إيطاليا: انتخابات برلمانية قد تُفضي لأزمة سياسية
شهدت إيطاليا أمس انتخابات عامة، تنافست فيها أربع قوى سياسية أساسية على مقاعد البرلمان الجديد. قد تفضي إلى جمود سياسي بعد حملة اتسمت بـ»الغضب» بسبب «ضعف الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة والهجرة».
ويتزعّم رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني تحالف أحزاب يمين الوسط، الذي يضمّ حزبه «فورتسا إيطاليا» وحزب «رابطة الشمال» المتشدّد.
فيما يواجه تحالف بيرلوسكوني كلاً من حركة «خمس نجوم» الشعبوية وتحالف اليسار الوسطي، الذي يضمّ الحزب الديمقراطي الحاكم، إضافة إلى حركة «أحرار ومتساوون» اليسارية.
كما يختار سكان مقاطعتي لاتسيو ولومبارديا أعضاء في البرلمان الإقليمي ورئيساً لكل منهما.
ومنع بموجب القانون نشر استطلاعات للرأي قبل أسبوعين من موعد الانتخابات، على أن تنشر وسائل إعلام محلية نتائج استطلاع آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم. وهناك نحو 50.7 مليون ناخب مسجلين في إيطاليا، واستمرّ التصويت حتى الساعة 11 مساء 10 بتوقيت غرينتش ، لاختيار 630 نائباً و315 عضواً في مجلس الشيوخ، في حين يجري التصويت في ظل قانون انتخابي جديد معقد قد يؤدي إلى عدم اتضاح النتيجة النهائية حتى مساء اليوم.
وتوقع القائمون على استطلاع آراء الناخبين أن «يشكل حزب رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني المنتمي ليمين الوسط وحلفاؤه من تيار اليمين المتطرف أكبر كتلة في البرلمان، لكنهم لن يتمكنوا من تحقيق الأغلبية».
وتتجه حركة 5 – نجوم على ما يبدو للفوز بأكبر عدد من المقاعد لتصبح أكبر حزب فردي، مستفيدة من الفساد المستشري وتنامي الفقر، في حين من المتوقع أن يأتي تكتل يسار الوسط بقيادة الحزب الديمقراطي الحاكم في المركز الثالث.
وبحلول ظهر أمس، وصلت نسبة الإقبال إلى ما يزيد عن 19 في المئة بقليل وهو ما يتجاوز نسبته قبل خمسة أعوام حين أدلى الإيطاليون بأصواتهم على مدى يومين، لكنه يقلّ عن معدل الإقبال في استفتاء 2016 الذي بلغت فيه نسبة الإقبال النهائية 68 في المئة.
وتعد إيطاليا المثقلة بالديون ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو التي تضم 19 عضواً، وعلى الرغم من تفاؤل المستثمرين قبل الانتخابات فإنّ الجمود السياسي قد يُنذر من جديد بعدم استقرار السوق.
وعلى الرغم من أن جميع زعماء الأحزاب استبعدوا تشكيل أي تحالفات مع منافسيهم بعد الانتخابات، فإنّ إيطاليا لها تاريخ طويل من «إيجاد السبل للخروج من حالات الجمود السياسي التي تبدو غاية في الصعوبة».
لكن إذا لم يحقق أحد فوزاً واضحاً في الانتخابات، كما هو متوقع، فقد يستغرق الأمر أسابيع قبل التوصل لاتفاق بشأن تشكيل الحكومة.
ويرجّح مراقبون «أن تسفر الانتخابات عن برلمان معلق»، لأنه يصعب حصول أي حزب أو ائتلاف على نسبة 40 في المئة اللازمة لتشكيل الحكومة.