خامنئي: المسؤولون الإيرانيون يتعاملون بشكل جيّد وقوي مع خباثة الأميركيين وتخبّط الأوروبيين ظريف: لن نسكت في حال المساس بمصالحنا وردّنا سيكون خطيراً و فكرة أنّ «إسرائيل» لا تُقهَر تداعت

قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي «لقد شاهدنا نتيجة الاتكاء على الأجانب فيما يخصّ الاتفاق النووي وقد وثقنا بهم في المباحثات النووية، لكننا لم نحقق الفائدة ولحسن الحظّ، فإنّ المسؤولين الإيرانيين يتعاملون بشكل جيد مع القضية».

وخلال استقباله أهالي محافظة أذربيجان الشرقية لمناسبة ذكرى انتفاضة 18 شباط عام 1978 أمس، وجّه خامنئي الشكر لوزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي «يتعامل بشكل جيد وقويّ مع خباثة الأميركيين وتخبّط الأوروبيين»، مشيراً إلى أنه «تجب مواصلة هذا النهج».

وأضاف خامنئي «أنّ كل الثورات الكبرى كالفرنسية والروسية والأميركية اللاتينية والأفريقية ابتليت في السنوات الأولى منها بمشكلة الارتجاع، لكن الثورة الإيرانية بعد 40 عاماً لا تزال تحافظ على شعاراتها دون تغيير»، محذّراً في الوقت نفسه من «الخطر».

وأوضح خامنئي مصطلح «الارتجاع» فرأى أنّ «هذا يعني أن يكون الأشخاص الثوريون أنفسهم، لكن يتغيّر الطريق وكأنه حصل ثورة ليذهب السابقون ونأتي نحن»، مشيراً إلى أنه «على النخب والمدراء الانتباه، وعلى الشعب مراقبة سلوك المسؤولين بدقة».

المرشد الأعلى أشار إلى أنّ «البعض يظنّ أنّ الثورة انتهت»، فأوضح أنّ «الثورة في الواقع بدأت عام 1979 وهي حركة إصلاحية في المجتمع لا يجب أن تتوقف، بل أن تستمر بشكل أعمق وأوسع وأكثر حنكة».

وتناول خامنئي الملف الاقتصادي الإيراني فأكد أنّ «الاقتصاد المقاوم لا يعني أن نحصر أنفسنا داخل البلد، وإنما أن نكون على صلة مع العالم، ولكن أن تكون الثقة بالشعب وأن يكون النشاط من الداخل ولا ننتظر الخارج»، مشيراً إلى أنّ «تحسّن الاقتصاد الداخلي رهن بصادرات جيدة وواردات محدّدة وعلاقات اقتصادية».

كذلك لم يعارض خامنئي الاستثمارات الأجنبية، لكنه شدّد على «أنّ التدبير يجب أن يكون بأيدي مدراء من الداخل وأن لا تسلّم الأمور إلى الأجنبي»، معتبراً أنّ «الاتكاء على الخارج خطر ويؤدي إلى تسلّط الأجنبي على مصير البلاد».

كما قدّم المرشد الأعلى التعازي للشعب الإيراني بـ«تحطم طائرة الركاب ومقتل عدد من المواطنين جراء الحادث»، مشيراً إلى أن هذا الأمر قد «ملأ القلوب بالحزن والأسى عليهم».

ودعا المسؤولين المعنيين إلى «بذل كل جهودهم وتعاونهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا المجال وإقامة مراسم تشييع وتأبين لجثامين الضحايا».

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن قائد الطائرة التي تحطمت صباح اليوم قرب أصفهان نجح عام 2013 في الهبوط بطائرة مماثلة ظهرت مشكلة في محرّكها في المدينة ذاتها التي طار إليها اليوم.

وأشارت إلى أن الطيار واسمه هوجات فولاد، أنقذ قبل 4 أعوام حياة ركاب طائرة كان هو ربانها بعد أن واجهت عطلاً في محركها، وهبط بها في مدينة ياسوج بنجاح.

ولفتت إلى أن الحظ لم يسعفه هذه المرة، حيث أكدت السلطات الإيرانية مقتل جميع مَن كان على متن الطائرة بمَن فيهم أفراد طاقمها.

وأعلنت شركة خطوط «آسمان» الجوية الإيرانية صباح الأحد سقوط طائرة ركاب تابعة لها وعلى متنها 66 شخصاً كانت في رحلة داخلية بين مدينتي طهران وياسوج.

في هذا السياق، أعلنت وكالات الأنباء الإيرانية عن «سقوط طائرة ركاب إيرانية فجر أمس، كانت تقوم برحلة داخلية بين مدينتي طهران وياسوج بعد إقلاعها من مطار مهراباد في طهران».

وفي وقتٍ أعلن فيه رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي «أنّ الطائرة تعود لخطوط آسمان الجوية وكانت تقلّ 60 مسافراً إضافة إلى 6 من طاقم الطائرة»، كشف المتحدّث باسم مؤسسة الطيران الإيرانية «مصرع جميع الركاب وطاقم الطائرة».

ولفت المسؤول إلى أنه «بسبب سوء الأحوال الجوية في المنطقة فإنّ عمليات البحث عن حطام الطائرة تواجه مصاعب كبيرة»، معلناً أنّ «العمل متواصل للوصول إلى الطائرة المنكوبة».

بدوره، أكد مسؤول الطوارئ الإيرانية بأنّ «الطائرة التي اختفت عن صفحة الرادار خلال رحلة لها من طهران إلى ياسوج قد سقطت في ضواحي سميرم بمحافظة أصفهان وسط البلاد».

من جهة أخرى، حذّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أنّ «بلاده لن تسكت في حال المساس بمصالحها في إطار الاتفاق النووي الذي أبرمته مع المجتمع الدولي».

وقال ظريف في تصريحات خلال مؤتمر ميونيخ للأمن أمس: «أؤكد لكم أنّ إيران سترد إذا لم تضمن مصالحها في إطار الاتفاق النووي. وهذا الردّ سيكون خطيراً إلى درجة أنهم سيندمون على ذلك. ولن نكون أول مَن يخرق الاتفاق».

كما ردّ ظريف على كلام رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتانياهو واصفاً إياه بـ«سيرك هزلي». وكان «نتنياهو» قد هدّد طهران بـ«ردٍّ عنيف في حال شنّ هجوم انطلاقاً من سورية على إسرائيل».

وقال ظريف «لقد تسنّى لكم مشاهدة سيرك هزلي هذا الصباح لا يستحقّ حتى الردّ عليه»، بعد أن لوّح «نتنياهو» بقطعة معدنية، قال إنها «من طائرة بدون طيار إيرانية أسقطت الأسبوع الماضي فوق إسرائيل».

وأضاف ظريف أنّ «مشكلة إسرائيل هي السياسة العدائية تجاه جيرانها فهي تتدخل يومياً في سورية ولبنان»، مشيراً إلى أنّ «فكرة أنّ إسرائيل التي لا تقهر تداعت».

وكان رئيس الوزراء «الإسرائيلي» كان قدّ حذّر إيران من اختبار «عزم إسرائيل»، مؤكداً في كلمة له على أنّ «إسرائيل ستواصل منْع إيران من إقامة وجود عسكري دائم لها في سورية».

كما أكد «نتنياهو» أنّ «إسرائيل ستتحرّك ضدّ إيران، إذا لزِم الأمر، لا ضدّ وكلائها فقط»، وعرض خلال كلمته قطعة زعم أنها لـ«طائرة إيرانية من دون طيار».

وفي هذا الإطار، أشار «نتنياهو» إلى أنّ «طهران تغيّر قواعد الأرض في سورية»، مضيفاً «قلت إننا لن نسمح لها بذلك، ودعمت كلامي بالأفعال». وفق ما قال.

بدوره، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه «يجب على إيران تعديل دستورها الذي ينص على تصدير الثورة»، بحسب زعمه.

فيما حذر وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري من «عواقب إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، تحت طائلة الاضطرار لقصفها».

وقال خلال مؤتمر ميونيخ الأمني: «اذا ألغينا الاتفاق مع إيران، سيتعين علينا قصفها، وهذا ما لا نرغب فيه»، مشدداً على أنّ الاتفاق النووي معها «يجب تطبيقه في أماكن أخرى».

وأضاف «أنه لا يتفق مع المسؤولين الإسرائيليين الذين يعتقدون، أنّ إيران ستمتلك أسلحة نووية في غضون 10 سنوات بغض النظر عن الاتفاق المبرم معها حول برنامجها النووي».

وتابع: «هذا الافتراض ليس صحيحاً ولا أتفق معه، فيما قد تشكل إيران أخطاراً أخرى بينها على سبيل المثال، قضية حقوق الإنسان على أراضيها».

كما كشف كيري «أنّ الملك السعودي السابق عبدالله بن عبد العزيز، والرئيس المصري السابق حسني مبارك طلبا ضرب إيران بالقنابل قبل البدء بالحوار معها بشأن برنامجها النووي».

في سياق متصل، حدّدت الولايات المتحدة مساراً يلتزم بموجبه ثلاثة حلفاء أوروبيين بوضوح بـ «محاولة تعديل الاتفاق النووي مع إيران» بمرور الوقت في مقابل «إبقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاتفاق بتجديد تعليق العقوبات الأميركية في أيار المقبل».

ولكن هذا المسار الموضح في برقية لوزارة الخارجية «ما زال يواجه صعوبات». وقال مسؤولان أوروبيان ومسؤولان أميركيان «إنّ الحلفاء الأوروبيين لا يعرفون بدقة ما الذي يمكن أن يُرضي ترامب ويُحجمون عن هذا الالتزام خوفاً من أن يطالبهم بالمزيد».

وقال خمسة مسؤولين أوروبيين حاليين وأربعة مسؤولين أميركيين سابقين «إنّ الوصف الوارد في البرقية لما تريده الولايات المتحدة من الأوروبيين، وهو ما لم ينشر من قبل، يضع معايير أدنى مما طالب به ترامب في كانون الثاني، وهو ما قد يساعد على تلاقي وجهات النظر».

وجاء في البرقية «نريد التزامكم بالعمل معاً سعياً إلى اتفاق تكميلي للتعامل مع تطوير إيران للصواريخ بعيدة المدى أو اختبارها ويضمن تفتيشاً محكماً تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويصلح العيوب المتعلقة ببند المدة الزمنية».

ودخل الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية حيّز التنفيذ في كانون الثاني 2016. وقالت منسّقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني حينها «إنّ الاتحاد الأوروبي قرّر رفع العقوبات عن إيران».

وكان جوهر اتفاق تموز عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية كبرى هي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة هو أن «تقلّص إيران برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات التي كانت تشلّ اقتصادها».

ويرى ترامب ثلاثة عيوب هي «فشل الاتفاق في التعامل مع برنامج إيران للصواريخ الباليستية والشروط التي يمكن للمفتشين الدوليين بموجبها زيارة مواقع إيرانية يشتبه أنها تتعلق بالبرنامج النووي وبند الفترة الزمنية الذي تنقضي بموجبه القيود المفروضة على إيران بعد عشر سنوات». ويريد «تحسين العيوب الثلاثة حتى يتسنى للولايات المتحدة الاستمرار في الاتفاق».

والجدير بالذكر، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد قال خلال الإعلان عن استراتيجيته الجديدة حيال إيران في تشرين الأول الماضي، «إنّ واشنطن لا تستطيع تأكيد التزام إيران بالاتفاق النووي»، واصفاً الاتفاق بأنه «أسوأ اتفاق توقعه أميركا»، زاعماً أنّ «طهران لم تلتزم بالاتفاق مرتين».

ووجّه ترامب إنذاراً للقوى الأوروبية يوم 12 كانون الثاني قائلاً «إنه يتعين عليهم الموافقة على إصلاح العيوب المزعجة بالاتفاق النووي الإيراني، وإلا فإنه سيرفض مدّ تعليق العقوبات الأميركية على إيران يوم 12 أيار»، مضيفاً: «هذه فرصة أخيرة».

إلا أنّ وزارة الخارجية رفضت التعليق على البرقية قائلة «إنها لا تناقش المراسلات الداخلية». ولم يرد البيت الأبيض على «طلب التعليق على ما سعى إليه ترامب في تصريحه يوم 12 كانون الثاني أو كيف يرى المسار الموضح في البرقية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى