تقرير أميركي: المنطقة على أعتاب حرب واسعة جديدة
تعتقد مجلة «The National Interest» الأميركية أن «إسرائيل وإيران تقفان الآن على عتبة حرب واسعة جديدة قد تبدأ عام 2019».
وجاء في تقرير أعدّه البروفيسور ريموند تانتر، العضو الأسبق في مجلس الأمن القومي الأميركي، والبروفيسور إيفان ساشا شيهان، الخبير في العلاقات الدولية، «أنّ التوتر في الشرق الأوسط الذي يستمر منذ عقود قد يؤدي إلى حرب مفتوحة جديدة تتجاوز الحدود الإقليمية».
وأضاف التقرير «أن إيران قد تُجنّد في حربها ضد إسرائيل كثيراً من القوات الإقليمية بما فيها العراقية والأفغانية والباكستانية بالإضافة إلى جيشها الخاص وقوات الحرس الثوري الإسلامي» .
ويشير واضعا التقرير إلى أنّ «الميليشيات الأفغانية يتراوح عددها ما بين 15 ألفاً إلى 20 ألف مقاتل، فيما يبلغ عدد القوات الباكستانية حوالي 5 آلاف مقاتل، بالإضافة إلى قوات الحرس الثوري الإيراني التي يتراوح عددها بين 8 إلى 10 آلاف مقاتل والجيش الإيراني من 5 إلى 6 آلاف ، وفقاً لتقديرات عام 2016».
وجاء في التقرير: «سألنا مطلع كانون الثاني 2018: هل ستبدأ الثورة في إيران هذا العام؟ ونتساءل الآن: هل إسرائيل وإيران ستتحاربان في 2019؟».
كما يعتقد واضعا التقرير أنّ «صراعاً مباشراً بين إيران وإسرائيل لا يلوح في الأفق فقط، بل بدأ بالفعل، وساقا حادث إسقاط الجيش الإسرائيلي لطائرة من دون طيار إيرانية مثالاً على هذا الصراع».
وكان الكيان الصهيوني قد أعلن منذ أسبوعين عن «إسقاطه طائرة من دون طيار إيرانية وشنّ غارات على أهداف إيرانية بقاعدة عسكرية داخل سورية»، ما أدّى إلى إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة «إف-16» «الإسرائيلية».
وفور وقوع هذا الحادث استغلت طهران و»تل أبيب» منصة مؤتمر ميونيخ للأمن لتبادل التهديدات، إذ حذّر رئيس الوزراء «الإسرائيلي بنيامين نتنياهو» طهران من «الاعتداءات المسلحة في سورية، داعياً إياها إلى عدم اختبار صبر إسرائيل».
ووصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، خطاب نتنياهو بـ»سيرك هزلي لا يستحق حتى الردّ عليه».
وحسب وجهة نظر واضعي التقرير فإن «هذه الأحداث تشكل تربة خصبة تمهيداً لحرب كبيرة جديدة، في حال إصرار طهران على تعزيز وجودها في سورية بعد دحر داعش».
ويشير التقرير إلى أن «هذا الصراع المحتمل قد تشارك فيها الميليشيات الشيعية العراقية المنضوية تحت لواء ما يُسمى بقوات الحشد الشعبي المدعومة بقوات الحرس الثوري الإسلامي».
ومن المستبعد أن الصراع المفتوح لن يتجاوز إطار المنطقة، نظراً لأن «إسرائيل تتمتع بدعم الولايات المتحدة التي تسعى الآن إلى ردع إيران في سياستها في المنطقة».
يذكر أنّ خبراء استبعدوا «احتمال نشوب المواجهة العسكرية بين الرياض وطهران على خلفية تصعيد الصراع بينهما العام الماضي»، نظراً لـ «قدرات إيران العسكرية التي لا تسمح للسعوديين بالإقدام على حرب مفتوحة»، في حين يعتقد واضعا هذا التقرير الآن «أن إسرائيل قد تكون أكثر جرأة في الوضع الحالي».