبرم عالشعر حتى هداها

وليم صعب وعطاها إفادة

صريحة بالحقيقة والنزاهة

قويمة بالمناهج والمبادي

أصيلة بمبتداها ومنتهاها

استلم في وقتها «صعب» القيادة

والشعار غاية مشتهاها

زمام الأمر تستلمو أيادي

كريمة والمِسك فوحة شذاها

بعزيمة صادقة وقوّة إرادة

ونفس مقدام في قمة إباها

ارتقى عرش الإمارة والسيادة

وأصبح للشعر هيبة ووجاهة

ربع جيل انقضى وفوقو زيادة

من سنين العمر وليم قضاها

يعطي الشعر زخم بلا هوادة

من ريشة قلم طايف جناها

«البيدر» صار للشعّار نادي

ومجلّة للغذا الروحي غذاها

التطوّر زاد فيها بالتمادي

والتوجيه جملة محتواها

موسمها جمع يوم الحصادة

غلال مكردسة من دون عاهة

ساعتها ارتفع صوت المنادي

بالتقدير لصحاب النباهة

والشعب استجاب، وشيء عادي

برجالاتو الوطن يا ما تباهى

وإجا اليوبيل بمحلّو شهادة

لشخص كبير قدّم تضحياتو

من نفوس الأبيّة في وفاها!

الشاعر خليل سري الدين يرد على الشاعر خليل نجيب الغصيني 4

جدّي طريقك، يا نسر، جدّي

بدنيا من الأشواق ممتدّة

ولما بتوصل حطّط رحالك

عا قمّة صحاب الوفا وهدّي

واقرا السلام ونيزل حمالك

هدية قلب بالعاطفة مندّي

سميّي إن لمحتو واقف قبالك

ترسّم، وخلّي موقفك جدّي

بذاك المقام، بتاخذ مجالك

ضمن الحديث بلطف ومودّة

وأكّد كلامي ظلّ في بالك

وفهمتني وعرفت شو بدّي

قلّو: عا بغتة طلّ مرسالك

عليّي، بعتاب ولوم متصدّي

توعّى، تروّى، يا أخي، مالك

عمتتّهمني ظلم وتعدّي

أمّا عجيبة شو عملنالك

تا موتّر الأعصاب هلقدّي؟

ساعات، نومك ما بيهنالك

إن ما قريت شعري ولو بمسودّة

ومن جيبتي، ساعات رسمالك

وساعات جاهل وين أنا مهدّي

وبتقول شمتوا فيك عذّالك

وصاروا بغيابي مصايبك عدّة

بيصعب علينا: المثل أفضالك

يبقى تحت شدّة ومشتدّة

عَ جوانح السرعة بعثنالك

ترياق تا أعصابك تهدّي

وهالبيدر الحافظلك غلالك

بعد النتيجة بيطلع حسابو

قناطير عاطي معدّلو مدّي!

هوامش:

1 الرفيق الشاعر مزيد حمزة، للاطّلاع على النبذة المعدّة عنه مراجعة قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.

2 معضاد نجم: من بلدة الرملية. كان مدرّساً معروفاً. تولّى عدداً من المسؤوليات الحزبية، منها مسؤولية منفذ عام الغرب.

3 عن العدد 483 أيار 1964 الصادر عن مجلة «البيدر» التي كان يصدرها الرفيق الشاعر وليم صعب، وكانت من أهمّ المجلات التي اهتمّت بالشعر الشعبي.

4 عن العدد 545 نيسان 1970 من مجلة «البيدر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى