بغداد تدرس موضوع التزوّد بـ أس ـ 400 الروسية رغم الفيتو الأميركي
كشف وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أن بلاده تدرس شراء منظومات صواريخ روسية مضادة للطائرات من طراز إس – 400 أو غيرها، لكنها تأخذ الوضع العالمي المعقّد بعين الاعتبار.
وقال الجعفري «إننا نريد الحصول على أية أسلحة من شأنها تعزيز أمن العراق والقوات المسلحة للبلاد، مع احترام التزاماتنا الإقليمية والدولية. و إس – 400 لديها عدد من العقبات على طول الطريق الاستحواذ . الجانب العراقي لا يزال يتفاوض ويدرس». وأضاف الوزير «لقد قلنا من قبل إننا لن نخجل، وعندما نتخذ القرار سنقول عندها بصراحة: لقد اتخذ العراق مثل هذا القرار».
وردّ الوزير بالإيجاب على مسألة ما إذا كان الفيتو الأميركي يعيق ضمناً شراء هذا المنظومات. وأشار إلى أن العقبة في طريق شراء إس – 400 هي «حق النقض».
وتعليقاً على المحادثات الجارية في موسكو، نفى السفير العراقي لدى روسيا، حيدر منصور هادى، أن يكون محورها منظومات صواريخ إس – 400، بيد أنه لم يستبعدها في حالة اتخاذ بغداد قراراً بشراء هذه المنظومات.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيثر ناويرت، الخميس الماضي، تعليقاً على صفقة محتملة بين العراق وروسيا بشأن شراء إس – 400، إن واشنطن حذرت بغداد وغيرها من البلدان حول العواقب المحتملة فيما يخص القانون CAATSA «والمتعلق بمكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات».
وفي وقت سابق صرح رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد، الجنرال فيكتور بونداريف، بأن سورية والعراق والسودان ومصر مرشحون محتملون لشراء منظومات صواريخ للدفاع الجوي من طراز إس 400 من روسيا.
وقال سفير روسيا في بغداد مكسيم ماكسيموف بدوره، إن طلبات جديدة سوف ترد من الجانب العراقي لشراء أسلحة روسية من بينها على الأرجح نظام الدفاع الجوي إس – 400.
على صعيد آخر، أقر مجلس النواب العراقي أمس قراراً يدعو الحكومة الى وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من العراق في إشارة الى التحالف الدولي الذي قدم الاسناد خلال المعارك ضد الجهاديين.
وأفاد بيان مقتضب صدر عن مكتب رئيس مجلس النواب سليم الجبوري «بعد أن وجه الشكر لجميع الدول التي وقفت مع العراق في حربه ضد عصابات داعش.. مجلس النواب يصوّت على قرار يدعو فيه الحكومة الى وضع جدول زمني لمغادرة القوات الأجنبية من العراق».
وبإسناد من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة تمكنت القوات العراقية من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من جميع المدن العراقية مع نهاية عام 2017، في حين لم يعد التنظيم يسيطر في سورية على أي مدينة، لكنه يحتفظ في هذا البلد بقرى وبلدات وجيوب ينتشر فيها بضعة آلاف من المقاتلين، من دون أن تكون لهم أي مقار.
وفي بداية شهر شباط/ فبراير قال المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لـ»الميادين» إنّه جرى تخفيض عديد المستشارين والمقاتلين والمدربين في التحالف الدولي بالعراق بشكل تدريجي.
وأكّد المتحدث باسم العبادي أنّ مجيء الجنود الأميركيين إلى العراق تمّ بطلب عراقي والآن بعد الانتصار على تنظيم داعش سيبقى عدد من المدربين فقط.
ووفق المعلومات فإنّ نسبة الذين سينسحبون من عديد المتعاقدين قد تصل إلى ستين في المئة في المرحلة الأولى.
وكان متحدث باسم الحكومة العراقية أكّد أنّ القوات الأميركية بدأت خفض أعدادها في العراق بعد أن أعلنت السلطات في بغداد النصر على تنظيم داعش.
وقال المتحدث «بدأت القوات الأميركية بخفض عديدها نظراً لانتفاء الحاجة بعد إعلان النصر على الدواعش». وأضاف «التنسيق مستمر من أجل مواصلة الدعم الأميركي بما يتلاءم مع متطلبات القوات العراقية في المرحلة المقبلة».
وضم التحالف عندما شكلته الولايات المتحدة في 2014 في عضويته 50 دولة. وبات اليوم يضم 74 دولة اضافة الى منظمات دولية على غرار الانتربول والحلف الاطلسي.