السيِّد: لن أكون في أي كتلة لكني لست محايداً والتصويت «لبعلبك – الهرمل» هو للشهداء والخدمات
أعلن المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيِّد والمرشّح للانتخابات النيابية على لائحة بعلبك الهرمل، أنه لن يكون عضواً في أي كتلة نيابية ستولد بعد الانتخابات، لكنه أكد في الوقت نفسه، أنه ليس محايداً، معتبراً أن التصويت للائحة المذكورة هو تصويت للخدمات التي قُدمت والتي ستُقدّم، ووفاء للدم والشهادة.
عقد اللواء السيِّد مؤتمراً صحافياً أمس، في فندق «الكورال بيتش» – الجناح، تحدّث فيه عن ترشحه للانتخابات النيابية كمستقل في تحالف دائرة بعلبك الهرمل والظروف والحملات المتعلّقة بهذا الترشيح، بحضور عدد من أهالي المنطقة وفاعلياتها.
وأشار السيد الى انه في العامين 2005 و2009 اتصل به عدد من الأصدقاء متمنين عليه أن يترشح للانتخابات لكنه لم يرغب بذلك، «لأن الظروف لم تكن مناسبة في نظرنا وإن اختلفت بين العامين».
وإذ نفى أن يكون قد قام باتصال مباشر في لبنان أو خارجه من أجل هذا الموضوع، أكد انه كان معنياً بالترشح وكان لديه حلفاء يفكرون مثله وتجمعه بهم قناعات، وهو ما أنتج تحالفاً على أساس هذه القناعات المشتركة، فكان الترشح مستقلاً على لائحة بعلبك – الهرمل. وقال: «لن أكون عضواً في أي كتلة نيابية ستولد بعد هذه الانتخابات، لكني لست محايداً، بل إن ما يجمعنا هو الاستراتيجية الثابتة التي كنا وما زلنا نؤمن بها».
وإذ شدّد على ضرورة وجود جيش لبناني قوي، «الممنوع عليه أميركياً وأوروبياً، أن يملك أسلحة تردع إسرائيل أو تؤمِّن الحد الأدنى من التوازن العسكري معها»، أكد «ضرورة وجود هذا التكامل بين الجيش والمقاومة، فحيث يكون الجيش يكون هو المقاومة، وحيث لا يكون تكون المقاومة».
وطرح معادلة «لا قوة لا حق»، وقال «لأن لبنان يملك كل عناصر القوة من جيش وشعب ومقاومة في هذه الظروف، فإنه لن يسمح لإسرائيل بالسيطرة على حدوده وعلى نفطه وغازه وهو ما جعل المساعي الدولية تتحرّك باتجاهه»، مشيراً إلى «السلاح المقاوم المتكامل مع الجيش».
واعتبر «ان عناصر القوة هذه تبقى مكشوفة اذا لم يكن لدينا دولة تقوم بواجباتها تجاه الناس»، مشيراً إلى أن «الاستراتيجية سقف والدولة هي أعمدة، والأعمدة تكون بوضع المسؤول المناسب في المكان المناسب، المسؤول الذي يخدم الناس ويساهم في بناء الدولة. ومن دون ذلك سوف ينهار ذلك السقف على رؤوس الجيش والمقاومة والأمن وجميع اللبنانيين».
ورأى أن «الفساد هو العدو الثاني للبنان يوازي ويفوق اسرائيل». وقال «نصحت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لديه كل النيّات لقيام دولة قوية أن يمسك الأمن والقضاء. الأمن تعرفه، والقضاء بأن تعرف أنك ستُحاسب وبذلك تكون قد أمسكت بالبلد».
وتوجه السيد الى أهالي بعلبك الهرمل بالقول «أنا منكم، أنا لست غريباً عن المنطقة التي عملت فيها 15 عاماً في المخابرات، وأعرفها بيتاً بيتاً في السلم والحرب، أنتم لديكم مشكلة مع الدولة التي لا تعرفكم إلا في المداهمات وإصدار مذكرات التوقيف، هناك إهمال تاريخي للمنطقة أكثر من أي مكان آخر. هذه المنطقة التي دفعت الكثير من الشهداء في كل المراحل وعلى مدى سنوات».
أضاف «عندكم إهمال تاريخي أكثر من غيركم لكنني أشهد أثناء خدمتي وخلال جولاتي في المنطقة، أن شهداءها الذين بلغوا 700 في الحرب على الإرهاب هم دين عليّ، وعلى كل لبناني، وعلى مَن يسكن في بيروت، لأنه لو لم نربح الحرب ضد الإرهاب لما بقي أحد فيها. أدعو الى العدالة، صحيح هناك إنجازات كثيرة، لكنْ هناك نقص كبير، من الميكانيك الى الطرقات الدولية وغيرها».
وتابع «اليوم، هناك سياسة وهناك أشخاص ضد المقاومة يهاجمونها. هؤلاء يُدلّون أهالي بعلبك الهرمل على النقص الموجود في المنطقة جورة، مدرسة، طريق… وذلك كي تنسى الدم الذي أُهدر، أنا أقول لهم إن المنطقة بقيت لست سنوات تحت الإرهاب، فأين كانت الدولة؟ كان المطلوب منها ومن الجيش تحديداً أن يبقيا «شاهد زور»، الجيش كان يستطيع أن يحل المشكلة في 24 ساعة، لكن السياسة التي كانت تدير التآمر على سورية من لبنان منعت ذلك، وبقي الجيش مشلولاً».
وأكد أن «المقاومة دفعت شهداء بالمئات، عندها خجلوا من أنفسهم، فطلبوا من الجيش إكمال المهمة لمنع المقاومة من قطف المجد والانتصار على الإرهاب. هذه تجارة وليست حرصاً على حياتك … أنا هنا أؤكد أنني «شاهد حق» وليس عليّ دين لأسدده للمقاومة، لكن هذه هي الحقيقة. هذا المقعد الذي يرون فيه امتيازاً أراه همّاً، لكني أقول لكم إني سأجرب «كرمال الناس» وسأجرِّب. وبعد سنة او سنتين سأرى الواقع، فإن وجدت نتيجة كان به وإلا سأعود الى الاجتماع بأهالي المنطقة لأبحث معهم عن الحلول الممكنة للمنطقة وبالطرق الممكنة والمناسبة، ومهما كانت فأنا معكم. نحن لا نقطع طرقات بل ندخل الى المؤسسات، فإذا أردتم ثورة فأنا معكم وإذا أردتم وجاهة ففتشوا عن غيري».
وختم «إن التصويت للائحة «بعلبك الهرمل» هو تصويت للخدمات التي قُدّمت والتي ستُقدّم، والأهم هو التصويت للسنوات الست السابقة، بمعنى أنه عندما تصوت لجميل السيد فأنت تصوِّت لمواقفه في السنوات الست الماضية ولصورة المقاومة التي أعطاك إياها، اي صورة الحياة والدم والاستشهاد. في اللائحة كثير من التنوّع وعليك أن تضعها، لأن اللائحة هي وفاء، والشخص هو المزاج، فكن وفياً واعمل بمزاجك. لا تسمح لهم بأن يدلوك على خيانة الوفاء، لا تسمح بأن يتاجروا بك».