مجلس أمناء «مؤسسة القدس الدولية» يؤكّد ثبات الموقف وإحياء النضال من أجل فلسطين

لورا محمود

إن القضية الفلسطينية اليوم أمام منعطف تاريخي بعد قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لـ»إسرائيل» ونقل السفارة الأميركية إلى القدس بهدف إفراغ القدس من أهلها وجعل أصحاب الحق والأرض الحقيقيين يتشاركون أرضهم مع من لا أرض له، بدعم عربي يجعل «إسرائيل» صديقاً للبعض ووصديقاً صدوقاً للبعض الآخر، وليست عدواً. الأمر الذي أدى إلى حراك شعبي فلسطيني وعربي رفضاً للقرار الأميركي ودفاعاً عن القدس وقضيتها العادلة ورفضاً لما يسمّى صفقة القرن التي تستهدف التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية.

وانسجاماً مع المسؤولية الأخلاقية والتاريخية تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية أكّد المشاركون في الاجتماع الدوري السنوي لمجلس أمناء «مؤسسة القدس الدولية» الذي انعقد في «فندق داما روز» في دمشق تحت عنوان «القدس وفلسطين تحت مظلة سورية ودمشق قلب العروبة النابض وذراعها القوية»، على ثبات الموقف من قضية الصراع العربي الصهيوني وإحياء النضال من أجل فلسطين، إضافةً إلى استراتيجيات عمل المؤسسة وآليّات دعم القضية الفلسطينية.

المفتاح

وفي المؤتمر لفت مدير عام «مؤسسة القدس الدولية» الدكتور خلف المفتاح بأنه تمّ خلال الاجتماع تقييم أداء المؤسسة في السنوات الماضية ولا سيما العام الماضي وتقديم رؤية تجديدية وبرامج عمل ستكون محطّ اهتمام الجميع بحيث تبقى القدس في الوجدان بوجه المحاولات الواضحة لطمس قضية فلسطين.

وأكّد المفتاح على أهمية الاستثمار في البعد الإعلامي والقوة الناعمة لإظهار العمل المستقبلي للمؤسسة، لافتاً إلى أهمية التعاون والشراكة الكاملة مع المنظّمات الفلسطينية في وضع الخطط وتنفيذها ورصد النتائج لإبراز القضية الفلسطينية.

ناجي

من جهته قال الأمين العام المساعد لـ»الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ـ القيادة العامة الدكتور طلال ناجي إن القدس في الظروف الحالية أحوج ما تكون لدعم الشعب الفلسطيني والعربي وكلّ أحرار العالم، فهي تتعرّض لأخطر مؤامرة عاشتها وتعيشها ويتمثل ذلك بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني في محاولة لتزوير وتشويه وسرقة التاريخ والحاضر والمستقبل.

واعتبر ناجي أن ما تتعرّض له القدس من مؤامرة هو الوجه الآخر للمؤامرة التي تتعرّض لها سورية على أيدي العصابات التكفيرية الإرهابية المدعومة من الصهيونية العالمية وبعض الدول العربية التابعة للولايات المتحدة الأميركية.

ميرو

وقال رئيس «اللجنة الشعبية العربية السورية» لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني الدكتور مصطفى ميرو في كلمة له: إنّ نشاطات «مؤسسة القدس الدولية» فرع سورية خلال السنوات الماضية عبّرت عن موقف الشعب في سورية ممّا يجري على الساحات الداخلية والإقليمية والدولية وركّزت بشكل دائم على أن المعركة في سورية وفلسطين واحدة.

أبو صالح

في قراءة لآخر التطورات في الأراضي الفلسطينية بعد إسقاط الجيش السوري الطائرة «الإسرائيلية» قال الباحث في الشؤون «الإسرائيلية» الدكتور سمير أبو صالح لـ»البناء»: منذ إسقاط الطائرة «الإسرائيلية» على يد الجيش العربي السوري مروراً بالحراك الإقليمي والدولي والمحلي حتى اليوم واضح أن محور المقاومة بدأ يفرض نفسه بشكل قويّ على كلّ المعادلات في المنطقة سواء كانت بينية بين الدول بحدّ ذاتها أو ما بين التحالفات الأكبر على المستوى الدولي والإقليمي، وهذا يعود إلى النصر الكبير الذي أحرزه محور المقاومة والجيش العربي السوري وهو المركز في هذا النصر.

وتابع: «هذا كلّه مؤشر على أن المقبل من الأيام سيكشف لنا بأن المنطقة بكاملها ستعبّر إلى برّ الأمان الجزئي، لأن الأمور لم تحدّد كلّها بشكل نهائي، فهناك محاولات أميركية دؤوبة بما يخصّ الحل السوري إضافةً إلى دول الإقليم وأهمها تركيا وبعض الجهات العربية الذين وللأسف تحاول التدخل بشكل سلبي لتغيير المعادلة».

وأضاف: «أما في الاستراتيجيات فهناك حدّة في معالجة هذه الاستراتيجيات بين تيارين، الأول الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية والتيار الآخر تيار المقاومة، ولا أقول روسيا فقط بل محور المقاومة، باعتبار أن روسيا جزء من هذا المحور المقاوم. والمهم أن هذه الحدّة في التقابل الدولي لا بدّ أن تحقّق ثمارها السياسية كما الاقتصادية والعسكرية. وفي هذا الإطار يمكن القول إن الرابح الأول والأخير هي تلك الشعوب التي صمدت وقاومت وفي مقدمتها الشعب السوري والفلسطيني». وأشار أبو صالح أخيراً إلى أن قضية الشعب الايراني وحقّه في أن يكون صاحب قرار في ما يخصّ الملف النووي وله الحق في أن يطور قدراته العسكرية، لذلك أنا اليوم لدي نظرة تفاؤل في المستقبل، رغم الخسائر الكبيرة والتجييش الإعلامي السلبي الذي نستمع إليه ليلاً نهاراً.

الطاهر

بدوره قال عضو المكتب السياسي لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» الدكتور ماهر الطاهر لـ»البناء»: اليوم في اجتماع مجلس أمناء مؤسسة القدس تمّت دراسة مجموعة أفكار حول دعم صمود أهلنا في القدس، وكيف يمكن أن نتحرّك لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، خصوصاً في مدينة القدس بعد قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية والاعتراف بالقدس الموحّدة عاصمة للكيان الصهيوني، فهذا القرار لن يمرّ ولن ينجح والشعب الفلسطيني هو الذي سيقرّر مصيره ومصير القدس. الاجتماع اليوم كان ناجحاً واتخذت خطوات وإجراءات محدّدة نأمل أن تتم متابعتها.

وتابع: «المؤامرة التي نتعرّض لها كبيرة تستهدف المنطقة بأسرها، وفي المقدمة فلسطين وسورية، وما يجري من مخطّط عدواني أميركي تحت مسميات الشرق الأوسط الكبير يستهدف تقسيم العالم العربي، لكن هذا المخطّط بات مكشوفاً ومعروفاً لدى الجماهير العربية التي تم تضليل وخداع بعض فئاتها، لكن اليوم وبعد سبع سنوات أظن أن الأمور أصبحت واضحة لدى كل الشعوب العربية».

ورأى الطاهر أنّ هناك صموداً أسطورياً في سورية وفلسطين في مواجهة هذا المخطّط. فالمحور المقاوم تمكّن من التصدّي لكلّ المخطّطات المعادية، ومحور المقاومة حقّق إنجازات عسكرية مهمة على الأرض. وقد فشلت خطة الولايات المتحدة و»إسرائيل» اللتين اعتقدتا أن هناك فرصة ذهبية اليوم لتصفية القضية الفلسطينية بحكم انشغال العالم العربي بمشاكله وحروبه الداخلية، لكن مخطّطاته فشلت لأن محور المقاومة صمد وبات يمتلك زمام المبادرة في مواجهة هذا المخطّط الكبير.

فرفور

من جهته رأى عضو مجلس أمناء المؤسسة الشيخ الدكتور حسام الدين فرفور أن القدس شأن إنساني قبل أن تكون شأناً عربياً أو فلسطينياً، داعياً إلى زيادة التواصل مع مختلف الشرائح الشعبية، خصوصاً التجّار والصناعيين في سورية من أجل دعم القضية الفلسطينية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى