أنا وأنت
أنا وأنت
أطلّ الفجر شاحباً لشمس ساطعة لم تنِر، أمسكت بيد طفلة وبأجنحة ملائكية دعتها إلى سماء قانية. لحظةً، وانطفأ كل شيء. في قلب الليل حلّ الصمت قاسياً. سقطت بعدها ورود الآنية. إنطفأت أنغام السنونوة الحانية. قصيرة كانت اثنتا عشر سنة، كعمر فراشة زاهيّة. وحدها عبرت جسرها، غادرت بيتها. من يبكي العيون الزرقاء؟ من أين تبدأ الذاكرة؟ في ثنايا الحياة تمرّ السنوات مسرعة خادعة، حبيبتي الغالية، على حافّة القبر، أمام صورك وذكرياتك دموعي جارية. سلام لك وكل السلام.
أيتها الجميلة النائمة، يا زهرة الأحزان ونجمتي الآفلة. تحية لبسمتك الغائبة، ولأحرف اسمك الثلاث. وحيدة أنا بعدك، أم خذلتها كل الدروب. حشرتها في زحمة القبور، طفلة ستبقين أنت تجوب، أبداً أبعد البحور.
رانية الصوص