إبن سلمان في أول جولة له.. من مصر إلى فرنسا… إيران أولاً

يارا بليبل

في إطار جولته الخارجية الأولى، استهلّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان زيارته إلى مصر بـ»دافع اقتصادي»، وكان أول الغيث الإعلان عن «إنشاء صندوق مشترك» بقيمة عشرة مليارات دولار على أن تقتصر المساهمة السعودية بـ»العمل على تشييد مشاريع في الأراضي المصرية» التي شملها مشروع «نيوم» المعلن عنه سابقاً.

ويقضي ببناء منطقة اقتصادية ضخمة على الساحل الغربي للمملكة المطل على البحر الأحمر، بالإضافة لأراض في الأردن ومصر.

تأتي هذه الزيارة، في ظل أجواء الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 26 من الشهر الحالي حتى 28 منه، الأمر الذي يظهر الرئيس المصري بمظهر «السّاعي في سبيل تحسين الظروف الاقتصادية» للشعب المصري وعلى وجه الخصوص بعيد تحرير العملة المصرية. ما فاقم في تأزيم الأوضاع ضمن سياق خطة تقضي بجذب رأس المال الخارجي، بالرغم من شبه الإجماع على أرجحية فوزه في ظل عدم وجود منافس حقيقي يواجهه.

في العودة إلى إبن سلمان الهادف لتسويق نفسه كـ «سيّد المملكة»، واضعاً نصب عينيه نموذج إمارة دبي، ويبدو الأمر جليّاً في إطار ما سُمّي بـ «هيئة الترفيه» التي دأبت في العمل بدايةً على تنظيم مسرحيات وحفلات موسيقية الى أن أعلن عن إحياء حفل غنائي مختلط.

فيما عزلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقوّضت صلاحياتها وكمّت أفواه مشايخها فهذه «الأوامر»، بطبيعة الحال، وهناك قرار سعودي من الشاب الذي اعتلى المنصب السياسي على غير أعراف ملكية، بالعمل على تحسين صورة المملكة في الغرب وما يتصل بما ذكره الصحافي الأميركي مايكل وولف عن «دعم أميركي» لوصوله كخطوة أولى تجر وراءها خطوات…

إلا أنّ الأمر ليس مرتبطاً بـ «استراتيجية انفتاح»، أو إعطاء حقوق للمرأة إن كان لجهة مشاركتها في انتخابات بلدية او السّماح لها بقيادة المركبة ضمن شروط ومحظورات محددة.

إنما الأمر يُخفي ما هو أعظم في السياسة، ويرسم للسعودية دوراً مغايراً لما كانت عليه قبل وصول ترامب. هذا الأخير الآتي من عالم التجارة ورأس المال يطمح لـ «تعاون أميركي – صهيوني عربي» لن تقوم له قائمة دون البدء بالعمل في سبيل «حلّ الدولتين» من وجهة نظر أميركية.

في حين لا تبدي السعودية أي مانع إزاء ما سبق، بل على ما يبدو تسعى للعب دور وسيط بين الحليف الأميركي ومن ورائه الصهيوني من جهة والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى.

في هذه الأثناء تتجه الأنظار إلى المحطة الثانية لولي للعهد وهي بريطانيا التي شهدت ارتفاعاً للأصوات الحقوقية المنددة بالزيارة، نظراً الى الجرائم التي يرتكبها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، من حصار ومجازر، تعدّ انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية.

كما أن هذه الجولات ستشمل بالإضافة لكل من مصر وبريطانيا، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا أيضاً، التي يزور وزير خارجيتها جان ايف لورديان طهران لتأكيد «تمسك فرنسا بالاتفاق النووي مع إيران»، معبراً عن «رغبة بلاده للسير نحو إنجاز الاتفاقات في قطاعي الطاقة والنقل»، مشيراً الى «الضغوط الأميركية» الممارسة في هذا الإطار.

فهل سيقوم محمد بن سلمان بشراء الموقف الفرنسي أو حتى الدفع به إلى الخلف سعياً لوحدة الصف لاستكمال سيناريو المواجهة مع إيران كفريق بتشكيلة كاملة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى