الراعي: لا يمكن الاستمرار في الاستشهاد والمسؤولون غير مبالين وهمّهم مصالحهم
قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: «إن شهادة الدم هي وجه من وجوه الاستشهاد: فثمة الاستشهاد الجسدي بالقتل والتعذيب والتهجير، والاستشهاد المعنوي بامتهان الكرامات وكبت الحريات. والاستشهاد القانوني بسلب الحقوق وممارسة الظلم، والاستشهاد القضائي بتوقيف أشخاص وعدم محاكمتهم، وبتعطيل الأحكام القضائية، وتسييس العدالة وتوجيهها واستباحة سريتها إعلامياً وسياسياً، وبالمماطلة الطويلة في إصدار الأحكام. والاستشهاد السياسي بإقصاء موظفين من وظيفتهم في الإدارات العامة، باتهامهم وحرمانهم من حق الدفاع عن النفس، فيما هم مخلصون للقانون، وغير ملونين بلون حزبي، وبإجراء تعيينات من لون واحد ومذهب واحد نافذ سياسياً. والاستشهاد الاقتصادي بإفقار الشعب وحرمانه حقوقه الأساسية في السكن والتعليم والعمل والصحة والبنى التحتية. لا يمكن الاستمرار في هذه الحالات من الاستشهاد والمسؤولون السياسيون غير مبالين، وهم معنيون فقط بمصالحهم الخاصة».
كلام البطريرك الراعي جاء في العظة التي ألقاها خلال قداس الأحد على مذبح الباحة الخارجية للصرح، كابيلا القيامة، والذي دعا إليه مكتب التنسيق بين المؤسسات المارونية لمناسبة اختتام «سنة الشهادة والشهداء» وعيد البطريرك الأول مار يوحنا مارون.
وأشارالراعي إلى أنه «باختتام سنة الشهادة والشهداء، لا نطوي صفحة أصبحت من الماضي، بل ننطلق في مسيرة جديدة مزودين بما علّمتنا هذه السنة اليوبيلية عن معنى الشهادة والاستشهاد، وما اختبرنا فيها من وعي وإدراك. نسأل الرب يسوع «الشاهد الأمين» والشهيد الأول، أن يعضدنا جميعاً بنعمته كي، بقوة الروح القدس وأنواره، نكون «شهوداً له إلى أقاصي الأرض».