لافروف: سنمنع «داعش» من رفع رأسه.. وولايتي: مصلحة فرنسية في الدفاع عن أمن سورية
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن القوات الروسية المتبقية في سورية ستساعد حكومة البلاد في إحباط محاولات «داعش» استعادة قوته.
وقال لافروف، في مقابلة تلفزيونية «في حال سعى داعش، الذي يستمر بالوجود في المنطقة على شكل فصائل متفرقة، رغم أنه تكبد هزيمة بشأن مخططاته لإقامة دولة الخلافة، إلى رفع رأسه من جديد، فإن المجموعة المتبقية من قواتنا في قاعدة حميميم ستساعد، بالطبع، الجيش السوري في التصدي لهذه المحاولات».
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن، يوم 6 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عن تحقيق الانتصار العسكري على تنظيم «داعش»، المصنف إرهابياً على المستوى الدولي، في سائر الأراضي السورية، وأمر في 11 من الشهر ذاته، ببدء سحب القوات الروسية من البلاد.
وتمّت عملية سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية من سورية يوم 22 كانون الأول/ ديسمبر، لكن بعض المجموعات، منها 3 كتائب للشرطة العسكرية وعناصر مركز مصالحة أطراف الأزمة والوحدات في قاعدتي حميميم وطرطوس، ستبقى في البلاد وفقاً للاتفاقات بين موسكو ودمشق.
وفي سياقٍ متصل، اعتبر لافروف أن «هناك دلائل على استعداد الولايات المتحدة، التي بدأت تفهم الوضع الحقيقي في سورية، لأن تراعي وتأخذ بعين الاعتبار» النهج الذي تطبّقه روسيا لتسوية القضية السورية»، مشدداً على أن هذا العمل يجري تنفيذه «بدعوة من قبل الحكومة الشرعية للجمهورية العربية السورية».
وأشار لافروف إلى أن «العمل يجري جيداً» بين روسيا والولايات المتحدة عبر القنوات العسكرية في سورية لمنع وقوع الحوادث.
وفي السياق، أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن من مصلحة إيران وفرنسا أن تدافعا عن الاستقرار والأمن في سورية ولبنان.
وشدد ولايتي خلال لقائه اليوم وفداً فرنسياً يشارك في الاحتفالات بالذكرى الـ39 لانتصار الثورة الإسلامية على ضرورة أن تتوقف أطماع النظام السعودي في اليمن محذراً من مغبة مواصلة هذا النظام لعدوانه.
من جهته نوّه رئيس الوفد الفرنسي المحلل السياسي جاك هوغارد بدور إيران وتعزيزها الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن هدفهم ترسيخ العلاقات بين إيران وفرنسا من الناحية السياسية والثقافية والتجارية.
وانتقد أعضاء الوفد المؤلف من وزراء سابقين ونواب في البرلمان الفرنسي ومحللين سياسيين سياسات الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند بشأن المنطقة وخاصة تجاه سورية ولبنان ومساعدة فرنسا لتنظيمات إرهابية.
ونوّه أعضاء الوفد الفرنسي بدور إيران وروسيا في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة لافتين إلى أنه لولا جهود هاتين الدولتين لتحول تنظيم «داعش» الإرهابي اليوم إلى خطر يهدد العالم بأسره.
الوقائع الميدانية لإسقاط F16
ميدانياً، استمرت ردود الفعل السورية والعربية والدولية على إسقاط وسائل الدفاع الجوي السوري للطائرة الصهيونية F16 التي اعتدت على الاراضي السورية.
وكانت وسائط الدفاع الجوي في الجيش السوري تصدّت صباح السبت لعدوان شنه العدو الصهيوني على بعض المواقع العسكرية في المنطقتين الوسطى والجنوبية وأصابت أكثر من طائرة في حين أقرت وسائل اعلام العدو بإسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة F16 فوق منطقة الجليل بفلسطين المحتلة وإصابة طياريها.
وفي هذا الصدد، أعلنت «غرفة عمليات حلفاء سورية» أنّ طائرات حربية صهيونية استهدفت محطة الطائرات المسّيرة في مطار الــ T4 في ريف حمص وسط سورية.
البيان الصادر عن قائد غرفة العمليات أكد أن الطائرة المسيرة التي تم استهدافها إسرائيلياً لم تدخل المجال الجوي لفلسطين المحتلة، في حين أن إدعاءات العدو بغير ذلك «كذب وافتراء».
ونفى مصدر في غرفة عمليات حلفاء سورية في محور المقاومة لـ«الميادين» إسقاط إسرائيل للطائرة المسيّرة، مؤكداً أنّها لاتزال تقوم بعملها كالمعتاد فوق البادية السورية وقد عادت إلى قاعدتها بسلام.
وعندما تمّ استهداف المحطة كانت الطائرات المسيرة تقوم بمهمة اعتيادية فوق البادية السورية، وفق بيان حلفاء سورية الذي أضاف أن لهذه الطائرات دوراً كبيراً في جمع المعلومات حول تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية وساهمت في تطهير المنطقة الشرقية من التنظيم.
وشددت «غرفة عمليات حلفاء سوريا» أن الاعتداء «الإسرائيلي» «لن يتم السكوت عنه من الآن فصاعداً»، وأن أي اعتداء جديد «سيلقى رداً قاسياً وجدياً».
البيان الذي حيّا الجيش السوري في تصديه للعدوان، لفت إلى أن الكيان الصهيوني وواشنطن «يلعبان دوراً كبيراً بدعم التنظيمات الإرهابية بسورية»، في وقت «لا يزال الاحتلال الأميركي يعمل على تأمين حاجات داعش، وينقل عناصر التنظيم من شرق الفرات لتدريبهم بالتنف وبقواعدهم المشبوهة في العراق».
وأكّد البيان دعم غرفة حلفاء سورية للقيادة السورية الرائدة وقرارها الشجاع بالردّ على الاعتداء.
روسيا تطالب بضبط النفس
من جهتها، طالبت روسيا بضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي سورية وغيرها من دول المنطقة وطالبت جميع الأطراف بضبط النفس بعد ساعات من اعتداءات صهيونية على قواعد عسكرية سورية وإسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة F16 «إسرائيلية».
وفي بيان أصدرته الخارجية الروسية فإنّ «موسكو تلقّت ببالغ القلق تطورات الأحداث الأخيرة والهجمات على سورية، ويبعث على قلق متزايد تصاعد التوتر في مختلف مناطق خفض التصعيد في سورية، المناطق التي أصبحت عاملاً مهماً في وضع حد للعنف على الأراضي السورية». وذكّر البيان بأن الجيش السوري ملتزم بالاتفاقات القائمة حول التأمين المتواصل لمناطق خفض التصعيد في جنوب غرب البلاد.
وحثّت الخارجية الروسية جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس وتجنّب أي أعمال من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من تعقيد الوضع.
وشدد البيان على ضرورة الاحترام غير المشروط لسيادة ووحدة أراضي سورية وغيرها من دول المنطقة، وأضافت الخارجية «من غير المقبول على الإطلاق أن تعرّض للخطر حياة وسلامة أفراد القوات الروسية المتمركزة في سورية بدعوة من الحكومة الشرعية للمساعدة في مكافحة الإرهابيين».
إيران تؤكد حق سورية بالردّ
وفي سياق متصل، قالت إيران إنّ المزاعم الصهيونية واتهامات تل أبيب لطهران حول الحادثة «مثيرة للسخرية».
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أنّ المزاعم الصهيونية حول إسقاط طائرة إيرانية مسيّرة من قبل الكيان الصهيوني ودور إيران في إسقاط المقاتلة «الإسرائيلية» «مثيرة للسخرية» لأن وجود إيران في سورية استشاري وبطلب من الحكومة القانونية.
وبحسب قاسمي فإنّ الحكومة والجيش في سورية يحقّ لهم كدولة مستقلة الدفاع عن وحدة أراضي سورية والتصدّي لأيّ اعتداء خارجي.
وأكّد المتحدث باسم الخارجية أنّه لا يمكن للكيان الصهيوني بادعاءاته وكذبه الدائم أن يغطّي على اعتداءاته وجرائمه ضد شعوب المنطقة.
نتنياهو يتصل ببوتين
إلى ذلك، نشرت وسائل إعلام العدو بياناً رسميّاً لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، زعم خلاله أن «سلاح الجو الصهيوني هاجم صباح السبت «أهدافاً إيرانية وسوريّة بعد أن عملت ضد المصالح الإسرائيلية»، على حد تعبيره.
وأوضح نتنياهو أنه أجرى سلسلة مشاورات مع وزير الأمن ورئيس الأركان، وقال «سياساتنا واضحة تماماً وهي أن «إسرائيل» ستدافع عن نفسها أمام أي محاولة للمسّ بسيادتها»، على حد قوله.
في هذه الأثناء نقلت وسائل إعلام العدو عن الجبهة الداخلية إعلانها عودة الحياة إلى طبيعتها كاملة في الجولان المحتل واستئناف التعليم في المدارس بصورة عادية، كما نقلت عن أحد الوزراء في حكومة العدو قوله إن «التقدير أننا دخلنا مرحلة جديدة لا يستطيع فيها سلاح الجو العمل بحرية في سورية كما عمل حتى الآن».
وقال نتنياهو في بيانه إنه اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي على استمرار التنسيق الأمني بين الطرفين.
وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية أن بوتين أبلغ نتنياهو بضرورة تجنّب أية خطوات تفضي إلى مواجهة جديدة في المنطقة.
نتنياهو لفت أيضاً إلى أنه تحدّث مع وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون.
الخارجية الأميركية بدورها أعلنت أن واشنطن تعتبر الأحداث الأخيرة على الحدود بين فلسطين المحتلّة وسورية «تصعيداً إيرانيّاً متعمّداً»، وأضافت أنها تدعم «حق «إسرائيل» في الدفاع عن نفسها»، بحسب تعبيرها.
وكان الدفاع الجوي السوري قد أسقط طائرة حربية صهيونية من طراز F16 صباح السبت، حيث سقطت في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
تدمير دبابة تركية
وفي سياق ميداني متصل، أسقطت «وحدات الحماية الشعبية» مروحية تركية في منطقة راجو بعفرين شمال سورية السبت، وأضاف المصدر أنّ الطائرة التي سقطت هي مروحية تركية من نوع ت 129.
وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم مقتل عسكريين تركيين بإسقاط الطائرة.
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سقوط مروحية عسكرية للجيش التركي خلال عدوانه المتواصل في منطقة عفرين في ريف محافظة حلب السورية.
وكان المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في عفرين أعلن عن استشهاد 160 شخصاً بينهم 26 طفلاً و17 امرأة وجرح 395 نتيجة الهجمات التركية منذ بدء عملية «غصن الزيتون» التركية.
كما أفيد عن تدمير دبابة تركية على محور شيخ خورة التابعة لناحية بلبل في عفرين.
كما أعلن المجلس التنفيذي لما يُسمّى بـ «الإدارة الذاتية» في عفرين عن استشهاد 160 شخصاً بينهم 26 طفلاً و17 إمرأة وجرح 395 نتيجة الهجمات التركية منذ بدء العدوان التركي.