فتحعلي في ذكرى انتصار الثورة: لتعزيز مسيرة التضامن والوفاق في لبنان

أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي أن لبنان الشقيق الذي تربطنا به علاقات تاريخية جمعت بين الشعبين الإيراني واللبناني، هي علاقات جيدة وممتازة آخذة بالتطوّر والنمو، مشدّداً على تعزيز مسيرة التضامن والوفاق الوطني في لبنان الذي نعتبره عنصرًا حاسمًا في تدعيم الأمن والاستقرار والتقارب البناّء لمواجهة تحديات المستقبل الأساسية.

كلام فتحعلي جاء خلال حفل استقبال أقامته سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان في قاعة منتجع «جية مارينا ريزورت» في الجية، لمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، بحضور الوزير بيار رفول ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، النائب أيوب حميد ممثلاً الرئيس نبيه بري، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، كما حضرت وفود من الاحزاب والشخصيات والقوى الوطنية، والفاعليات السياسية والعسكرية والدبلوماسية والروحية.

وأشار السفير الإيراني إلى أن الجمهورية الإسلامية وانسجامًا مع مبادئها ستبقى دائمًا داعية حق وعدالة وحوار ووحدة إلى جانب المظلومين وستبقى الداعم الحقيقي والعمق الاستراتيجي للشعوب الأبية لا سيما لبنان وسورية وفلسطين في وجه الاحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري، وقد أثمرت الجهود والتضحيات كلها التي بذلت نصرًا مؤزرًا بالقضاء على الارهابيين الإرهابيين لإرساء عالم مفعم بالسلام والإستقرار يقوم على أساس الكرامة الإنسانية والاعتدال وتجنب التطرف بكل أشكاله.

وأكد أن «الحوار الداخلي سواءٌ في سورية أو اليمن أو البحرين هو الحل الامثل للأزمات التي تعصف بهذه المنطقة»، مشدداً على أن إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني من قبل أميركا مخالف للإجماع الدولي والاسلامي. فالقدس عاصمة فلسطين وستبقى عاصمة فلسطين ولن تؤثر كل تلك الحروب والنزاعات المفتعلة في المنطقة لحرف البوصلة عن وجهتها النهائية قضية فلسطين.

وأضاف فتحعلي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي عيدها التاسع والثلاثين وفي ظل القيادة الحكيمة للإمام السيد علي الخامنئي وحكومة الرئيس الدكتور حسن روحاني قد أثبتت صوابية نهجها، وأثمرت جهودها بعد عقود من الصبر والتضحيات… وهي اليوم تسير بخطى ثابتة وعزيمة راسخة متزينة بالإخلاص والإيثار والفداء ومحرزة ً تقدمًا كبيرًا على مختلف الصعد السياسية منها والاقتصادية والثقافية والعسكرية والعلمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في شتى الصناعات، وبعد أن اعترف العالم بأسره بحقها الكامل في الاستفادة من التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية تبين أن سياسات فرض القيود والحصار لم تجد نفعًا، بل إنها زادتنا قوة ً وعزمًا على مواصلة مسيرتنا نحو التقدم ومنحتنا مزيدًا من الثقة بأنفسنا وقدراتنا.

وأكد أن يدنا ممدودة دائمًا للحوار والتفاهم، لكن على أساس حقنا المشروع كأمة من حقها تطوير قدراتها العلمية والصناعية بما يؤمن ازدهارها وتقدمها ورفاهية شعبها. فالاتفاق النووي الذي تمّ هو أهم نموذج لتعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع المجتمع الدولي. وهو نموذج إيجابي عما يمكن للدبلوماسية والحوار والحل السلمي من تحقيقه في حلّ الخلافات والنزاعات. ولا بدّ من الإشارة، كما قال فتحعلي، إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى في الاتفاق ضرورة للاستقرار في الساحة الدولية وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التزام إيران بالاتفاق هي شهادات غير قابلة للطعن في هذا المجال، مؤكداً ضرورة تحلّي المنطقة برمّتها برؤية متجانسة للأمن والاستقرار في ربوعها، وبذل المزيد من الجهود المشتركة لترسيخ أمنها المستدام استنادًا إلى منظومة فكرية ترمي إلى إيجاد منطقة قوية وبناء شبكة أمنية متماسكة. وفي سياق الجهود المقترحة من قبل الجمهورية الاسلامية الإيرانية للوصول الى هذا الهدف تأتي فكرة إنشاء مجمع الحوار الإقليمي لمنطقة الخليج الفارسي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى