السفير آلا: المفوض السامي يسوق مزاعم ملفّقة حول استهداف الدولة السورية للمدنيين

ردّ مندوب سورية في الأمم المتحدة والمنظمات الأممية حسام الدين آلا على اتهامات المفوض السامي زيد بن رعد الحسين للحكومة السورية بأنها أوجدت الظروف الملائمة لنشوء المتطرفين.

وقال آلا إن «المفوّض السامي يعطي نفسه حق إعطاء الدروس للدول والتهّجم عليها متجاوزاً ولايته بموجب القرار 141/48، ويسوّق مزاعم ملفّقة حول استهداف الدولة السورية للمدنيين لإنكار حقها بمكافحة الإرهاب».

وتساءل آلا قائلاً «هل نسي المفوض السامي رواية حمد بن جاسم عن الصيدة التي فلتت فيما قطر والسعودية تتهاوش على سورية؟».

وأوضح آلا أن «العمليات العسكرية في الغوطة تستهدف المجموعات الإرهابية وتتم بانسجام مع القانون الدولي»، داعياً المفوض السامي إلى «التحقيق في الأوضاع الإنسانية في الرقة».

وكان المندوب السوري في الأمم المتحدة قد قال الأسبوع الماضي خلال الجلسة الطارئة في مجلس حقوق الإنسان لمناقشة الوضع في الغوطة الشرقية بدعوة من بريطانيا إنّ «تصريحات بعض الدول تشجّع الإرهابيين على قصف دمشق واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية».

ميدانياً، يعمل الجيش السوري الآن على تطويق البلدات الأساسية في الغوطة الشرقية تمهيداً لدخولها.

وكان الجيش السوري سيطر على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية لدمشق بعد استعادة بلدتي الأشعري وبيت سوا وغيرهما، وفق المرصد السوري المعارض.

المرصد المعارض قال إن الجيش تمكّن من شطر الغوطة معقل الجماعات المسلحة إلى جزءين، وكان الإعلام الحربي قد أشار إلى أنّ حالة التخبّط والانهيار تسود صفوف المسلحين ولاسيما بعد تحرير بلدة بيت سوا.

وقالت مصادر إن الجيش السوري يقترب من السيطرة على بلدة مسرابا عقب استعادة السيطرة على بيت سوا في عمق الغوطة الشرقية.

التلفزيون السوري الذي عرض مشاهد من مشارف مسرابا قال إن الجيش السوري قصف دفاعات المجموعات المسلحة في البلدة، موضحاً أن القصف هو بهدف تأمين دخول وحدات المشاة إليها.

وأكّد الإعلام الحربيّ أنّ الجيش السوري بسط سيطرته الكاملة على بلدة بيت سوا وسط انهيارات وتبادل اتهامات بين المسلحين عقب سقوطها.

كما حرر الجيش السوري عدداً من المزارع جنوب شرق بلدة الريحان، وشرق منطقة حوش الاشعري، وصولاً إلى أطراف بلدة مسرابا بالإضافة إلى عدد من الأبنية والمزارع شرق مشفى البيروني في حرستا بعد مواجهات مع المسلحين.

ويواصل الجيش السوري تقدّمه في منطقة المزارع الفاصلة بين بيت سوى ومسرابا لقطع خطوط الإمداد عن المسلحين في المنطقة.

في سياق متصل، نقلت وكالة سانا عن مصادر سورية مطلعة قولها إنّ «مسرحية الكيماوي» عادت للظهور من جديد في الغوطة من قبل التنظيمات الإرهابية بالتزامن مع محاولات واشنطن وباريس في مجلس الأمن لاستهداف سورية.

ونشرت مواقع تابعةٌ للمسلحين مشاهد مصوّرةً قالت إنها تُظهر مصابين بموادّ كيميائية في الغوطة الشرقية لدمشق.

المصابون المزعومون ناشدوا «إسرائيل» تقديم الدعم لهم.

وأكدت المصادر أنّه في الوقت الذي ترتفع فيه الأعلام السورية من قبل أهالي الغوطة دعماً للدولة وللجيش السوري تأتي هذه الفبركات للإساءة لأهالي الغوطة ولدمشق.

وبحسب المصادر فإنّ الردّ على هذه «التمثيلية البشعة» جاء من أهالي الغوطة الذين يتظاهرون ضد الإرهابيين ورفعوا العلم السوري في أكثر من منطقة في بلدات الغوطة، مشدداً على أنّ الإرهابيين الذين يفبركون هذه الاتهامات لا ينتمون لأهل الغوطة وهدفهم المتاجرة بدماء أبناء الغوطة من أطفال ونساء في مسرحيات مكشوفة.

«الانهيارات المتسارعة في صفوف الإرهابيين أمام الجيش السوري تدفعهم في كل يوم لاستجداء التدخل الغربي العدواني ضد سورية وشعبها»، تقول المصادر. وتضيف «الإرهابيون يحتجزون الأهالي في الغوطة لاستغلالهم وتبرير هذه المسرحيات والاتهامات».

في غضون ذلك، واصل الجيش السوري عمليته العسكرية ضد «جبهة النصرة» الإرهابية في الغوطة الشرقية، بإحرازه تقدماً في محيط حمورية باتجاه بلدة جسرين، بعد ساعات من إحكامها السيطرة على بلدة أفتريس ومنطقتي حوش الأشعري وحوش قبيبات.

وفي وقت سابق قال مصدر عسكري، إن الجيش السوري أعطى مهلة لمسلحي بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية لتسليم البلدة قبل انتهاء ساعات الهدنة اليومية، وإلاّ فسيبدأ بعمل عسكري ضدهم.

إلى ذلك، دخلت شاحنات المساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية لدمشق الإثنين الماضي، عبر معبر مخيم الوافدين بتسهيلات من الجيش السوريّ.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية فإنّ الهلال الأحمر السوري أدخل 247 طناً من المساعدات الإنسانية إلى الغوطة، وقد أكّد مصدر أن القافلة عبرت فعلاً معبر مخيم الوافدين وهو آخر حاجز للجيش السوري باتجاه المناطق التي يسيطر عليه المسلحون قرب دمشق.

وكان الجيش السوري هيأ ممراً آمنا جديداً لإخراج المدنيين من الغوطة الشرقية عبر طريق جسرين – المليحة، حسبما أفادت وكالة «سانا» السورية الرسمية، أمس.

وفي السياق نفسه، أعلن مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية بأن قافلة تقل 300 عائلة تعرضت لقصف من قبل المسلحين أثناء توجهها نحو المخرج الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية.

وأكد المتحدث باسم المركز اللواء فلاديمير زولوتوخين للصحافيين أمس أن القافلة تعرّضت للاعتداء، على بعد كيلومتر من الممر الإنساني الجديد في قرية المليحة، مضيفاً أن القصف أسفر عن احتراق ثلاث سيارات، والمعلومات عن وقوع إصابات بين المدنيين في القافلة قيد التدقيق.

وفي سياق ميداني آخر، واصلت تركيا عدوانها البربري على منطقة عفرين، وأمس زعم الجيش التركي سيطرته على مركز بلدة جنديرس جنوب غرب المدينة، في حين أفاد مصدر باستعادة مقاتلي وحدات حماية الشعب تلّ جنديرس جنوب مدينة عفرين بعد معارك «كرّ وفر» مع المسلّحين المدعومين من تركيا.

وكانت الاشتباكات تواصلت في البلدة بين وحدات الحماية والفصائل المدعومة من تركيا، يأتي ذلك فيما استهدف القصف التركي مناطق سكنية عند مدخل المدينة ومنطقة ترندة التابعة لمركزها.

كما استهدفت الغارات التركية طريق جبل الأحلام – باسوطة باتجاه مدخل عفرين الجنوبيّ شمال سورية.

من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي أن العملية التركية في عفرين تنتهي في أيار/ مايو المقبل.

وقال جاويش أوغلو إن العملية التركية العسكرية في عفرين السورية، التي بدأت في شهر يناير/ كانون الثاني، تنتهي بحلول أيار/ مايو المقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى