موسكو تؤكد استمرار دعمها سورية والعراق في حربهما على الإرهاب

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لم تنضم إلى التحالف ضد «داعش» لأنه يعمل من دون تفويض مجلس الأمن الدولي، وواشنطن لم تقدم توضيحات في شأن عمليتها في سورية.

وقال الوزير الروسي في محاضرة في شأن السياسة الخارجية الروسية ألقاها أمس أمام طلبة وأساتذة جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية إن بلاده تقدّم الدعم بشكل مستمر لحكومتي العراق وسورية ولغيرها من دول المنطقة في مواجهتها للإرهاب والمتطرفين الذين يسعون إلى الاستيلاء على الحكم. وقال: «نحن نقدّم الدعم لحكومتي سورية والعراق بما في ذلك تزويدهما على نطاق واسع بالأسلحة والمعدات العسكرية، وبذلك نعزز قدراتها العسكرية».

واعتبر لافروف أن «داعش» يشكل «خطراً على الإسلام نفسه بالدرجة الأولى. لأنه يعتبر الإسلام المعتدل والسليم والصحيح والمتسامح عدوه الأول»، لافتاً إلى أن «خصوم الأسد أرادوا استغلال «داعش» لإسقاط نظامه بذريعة بناء الديمقراطية». وذكّر أن الغرب دعم المتطرفين والإرهابيين لإسقاط القذافي والآن يندم على التصرف ذاته في سورية.

جاء ذلك في وقت أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن واشنطن أبلغت أنقرة أن إسقاط أسلحة للأكراد قرب بلدة عين عرب السورية جاء رداً على الوضع المتأزم هناك ولا يمثل تغييراً في السياسة الأميركية.

وقال كيري للصحافيين يوم أمس خلال زيارة لإندونيسيا، «أنا والرئيس باراك أوباما تحدثنا إلى السلطات التركية لكي نوضح تماماً أن هذا ليس تحولاً في سياسة الولايات المتحدة. إنها لحظة كارثية وطارئة» في عين عرب، مضيفاً أن ذلك جاء «كإجراء لحظي».

وأشار الوزير الأميركي بعد إلقاء الطائرات الأميركية أسلحة للأكراد، إلى أن «إدارة ظهرنا لمجتمع يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية أمر غير مسؤول، كما إنه صعب أخلاقياً». وأضاف: «لا نريد أن نرى كوباني تتحول إلى مثال فظيع لغياب الإرادة في مساعدة من يقاتلون الدولة الإسلامية»، مؤكداً في الوقت ذاته أن واشنطن تدرك التحديات التي تواجهها تركيا في ما يتعلق بحزب العمال الكردستاني.

وكان الطيران الأميركي قام ليل أول من أمس بإنزال أسلحة وذخيرة وإمدادات طبية لوحدات الحماية الشعبية الكردية التي تقاتل تنظيم «داعش» قرب بلدة عين عرب السورية.

وقالت القيادة الوسطى الأميركية في بيان لها إن طائرات من طراز سي-130 تابعة لسلاح الجو الأميركي «سلمت أسلحة وذخيرة وإمدادات طبية وفرتها السلطات الكردية في العراق من أجل مواصلة التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الإسلامية للاستيلاء على كوباني».

وأكد البيان أن الوضع الأمني في عين عرب «لا يزال هشاً» في ظل مواصلة تنظيم «الدولة الإسلامية» تهديد المدينة واستمرار مقاومة القوات الكردية، في حين غرّد المتحدث باسم القوات الكردية بولات جان على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس قائلاً: «إن كمية ضخمة من الذخيرة والسلاح وصلت للبلدة».

من جانبها، قالت «وحدات حماية الشعب الكردي» المجموعة السورية الكردية الرئيسة المدافعة عن مدينة عين عرب «كوباني» في مواجهة تنظيم «داعش» إن الأسلحة التي أسقطتها الولايات المتحدة جواً ليست كافية للانتصار.

وقال ريدور شليل المتحدث باسم الوحدات أمس إن الأسلحة التي أسقطت مساء الأحد «سيكون لها تأثير إيجابي» على سير المعركة سواء كانت من الناحية المعنوية أو حتى من الناحية العملية، لكنه علّق قائلاً: «إنها غير كافية» لحسم المعركة.

ونقلت وكالة «رويترز» قول شليل في مقابلة أجرتها معه: «نحن لا نعتقد بأن معركة كوباني سوف تنتهي بهذه السرعة… كما تعلمون قوات داعش ما زالت موجودة بكثرة، وهناك إصرار من قبلها لاحتلالها كوباني، بالإضافة إلى أن هناك أيضاً إصراراً وعناداً قوياً من قبل وحداتنا على رد هذه الهجمات».

ورفض شليل ذكر أي معلومات عن نوعية الأسلحة التي أسقطها الجيش الأميركي، وهذا الأخير بدوره قال إنها «الأسلحة الصغيرة» التي قدمتها السلطات الكردية في العراق.

وفي شأن متصل، وافقت حكومات الاتحاد الأوروبي أمس على حظر تصدير وقود الطائرات لسورية بسبب «استخدامه في تنفيذ هجمات جوية على المدنيين» بحسب بيان الاتحاد، حيث يأتي هذا التحرك ضمن تشديد الاتحاد الأوروبي للعقوبات على الحكومة السورية.

وجاء في بيان للكتلة الأوروبية أن حكومات الاتحاد الأوروبي «توصلت لاتفاق سياسي لفرض حظر تصدير على وقود الطائرات وأي إضافات ذات صلة إلى سورية لأنها تستخدم لتنفيذ هجمات جوية من دون تمييز ضد المدنيين»، كما رفض الاتحاد تقديم أي مساعدة لدمشق في حربها ضد تنظيم «داعش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى