الفنانة التشكيليّة آية شحادة تناسب في معاني الفنّ ومكنوناته
محمد خالد الخضر وميس العاني
من خلال الألوان القوية والخطوط الواضحة تعمل الفنانة التشكيليّة آية شحادة على إيجاد هوية خاصة بها وفق تكنيك فني يميّزها ويجعلها تتناول الطبيعة في لوحاتها لتعبّر عن مكنوناتها ومشاعرها.
ولادة الإبداع
تشير الفنانة شحادة في حديث صحافي لها أنّ الخامة المفضّلة لديها للرسم يكمن في استخدام ألوان الأكريليك، لأن دقّة اللون فيها قوية وواضحة ما يساعدها على طرح الأفكار التي تريدها، لذلك تلجأ لهذا التكنيك الفنّي لإنتاج اللوحة وتحقيق ما تصبو إليه.
وتضيف: بعد ولادة الفكرة في مخيلتي ووضع الخطوط الأوليّة على اللوحة تتحكّم في اختيار الألوان التي أستعملها حالة اللاوعي، فأضع بعض الألوان الأولية التي تعتبر أساس أفكار اللوحة ومن ثم تتجه مكنوناتي وأحاسيسي وذهني إلى التقنيات لأكوّن عالماً آخر يشبه تماماً ما أريده في حياتي».
لا تحبّذ شحادة تقنيّة الحفر بالرسم، لأنّها تتطلّب منها الخوض في صعوبات أكبر بل تفضّل التعامل مع ألوان الأكريليك لأنها أكثر سهولة، إضافةً إلى أنّها تقدّم شكلاً فنّيا قد يتجاوز النحت والحفر وغيرها بصورة تحاكي الطبيعة.
وتمر اللوحة لدى شحادة بمراحل عدّة وعندما تذهب إلى سطح الورق الأبيض تكون بحالة نفسية معينة تتطور عند بداية العمل على الورق، ثم تتغير عندما تتداعى الصور في مخيلتها مستعينة في ذلك بموهبتها والتقنّية التي تعرفها وقدراتها الفنّية حتى تصل إلى نتيجة تدهش المتلقي وتترك عنده أثراً في البحث عن معاني اللوحة.
كما وترى شحادة أنّ كلّ فنان يختلف عن الآخر بالتعبير عن شخصيته الفنّية والمعاني التي تشير إليها الألوان، فهي تحب الألوان التي تشبه التراب وما يقاربها لأنها بالنسبة لها تعني الدفء وحبّ الأرض والحنان وهذا ما يربطها بها أكثر.
وتؤكّد حقيقة مفادها أنه ليس بمقدور أي فنان أن يحدّد الشكل الفنّي الذي يذهب إليه، فالموهبة قد تعطيه قدرة على تجديد وإبداع أشكال أخرى من شأنها أن تسمّي هذا التجديد ابتكاراً، وبالتالي يمرّ الفنّ بمراحل التطور كلّها من دون أن تتراجع قيمته.
التشكيل بين الأنثى والرجل
حيث تشير شحادة إلى ما تراه اختلافاً في تعامل الفنان الرجل والفنانة الأنثى مع اللوحة بصورة تعبر عمّا يجول في خاطر كل منهما، وتقول: عندما أعبّر كامرأة عمّا تتعرض له سورية من إرهاب وصمودها بوجه الحرب ضدّها فإني أتنسّم روح الأنثى التي تتميّز بالحنان وأختار ما يعبر عن ذلك بمنظور يختلف عن اختيارات الرجل، فالشجرة مثلا تعني لي الانتماء وحبّ الأرض بينما قد يرى الرجل ذلك في كائنات أخرى، ولكن الغاية لدى الاثنين واحدة وهي الوصول إلى عقل المتلقي.
وتعتبر الفنانة شحادة أن الحركة التشكيليّة على الساحة الثقافية حاضرة وبخير برغم ما يتعرّض له وطننا من إرهاب ومؤامرات عبر إقامة المعارض ورسم اللوحات وتبادل الآراء الفنّية والثقافية وإغناء الحركة التشكيليّة والثقافية البصرية من دون التأثّر بقسوة الظروف ووحشيتها، لأن الفنان برأيها صاحب حضور ورسالة ويعكس ذلك في لوحات ومنحوتات ليؤكّد أن الثقافة بأنواعها انعكاس لحضارة المجتمع ومدى تطوره.
سيرة ذاتية
يذكر أنّ الفنانة آية شحادة متخرجة من قسم الحفر في كلية الفنون الجميلة، كما تخرّجت من قسم الرسم في «المركز الثقافي الروسي» و»مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيليّة». شاركت بمجموعة من المعارض الجماعية وتعمل حالياً أستاذة في «الجامعة السورية الدوليّة للعلوم والتكنولوجيا».