قدر الأكراد والأتراك

ـ في العمق لا يرغب قادة الجماعات الكردية برؤية عفرين كأهمّ مدينة يسكنها تجمع كردي كبير في قلب سورية وقد خرجت من حلم كيان كردي لا يقوم بدونها، كما لا يرغب نظام رجب أردوغان برؤية حربه على عفرين مجرد عامل ضغط لإقناع الأكراد بقبول دخول الجيش السوري إلى عفرين.

ـ في الواقع يشكل سقوط عفرين بيد الأتراك كارثة على الأكراد معنوياً وشعبياً بما سيعنيه من فتح الشهية التركية لمواصلة الحملة العسكرية من جهة، وبما سيحمله من دمار وخراب وتهجير سيتحمل القادة الأكراد مسؤوليته أمام الناس كما حدث مع مشروع مسعود البرزاني في العراق، ولذلك سيقاتل الأكراد بكلّ ما بين أيديهم لمنع حدوث هذه الكارثة.

ـ في الواقع أيضا تخيّل الأتراك تكرار سيناريو كردستان العراق مع أكراد سورية بتحويل الضغط العسكري والحصار سبباً للتراجع والتسليم بواقع جديد، لكنهم تجاهلوا أنّ العنوان في العراق كان الخضوع للدولة المركزية وليس لاحتلال أجنبي، وهذا سقف ما يمكن بلوغه في سورية، والإصرار على الحسم العسكري سيتحوّل إلى كارثة عسكرية وسياسية لأردوغان في حرب استنزاف يقتل فيها آلاف المدنيين دون التمكن من الحسم العسكري.

ـ قدر الأتراك والأكراد التسليم بلا مكابرة بأنّ مشروع الدولة السورية وجيشها بتسلّم عفرين هو المخرج الواقعي الوحيد من مأزق كلّ من الفريقين، فلا تسقط عفرين ولا يبقى خطر قيام كيان كردي، وهذا أقرب للقدر من كونه مجرد خيار.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى