موسكو وطهران تبحثان مخرجات سوتشي: الشعب السوري وحدَه مَن يقرّر مستقبله ومصيره

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني في مكالمة هاتفية مقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في سوتشي في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي.

وحسب بيان المكتب الاعلامي للكرملين فقد «بحث الرئيسان نتائج مؤتمر سوتشي، وتمّ التشديد على أنّ القرارات المتخذة تهدف إلى إعطاء دفعة جدية لعملية التسوية السياسية للصراع السوري على أساس القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي للمساهمة في تطبيع الوضع في المنطقة».

وجاء في البيان أيضاً أن الرئيسين أشادا «بفعالية التعاون بين روسيا وإيران وتركيا في إطار صيغة أستانة»، وأعربا عن «استعدادهما لمزيد من تنسيق العمل على تطويرها وإغناء جدول أعمالها بمواضيع جديدة».

وأشار بوتين إلى أن «بلاده كإيران تعتقد أن الشعب السوري وحدَه يمكن أن يقرّر مستقبل ومصير بلاده»، لافتاً إلى أن «موسكو تصرّ على هذا الموقف».

من جهتها قالت الرئاسة الإيرانية إن روحاني شدّد لبوتين على رفضه «وجود أي قوة أجنبية على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة والشعب السوريين».

كما أعرب عن ضرورة «التعاون الإيراني التركي الروسي في مكافحة الإرهاب وإعادة الهدوء والاستقرار إلى سورية»، مضيفاً أنه «لا بد من استمرار هذا التعاون حتى انتصار الشعب السوري بشكل كامل».

وأشار الرئيس الإيراني خلال الاتصال، إلى أن «استمرار التوتر شمال سورية لا يصبّ في مصلحة أي جهة كانت»، داعياً «كافة بلدان المنطقة إلى احترام سيادة سورية على أراضيها».

وتطرّق روحاني إلى تطورات الاتفاق النووي وأكد أنّ «التزام إيران بالاتفاق النووي مرتبط بالتزام الطرف الآخر»، منوهاً إلى أنه تنبغي مواجهة «الإجراءات التخريبية» لبعض البلدان في ما يخص الاتفاق النووي.

وفي تطورات الملف اليمني قال الرئيس الإيراني إنّ «اتهامات واشنطن والرياض المتعلقة بتزويد اليمن بصواريخ إيرانية هي دعائية بالكامل ولا أساس لها من الصحة».

ولاحقاً، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في مؤتمر صحافي عقده أمس الثلاثاء إن رفض بلاده للتدخل التركي في شمال سورية ينطلق من «سياستنا المبدئية القائمة على أساس رفض أيّ تدخل أجنبي في أيّ بلد دون موافقة حكومة هذا البلد».

وفي سياق متصل، وفي اتصال هاتفي موازٍ، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري، بحسب ما أفادت الخارجية الروسية.

وكان مؤتمر سوتشي قد انعقد في 30 كانون الثاني/يناير الماضي، بحضور وفود سورية من مختلف الأطياف السياسية، وخرج ببيان نصّ على وحدة سورية واستقلالها وعدم التنازل عن أي جزء منها، خصوصاً الجولان المحتل، وأن الشعب السوري يقرّر مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية، كما نتج عن المؤتمر تأليف لجنة إصلاح دستوري واسعة التمثيل.

على صعيد العدوان التركي على منطقة عفرين في الشمال السوري، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن عملية «غصن الزيتون» التي تشنّها تركيا على منطقة عفرين شمالي سورية لن تحقق أهدافها، مؤكداً رفض بلاده دخول أي جيش أراضي دولة أخرى دون موافقتها.

وعبر روحاني، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، عن أمله بأن توقف أنقرة عمليتها العسكرية في الأراضي السورية، مشيراً إلى أن «مقتل الأتراك والأكراد» بلا فائدة.

وفي السياق نفسه، صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، لوسائل إعلام غربية، بأن التدخل العسكري التركي في شمال سورية يهدد الأمن النسبي المتوفر فيها وسيؤدي إلى اندلاع حرب أهلية، حسب تعبيره.

وكانت رئاسة الأركان التركية، أعلنت في 20 كانون الثاني/ يناير، عن بدء عملية عسكرية في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد شمالي سوريا، وأطلق عليها اسم «عملية غصن الزيتون».

وكان الجيش التركي أعلن مقتل جندي وإصابة 5 آخرين في هجوم استهدفهم في إدلب السورية.

وقالت القوات المسلحة التركية في بيان أمس، إن «جندياً قتل وأصيب 5 في هجوم بالصواريخ وقذائف المورتر نفذه مسلحون أمس، خلال إقامة القوات التركية لموقع مراقبة في محافظة إدلب السورية».

وذكر البيان أن القوات التركية «ردّت على الهجوم» من دون أن تُحدد هوية المسلحين الذين نفذوه، وقال البيان إن «فرداً مدنياً في الوحدة التركية قد أصيب».

إلى ذلك أعلنت هيئة الأركان التركية إنشاء نقطة رابعة لمراقبة خفض التصعيد في إدلب من دون أن تحدد موقعها وتفاصيلها، مؤكدة دخول رتل عسكري تركي مؤلف من دبابات ومدرعات وشاحنات من كفرلوسين باتجاه تلة العيس.

وكانت صفحات مقرّبة من المسلحين قد ذكرت أنّ الرتل التركي تعرّض لقذائف مدفعية من جانب الجيش السوري وحلفائه لدى محاولة اقترابه من التلّة.

يأتي ذلك بعد أسبوع من قيام مدفعية الجيش السوري وحلفائه باستهداف رتل عسكري تركي دخل إلى ريف حلب الجنوبي عند تلة العيس، وحينها نشر ناشطون صوراً تظهر دخول الرتل العسكري التركي برفقة آليات وعناصر من هيئة تحرير الشام، حيث حاول التمركز خلف التلّة المطلّة على نقاط تابعة للجيش السوري وقوات موالية له في منطقة الحاضر بريف حلب الجنوبي.

في هذه الأثناء، تظاهر عشرات الآلاف من الأهالي في منطقة عفرين احتجاجاً على العملية العسكرية التي يشنها الجيش التركي ضد مقاتلين كرد في المدينة.

المتظاهرون رفعوا شعارات مناهضةً لتركيا واصفين إياها بالدولة «الفاشية»، كما ناشدوا المجتمع الدولي بالتحرّك الفوري لوقف العملية العسكرية التركية.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قال إن العملية العسكرية التركية في عفرين تستمر وستتواصل في إدلب، وفي كلمة له في اجتماع لحزب العدالة والتنمية في البرلمان دعا أميركا إلى الرحيل عن مدينة منبج السورية، «لأن تركيا تريد إعادتها إلى أصحابها الحقيقيين»، كما قال، وأضاف إن لدى أميركا حسابات ضد تركيا وإيران وربما روسيا في سورية.

وفي السياق، دعا ممثلو الأمم المتحدة في سورية أمس، لوقف فوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء سورية لمدة شهر على الأقل للسماح بإيصال المساعدات وإجلاء المرضى والمصابين.

ووصف بيان من المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية وممثلي منظمات الأمم المتحدة العاملة في سورية الوضع في البلاد بأنه «عصيب». وجاء في البيان «يُحذر فريق الأمم المتحدة في سورية من العواقب الوخيمة المترتبة على تفاقم الأزمة الإنسانية في أنحاء عدة من البلاد».

إلى ذلك، أكدت وكالة «سانا» ارتقاء عدد من الشهداء المدنيين وإصابة عدد آخر في أحياء سكنية بالعاصمة دمشق وريفها، في قصف نفذته المجموعات الإرهابية من الغوطة الشرقية.

وأكد مصدر في قيادة شرطة دمشق وقوع إصابات بين المدنيين وأضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة، إثر قصف المجموعات المسلحة بالقذائف الصاروخية مناطق الشيخ سعد في حي المزة والعباسيين وركن الدين.

وفي وقت سابق أطلقت المجموعات المسلحة قذائف هاون على حى باب توما في العاصمة، ما تسبّب باستشهاد 3 مدنيين وإصابة 8 آخرين بجروح وإلحاق أضرار مادية ببعض المنازل والمحال التجارية والسيارات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى