الأسمر: لأخذ الفائض واستمرار المباراة ودفع رواتب بدل شهرين
بعد مشاورات بين القوى الأمنية ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر ولجان المياومين، أنهى المياومون وجباة الإكراء في مؤسسة كهرباء لبنان اعتصامهم أمس. وألقى الأسمر كلمة على مدخل المؤسسة قال فيها: «بعد هذا النهار الطويل نقول للمياومين حققتم الكثير من هذا الاعتصام، والأهم هو اختلاطكم مع إخوتكم في قوى الأمن».
وأضاف: «يجب أن يكون هناك حلّ لقضية المياومين يقوم على أخذ الفائض واستمرار المباراة ودفع رواتبهم بدل شهرين».
وأعلن انتهاء الاعتصام، معلناً أن اجتماعاً سيعقد غداً الأربعاء في الاتحاد العمالي العام مع المياومين لمتابعة تطورات قضيتهم، مشيراً إلى «أنّ حق حسن والمياومين محفوظ، والإخوة يختلفون في ما بينهم، وقوى الأمن إخوتنا»، في إشارة إلى صفع العميد حسين خشفة المياوم حسن عقل أثناء الاعتصام منذ أيام.
وقطع المياومون الأوتوستراد بالاتجاهين قرب مؤسسة كهرباء لبنان، بعد أن منعتهم القوى الأمنية من الدخول إلى صالة الزبائن للاعتصام، وقد حصل عراك بين الجانبين، في ظلّ إجراءات أمنية مشددة امام المؤسسة. وقد سقط أحد المياومين جريحاً، بسبب التدافع بين المعتصمين والقوى الأمنية.
وكان رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر حضر إلى المؤسّسة وحيا المياومين على «صمودهم وعنفوانهم خلال ست سنوات من النضال»، مؤكداً أنهم «لن يتراجعوا عن حقهم».
وقال: «فوجئنا بهذه الثكنة العسكرية الموجودة في مؤسسة كهرباء لبنان. أنتم مواطنون لا إرهابيون ولا محتلون».
أضاف: «هؤلاء المياومون استشهدوا وجرحوا على أعمدة الكهرباء، ونحن كاتحاد عمالي عام لن نسمح بهذه المهزلة، ونطالب بإدخال المياومين إلى ملاك مؤسسة كهرباء لبنان». لكنه أعرب عن رفضه قطع الطرق، وقال: «نحن مظلومون ولا نريد أن نظلم غيرنا من الناس في قطع الطريق».
وناشد وزير الداخلية نهاد المشنوق السماح للاتحاد بالدخول مع لجنة المياومين إلى صالة الزبائن وعقد مؤتمر صحافي بعدها ينتهي الاعتصام.
وقد نصب المعتصمون خيماً أمام مدخل المؤسسة، في وقت كان رئيس الاتحاد العمالي العام يجري اتصالاته مع المسؤولين لحلّ المشكلة.
من جهته، اعتبر عضو لجنة المياومين لبنان مخول «أنّ ما يجري مؤامرة كبيرة على عمال لبنان، ونطالب باستقالة المدير العام كمال حايك وهو المسؤول المباشر عما يجري اليوم في المؤسسة».
وأضاف: «سنفضح كل المستور، هناك أسماء لأولاد بعض المدراء الحاليين والسابقين مسجلة في المؤسسة، وندعو أجهزة الرقابة إلى مراقبة هؤلاء صباحاً عندما يأتون ليبصموا ويخرجوا».
وطلب مخول من المياومين الاعتصام في الخيم، وقال: «أي محاولة من القوى الأمنية لرفع الخيم أحرقوا أنفسكم فيها».
زهير الخطيب: صرخة مياومي الكهرباء
وموظفي «أوجيرو» تعبير عن أوجاع اللبنانيين
استنكر أمين عام جبهة البناء اللبناني ورئيس هيئة مركز بيروت الوطن الدكتور زهير الخطيب فشل السلطة وتمنعها عن التسليم بحقوق مياومي الكهرباء لصالح الخصخصة وتهديد مستقبل موظفي وعمال أوجيرو بنقل التشغيل لشركات خاصة.
واعتبر الخطيب، في بيان، أنّ الأيام أثبتت أن الحركتين عابرتان للطائفية والانتماء السياسي ما يجعلهما تعبيراً صادقاً عن أوجاع اللبنانيين كافة ومعارضتهم حالة الإفقار والحرمان، بالتزامن مع فساد السياسيين الذي يؤزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى حدّ المواجهات الداخلية.
وحمّل الخطيب السلطة، بكافة فرقائها، مسؤولية التداعيات الأخلاقية والأمنية باستخدام القوى المسلحة كميليشيات خاصة بها في قمع التحركات والاحتجاجات، ما يلقي بظلاله على تماسك معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي لا بدّ أن يرفدها ويحصِّنها استقرار داخلي يستوجب عدالة ومساواة وشفافية في محاربة الفساد.
وحذر الخطيب من اتساع فجوة الثقة بين الغالبية العظمى من الشعب اللبناني والسلطة الحاكمة والتي تتعامى عن الواقع المأزوم وتمنع التجدُّد والتغيير وتفرض وجودها بالصفقات والتحاصصات الطائفية والمذهبية.
كما دعا اللبنانيين إلى استغلال الصوت التفضيلي في القانون الانتخابي الجديد في اختيار التغيير بالمرشحين الأفضل بدلاً من التركيز على اللوائح لتكون فرصة واقعية لإحداث خرق نيابي مؤثر في جدار السلطة وطبقة الفساد.