عشق الصباح

عشق الصباح

ذاكرة الحنين، هطل المطر بغزارة دموع العيون التوّاقة إليك، شوارع الليل خالية إلّا بعض العاشقين الحيارى. حائر أنا، هو بوح يعتنق الكتابة في ليلٍ بارد.

طيفك دفء أمكنتي، صوتك فيه بحة عزف ناي راعٍ يتكئ على شجرة قطلب في سفح جبل بعيد، فيروز ترتل: يا جبل لبعيد خلفك حبايبنا.

أنين الحنين يأخذني لامرأة وجهها أشف من قطرات الندى، ريح عرقها تشبه ريحة خبز التنور، كانت حكاياتها قنديل سهر كل ليالينا المقمّرات، مضت إلى فضاءات ترفض صخب الحياة ومغرياتها ومتغيراتها، تركت عطرها عالقٌ على وجهي، انظر عَ وسع المدى، وأرّتل.

يا رايحين مشرق، مشرق لم يبق إلّا ثمالات الحكايا وغّصة الروح، تيبس الحبق وتيبست حبّات الزيتون والكروم تنوح على أهلها.

أيها البهيّ المتسربل بالضوء والشهادة والحقّ اليقين أينما كنت روحي تُقرأك السلام. في زمن التوحّش وقلّة الوفاء ونكران المعروف وهزليّة الوجوه التي صارت أقنعة تحت الطلب، إليك يا من علمتني أول أبجدية العشق والوفاء. دن من النبيذ لا يُطفئ ظمأ الشوق إليك.

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى