خوري يجول في منطقة الشمال وعكار: لتأمين مناخ استثماري يساعد على تحقيق التنمية

جال وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، على رأس وفد من الوزارة، في منطقة الشمال وعكار.

واستهلّ خوري جولته بتفقد مطاحن الدقيق الوطنية عند مدخل طرابلس البحصاص .

وأكد خوري أنّ «القمح هو جزء أساسي من عمل الوزارة وهو الأمن الغذائي للبنان». وقال: «من هذا المنطلق جئنا لنزور المطحنة التي تتمتع بأعلى المستويات التقنية والجودة، ونحن في الوزارة أخذنا على عاتقنا عدة إجراءات لرفع معايير القمح، يوجد عندنا هدفان: أولاً تحسين نوعية القمح ثم تشجيع المطاحن، لأنّ هذه الصناعة المحلية تخلق فرص عمل ووظائف وتسهم في الدخل القومي».

وتابع: «اتخذنا إجراءات بهذا الأمر قبل أشهر وسنكمل بإجراءات أخرى لنحمي سوقنا المحلي عبر رفع الرسوم الجمركية على قمح بعض الدول التي تحاول إغراق سوقنا به، ولقد وجدت أنّ هذه المطحنة تؤمن 80 فرصة عمل لمنطقة الشمال، وهي تلعب دوراً ليس فقط في الشمال والسوق المحلي بل في الأسواق المجاورة».

وأضاف: «من منطلق عملي كوزير زرت الشمال، لأنّ الشمال هو خزان أساسي لاقتصاد لبنان، واليوم لبنان بلد صغير فبين الشمال وبيروت ليس من مسافات كبيرة ويجب تقصير المسافات، لأنّ منطقة الشمال ليس فيها تطور في مؤسساتها الاقتصادية ويجب أن ندعمها، خاصة أنّ لديها عدة مقومات، فهناك رجال أعمال لبنانيون في الخارج لديهم أموال ولا شيء يمنع من استثمار أموالهم في الشمال، كذلك نعول كثيراً على مرفأ طرابلس ليكون جزءاً من عملية إعادة إعمار سورية».

ثم زار خوري محافظة عكار واستهلّ جولته فيها بلقاء راعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور في دار المطرانية في بلدة الشيخ طابا.

وألقى المطران منصور كلمة رحّب فيها بالوزير خوري، آملاً «أن تحظى عكار بالرعاية التي تستحق على مختلف الصعد».

من جهته، قال خوري: «هناك أمور متراكمة في الدولة والحمل كبير وهناك صعوبات على الصعيد الاقتصادي والدين العام مرتفع والقطاع الخاص يعاني وثمة مشاكل على صعيد تأمين التيار الكهربائي، ونحن نعمل جهدنا وفخامة الرئيس يبلغكم تحياته وإننا نتطلع للانتخابات النيابية لأن تحقق التمثيل الصحيح لكلّ المكونات، وعكار تتمتع بمميزات وبموارد بشرية واقتصادية كبيرة، وإذا ما أمنا لها مناخاً استثمارياً جيدا بالإمكان تحقيق التنمية والمساهمة أيضاً بإعمار سورية».

ثم جال الوزير خوري على المنشآت التربوية والصحية والإنسانية التابعة لمطرانية عكار.

وتابع وزير الاقتصاد جولته في المحافظة، وكانت محطته التالية في دار الأوقاف الإسلامية في حلبا، حيث كان في استقباله عند مدخل الدار رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ مالك جديدة والمشايخ، ثم كان لقاء في حضور الشيخ القاضي خلدون عريمط ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، المفتي زيد زكريا، رئيس اتحاد بلديات الأسطوان عمر الحايك، رؤساء بلديات، مخاتير، مشايخ وفعاليات اقتصادية.

وألقى جديدة كلمة قال فيها: «نحن مع الوفاق الوطني حيث سيكون الاقتصاد أعلى وأمتن».

بدوره، اعتبر خوري «أنّ عكار جزء أساسي من لبنان، ولكنها مهملة من الدولة وهذا أمر لن يستمر فهي خزان للجيش، وتتمتع بميزات كبرى تؤهلها لتكون منارة». وقال: «أنقل لكم تحيات رئيس الجمهورية ومحبته واهتمامه، وإننا في الحكومة نعمل أيضاً على نهضة عكار عبر إنجاز المشاريع التي تحتاجها من مطار القليعات إلى السكة الحديد، وإننا نعمل مع دولة الصين لإعادة إحياء خط الحرير وعكار ضمناً».

ونقل عريمط في مستهل كلمته تحية المفتي دريان ومحبته. وقال: «نتطلع إلى تطبيق الإنماء المتوازن فعكار ستبقى نموذجاً للبنان السيد الحر العربي المستقل».

لقاء اقتصادي في حلبا

وفي حلبا، رعى خوري اللقاء الاقتصادي التجاري الذي عقد في قاعة مبنى عصام فارس البلدي في حلبا، بدعوة من جمعية تجار عكار بعنوان «الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على لبنان عموماً وعكار خصوصاً، أزمة وحلول».

وكانت مداخلات خلال اللقاء لكلّ من: رئيس بلدية حلبا عبدالحميد الحلبي، رئيس جمعية تجار محافظة عكار ابراهيم الضهر، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق دبوسي.

وألقى خوري كلمة نقل في مستهلها رسالة إلى الجميع من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومن رئيس الحكومة سعد الحريري ومن الحكومة مجتمعة، قال فيها: «إننا هنا في عكار لأنّ عكار ليست ببعيدة وليس كما يحاول البعض أن يصورها بعيدة وواقعة في أطراف الوطن وخارج حدود اهتمام الدولة والمسؤولين».

أضاف: «نقول للجميع أنه وخصوصاً في هذا العهد وفي ظل هذه الحكومة، عكار هي قلب الوطن وفي عمق تفكيرنا واهتماماتنا، فعلى رأس الدولة اليوم الرئيس العماد عون القائد السابق للجيش، وهو يعرف عكار وأهلها، فعكار خزان لا ينضب، مد الجيش اللبناني بافضل جنوده وهي مقلع الرجال ومصنع الشهداء، لكن لها حقوق على الوطن وهي تعرضت تاريخياً للإهمال، ولم تأخذ من الوطن إلا جزءاً بسيطاً مما تستحقه مقابل التضحيات الكبرى التي قدمتها».

وتابع: «نحن اليوم أمام تصور جديد لن يترك مجالاً للفقر والحرمان والإهمال، وإننا ننطلق من إعادة نظر علمية ومن رؤية جديدة لهوية لبنان الاقتصادية، والعمل قائم في هذه الورشة، وهذه الرؤية الجديدة لن تسمح ببقاء أي منطقة لبنانية أو طاقة اقتصادية خارج المشاركة بالعملية الاقتصادية وبالإنتاج. وليس مقبولاً ولن نسمح بأن يكون في لبنان منطقة محرومة، وعكار فيها إمكانات هائلة في مجالات الصناعة والزراعة والسياحة والنقل الجوي وهي طاقات وإمكانات غير مستثمرة في وقت يعاني فيه لبنان من عجز في الميزان التجاري وفي ميزان المدفوعات، بالإضافة إلى العجز الفادح في مالية الدولة».

وقال: «إذا كنا نريد فعلاً أن نردم هذه الهوات وهذا العجز الكبير وأن نعيد التوازن لاقتصادنا الوطني، علينا إذا أن نستغل كل هذه الطاقات المهدورة في عكار وفي كل المناطق. لذلك فإنّ تطوير دور عكار وباقي المناطق ودمجها بالاقتصاد اللبناني، ليس مجرد وعد بل هو منطلق أساسي وركيزة مهمة لنظرتنا إلى اقتصاد لبنان الجديد وهوية لبنان الاقتصادية الجديدة. من أولى الخطوات التي يجري العمل عليها هي إقرار مجلس الوزراء، فتح فروع جديدة لكليات ومعاهد للجامعة اللبنانية في محافظة عكار لأنّ العلم هو أهم سلاح ممكن للإنسان أن يتسلح به لتحقيق النهوض الاقتصادي والاجتماعي، وإننا متأكدون بأنّ تطوير فرع للجامعة اللبنانية في عكار سيحدث نقلة نوعية في الاقتصاد اللبناني لجهة تأمين فرص عمل لأهالي المنطقة وتوظيف طاقات شباب هذه المنطقة في مكان آمن، قادر على توجيههم نحو المسار العلمي الصحيح ليصبحوا أعضاء منتجين في خدمة المجتمع العكاري دون التفكير بالهجرة».

أضاف: «من ضمن الخطوات أيضا التي يتم العمل عليها، توقيع وزارة الطاقة أول اتفاق مع القطاع الخاص بموجب قرار مجلس الوزراء ومنح تراخيص لإنتاج الطاقة من خلال إنشاء مزارع الرياح في عكار، وهذا المشروع سيساهم في إنجاح أحد بنود الخطة الاقتصادية التي نعمل على أساسها للحد من النفقات وخفض الدعم المخصص لمؤسسة كهرباء لبنان الذي يشكل عبئاً كبيراً على مالية الدولة».

وتابع: «من جهة ثانية وجود مطار القليعات في عكار يشكل عصباً جديداً للبنان وشرياناً قوياً للاقتصاد في المرحلة المقبلة لإعادة إعمار سورية، والخطوات التي يقوم بها المعنيون اليوم في هذا الإطار مثل تشكيل الهيئة العامة للطيران المدني في مطار القليعات، هي خطوات جدية وإن كانت بطيئة وإننا متأكدون أنه سيتم تفعيل هذه الخطوات والإسراع في إنجازها للبدء بالعمل في مطار القليعات في أسرع وقت».

وختم خوري مشدّداً «على أهمية تطوير البنى التحتية وتأهيل الطرقات الرئيسية وشبكات مياه الشرب وأقنية الصرف الصحي في عكار التي تأثرت جداً بأزمة النزوح السوري، ونتطلع إلى عودة آمنة للنازحين إلى مناطقهم في سورية للتخفيف من الأعباء على البنى التحتية والتحديات الاجتماعية والاقتصادية في عكار وفي كل لبنان. ولنا أمل كبير بأنّ الخطوات الكبيرة والمهمة ستتحقق، وحلمنا أن نقضي على المسافات التي تفصل مناطقنا الغالية كعكار عن قلب الوطن».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى