قالت له
قالت له
قالت له: ماذا ستهديني في يوم المرأة؟
فقال لها: وردة وقصيدة ويوماً نمضيه معاً.
فقالت: وما من حلوى وهدايا؟
فقال: الاحتفال بالعيد نبض فرح وليس إنفاق مال.
فقالت: أليس في العيد عندما صار مناسبة اجتماعية بعض التباهي، فنخرج مذ كنا صغاراً بثياب العيد نستعرض ما جلبه لنا الأهل وننتظر العودة لشهيّ الطعام وفاخر الحلوى بين الأهل، ونتسابق لمعرفة مَن جمع الرقم الأعلى في عائد العيد من عيديّات بقروش الجد والجدة؟
قال لها: هذا يوم كنّا صغاراً.
فقالت: أظنّ هذا هو معنى أن العيد صار يوماً يتشارك فيه الناس الفرح، أما ما تعنيه من خصوصية فيصح ليوم ذكرى تعارفنا، وليس ليوم تنظر فيه الصبايا كل للأخرى ماذا كانت معايدتها من الحبيب؟
قال: لم يقتل الحب إلا تحويل الناس لشريك ثالث فيه. فنحسب دائماً قيمة الأشياء بغير حقيقتها، بل بما سيقوله الناس عنها، وبدلاً من أن يكون السؤال كم يُحبّني يصير كم يظهر للناس أنه يحبني؟
فقالت له: وكيف نفصل بين الأمرين والحب فرح وبعض الفرح إحساس بالقيمة والأهمية والحب أحد مصادرها؟
قال لها: الوردة والقصيدة بعض من هذا، لكن ليس لمسابقة مَن يدفع أكثر.
فقالت: المال وسيلة للتعبير عن الاستعداد للإستغناء عنه لقول ما هو أغلى.
قال: لكنه يصير وسيلة للتبذير بإنفاقه على مظهر وضياع فرصة استثماره للجوهر.
فقالت: ألا ترى أنك تُجحف بحق الحب. علينا أن جعله مجرد شعور متبادل بين إثنين وتتجاهل مثلاً معنى إقامة أفراح الزواج والأعراس وكم ينفق عليها الناس. وهذا شيء آخر غير التقاليد الجاهلة والمتخلّفة التي ترتبط ببيع الزوجة وشرائها. فما أحدّثك عنه في حب راق ينتهي بزواج. هل أنت ضد الأعراس وأكلافها؟
قال: إن كان ما ينفق فيها نسبة ضئيلة مما يحتاجه بناء بيت الزواج لا أعارضها، بل أعارض أن يستدين الحبيب ويتجاهل ما ينتظره ما بعد الزواج فقط ليتباهي أهله وأهل عروسه وتحتفل العروس أمام زميلاتها وقريباتها وتتفاخر بعرسها.
قالت: تعال إلى حل وسط.
قال: ما هو؟
قالت: أريد قالب حلوى وعقد ياسمين وقبلة مع الوردة والقصيدة.
فقال: أحب الوسط من فمك.
فقالت: إذاً فلتبدأ بالقبلة.
فضمّها وتعانقا.