أميركا وقطر والسعودية
ـ تكاد الوساطة الأميركية بين قطر من جهة ودول المقاطعة بزعامة السعودية من جهة مقابلة تشبه الوساطات السعودية بين رئيس الحكومة سعد الحريري والقوات اللبنانية، فكلاهما وساطة الراعي بين حليفين وكلاهما وساطة تنطلق من اعتبار خلاف الحليفين إضعاف للمواجهة مع جبهة العدو.
ـ الكلام الصادر عن واشنطن بحق قطر يشبه كلام المبعوث السعودي في معراب من إشادة وتطمين، لكن كما قضية السعودية إقناع الحريري أو الأخذ برأيه، قضية واشنطن إقناع السعودية أو الأخذ برأيها.
ـ الفارق هو أنّ توحيد مجلس التعاون الخليجي بوجه إيران يحسّن شروط المواجهة معها بسحب قطر من علاقة التعاون التي ولدت من المقاطعة الخليجية لقطر، بينما وحدة القوات مع المستقبل تضعفه ولا تقوّيه خصوصاً في الإنتخابات.
ـ الفارق الأهمّ أنّ الحريري يستطيع ضمان إقناع السعودية إذا كانت واشنطن قد دعمت موقفه وحساباته وأبلغت موقفها للسعودية فتلتزم بلا جدال، بينما إذا طلبت أميركا من السعودية طيّ الخلاف مع قطر فمن يمنح السعودية هامش النقاش؟
ـ لم يبق إلا إسرائيل ملجأ للسعودية للتأثير على موقف واشنطن إلا إذا كانت تل أبيب هي صاحبة وصفة توحيد مجلس التعاون وطيّ الخلاف فعندها ستتلقى الرياض الصفعة وتستجيب…
التعليق السياسي