زاسيبكين: إسقاط الطائرة «الإسرائيلية» ردّ طبيعي لصدّ العدوان علي عبد الكريم: قرار سوري سيادي بامتياز ونمتلك إرادة المواجهة

أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين أنّ ردة الفعل السورية على العدوان «الاسرائيلي» الذي استهدف سورية طبيعية ولا تحتاج الدولة السورية الى إذن من روسيا لردع هذا العدوان، وأوضح أنّ «ما قامت به سورية يندرج في إطار الدفاع المشروع عن النفس ومن الحقوق السيادية السورية.

بدوره جزم السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أنّ إسقاط الطائرة «الاسرائيلية» هو قرار سوري بامتياز وأنّ سورية تملك إرادة الردّ والمواجهة.

مواقف السفيرين زاسيبكين وعلي عبد الكريم جاءت خلال حوار جمعهما في برنامج «الدبلوماسية» على قناة «أو تي في» مع الزميلة روزانا رمال داخل السفارة السورية في لبنان، على أن تُبث هذه الحلقة اليوم العاشرة والنصف مساءً على شاشة «أو تي في».

زاسيبكين

وأكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين أنّ «التعاون العسكري بين روسيا وسورية مستمرّ ولم يتوقف»، مشيراً الى أنّ «روسيا تدعم الإنجازات التي يحققها الجيش السوري والقوات المسلحة السورية في مكافحة الإرهاب على الأرض السورية». ولفت زاسيبكين الى أنّ «ردّة الفعل السورية على العدوان الاسرائيلي الذي استهدف سورية طبيعية ولا تحتاج الدولة السورية الى إذن من روسيا لردع العدوان»، وأوضح أنّ «ما قامت به سورية يندرج في إطار الدفاع المشروع عن النفس ومن الحقوق السيادية السورية».

وميّز السفير الروسي في لبنان بين دور بلاده في مكافحة الإرهاب في سورية والذي يأتي بناءً على طلب الدولة السورية وبالتنسيق معها وبين المواجهة المفتوحة والتاريخية بين سورية ومحور المقاومة وبين «إسرائيل»، موضحاً أنّ «الدور الروسي في سورية يأتي في إطار مكافحة الإرهاب والتنسيق مستمرّ بين الدولتين الروسية والسورية لتحقيق هذا الهدف والقضاء على الإرهاب على كامل الجغرافيا السورية»، أما الصراع مع «إسرائيل» فـ»القرار بالمواجهة يعود لسورية ولمحور المقاومة»، وجزم زاسيبكين بأنّ «إسقاط الطائرة الإسرائيلية قرار سوري سيادي بامتياز».

وشدّد على أنّ «التنسيق مستمرّ بين روسيا وسورية وحلفائنا لمكافحة الإرهاب، لكن روسيا لم تأت الى سورية للصدام مع الولايات المتحدة ولا مع إسرائيل ولا مع أيّ دولة أخرى، بل عملها محصور فقط بمكافحة الإرهاب الذي بات يشكل خطراً على العالم برمته».

وانتقد السفير الروسي الدور «الاسرائيلي» في سورية الذي يأتي تحت عنوان «لجم التمدّد الإيراني في سورية»، مجدّداً التأكيد بأنّ روسيا لم تتدخل بقرار سورية إسقاط الطائرة «الاسرائيلية».

ولفت الانتباه الى أن «لا مصلحة لاسرائيل بالحرب الشاملة في المنطقة»، مبدياً اعتقاده بأنّ «إسقاط الطائرة يخفض احتمالات التصعيد والحرب»، كاشفاً أنّ «إسرائيل أبلغت روسيا مراراً بالخطر الاستراتيجي الذي تشعر به جراء تنامي قدرات محور المقاومة».

وعن علاقة بلاده مع الولايات المتحدة، أوضح زاسيبكين «أننا نسعى للحفاظ على التوازن الاستراتيجي مع أميركا التي تسعى الى التفرّد بالتفوّق العسكري في المنطقة والعالم»، واتهم الولايات المتحدة بأنها «تتخذ من التقدّم العسكري الروسي في العقد الأخير ذريعة للاستمرار في سباق التسلح».

وتطرّق إلى الأزمة السورية، واعتبر أنّ «القضاء على الإرهاب والتسوية السلمية والحلّ السياسي ووحدة سورية من ثوابت روسيا التي لم ولن تتغيّر»، محذراً من أنّ «القوى الخارجية ستحاول عرقلة تحرير شرق سورية من الإرهاب لفرض مشاريعها»، مشيراً إلى أنّّ «مؤتمر سوتشي يساهم في حث المكوّنات السورية للالتحام والمصالحة والتوصل إلى حلّ سياسي للازمة ومعالجة الوضع الانساني»، مشيراً الى «أنّ المؤتمرات الدولية حول سورية تتكامل مع بعضها وتضع خريطة إنهاء الحرب على السكة الصحيحة»، رافضاً وضع توقيت محدّد لتحقيق هذه الأهداف. وشدّد على أنّ «موازين القوى الميدانية لمصلحة المقاومة»، متهماً أميركا باستخدام الأكراد بهدف تقسيم سورية وإنشاء كانتونات منفصلة عن الدولة ومؤسساتها».

علي عبد الكريم

وأشار السفير السوري في لبنان الى أنّ «الردّ السوري على العدوان الصهيوني هو قرار سوري بامتياز وأنّ سورية تملك إرادة الردّ والمواجهة»، موضحاً أنّ «سورية تواجه عدواناً ومؤامرة أميركية واسرائيلية في الوقت الذي تواجه المجموعات الإرهابية التي تقاتل نيابة عن العدو الاسرائيلي».

ولفت الى أنّ «التنسيق قائم بين سورية وروسيا في الميدان السوري لكن إسقاط الطائرة جاء بقرارٍ سوري وهو لم يكن الردّ الأول على الاعتداءات الاسرائيلية بل الدفاعات الجوية السورية أسقطت أكثر من طائرة إسرائيلية، كما أنّ سورية بصمودها أفشلت المشروع الأميركي الصهيوني الخليجي المستمرّ منذ 8 سنوات لتقسيم وتفتيت سورية»، وكشف علي عبد الكريم أنّ «التنسيق الإيراني السوري وحزب الله والعراقيين والفلسطينيين قائم ومستمرّ بدعم روسي».

وأكد السفير السوري وجود قرار لدى القيادة والجيش والشعب في سورية بالردّ على أيّ عدوان «اسرائيلي» وإذ لفت الى أنّ سورية تضع كافة الاحتمالات ومستعدة لأيّ حرب مقبلة، استبعد علي عبد الكريم في المقابل أن «تذهب إسرائيل للحرب وهي غير مستعدة لخوضها والتي ستشعل المنطقة برمّتها ولا تستطيع تحمّل تبعاتها ونتائجها فضلاً عن أن لا مصلحة أميركية في هذه الحرب».

وشدّد على أن «هيبة سورية لم تسقط يوماً لكي تعود بعد إسقاط الطائرة، بل هذا الإنجاز ضاعف من ثقة الشعب السوري والشعوب العربية بنجاح الرهانات السورية»، ولفت الى أنّ «الحلف المعادي لسورية تفتّت وانهار وانقسم على نفسه بعد أن سقطت رهاناته في إسقاط سورية وتدميرها».

وشدّد السفير السوري في لبنان على أنّ «انتصارات الجيشين السوري والعراقي والمقاومة في لبنان على الإرهاب دفع بدول عدة إلى إعادة قراءتها وتبديل رؤيتها في جدوى الاستثمار على هذا الإرهاب»، ولفت الى أنّ «سورية ترفض الوجود الغير شرعي للقوات الاجنبية على أراضيها لا سيما القوات الأميركية»، لافتاً الانتباه الى أنّ «دائرة السيادة السورية تتسع كلّ يوم وفي المقابل تضيق مساحة الارهاب الذي تستثمره أميركا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى