يازجي في رسالة الصوم الأربعيني: وجه القدس لا تغيّره السياسات
وجّه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر رسالة الصوم الأربعيني، وقال «لقد آن لجلجلة هذا الشرق أن تدفن تحت عتبة القيامة. منذ فجر التاريخ وهذه المنطقة تدفع من دم وأرواح أبنائها ضريبة الحرب والدمار»، داعياً الجميع في بلدان هذه المنطقة كلها إلى سلوك روح التلاقي ونبذ التكفير المدان دينياً أكان أو خطابياً أو ثقافياً والحفاظ على الوحدة الداخلية. ونحن كمسيحيين كنا ولا نزال من صلب هذه الأرض ومن صلب المجتمعات التي ننتمي إليها ولنا فيها دور أساس في مد جسور التواصل مع الآخر والنهوض معه بكل الأعباء».
وتابع «نصلي من أجل السلام في سورية، ومن أجل صون استقرار لبنان. نصلي من أجل العراق ومصر وفلسطين والأردن ومن أجل كل العالم. نصلي من أجل أن يغلب تهليل السلام تهويل الحرب وأن يجد السلام طريقه إلى قلوب الناس في الوقت الذي يجد طريقه إلى المؤتمرات. نحن كمسيحيين متجذّرون هنا في الشرق في الأرض التي ولدنا فيها. وجه المسيح لن يغيب عن مشرقه الذي ولد فيه. ووجهه راسخ في فلسطين التي ولد فيها وفي القدس التي وافاها. ووجه القدس لا تغيّره السياسات. فهي قبلة لكل الناس وللمسيحيين والمسلمين خصوصاً».
وأضاف «لا يسعنا هنا إلا أن نلفت الأنظار إلى قضية مطراني حلب التي تختزل شيئاً من قهر إنسان هذه الأرض الذي يمسي سلعة في سوق المصالح. لقد خُطف المطرانان بولس يازجي ويوحنا إبراهيم في نيسان العام 2013 وإلى اليوم ننتظر وينتظر الخيّرون أن ينجلي فجر هذا الملف. إن الأخطر والأكثر إيلاماً في هذا الملف هو هذا التعامي أو التعاجز الدولي، وهذا الصمت المطبق تجاه قضية تختزل بعضاً من معاناة المخطوفين كل المخطوفين، الذين نصلي من أجلهم ومن أجل كل مخطوف ومشرّد ومهجّر وملتاع وشهيد طالته يد الحرب والتكفير والإرهاب».