أنا وأنت

أنا وأنت

تزداد المسافات اتسّاعاً، وا حاديث اقتضاباً. يطول الليل كثيراً ويركض قبله النور مسرعاً. حتى دقّات القلب ما عادت متناغمة، نختلق ا عذار. نختبئ خلف الباب، نعيد كلّ الحسابات، واحد زائد واحد يساوي اثنين مختلفين متباعدين، كغريق يتعلّق بقشّة نتبادل الاستغاثات.

كن أنت البادئ، أو أنا سأكون. سقطت من سلّتنا أحجار المفاجآت، لحظات ا نتظار، فرح اللقاء، لوعة الفراق لكننا آثرنا السير حتى النهايات، ودارت بيننا ا يام فقذفتنا ذات اليمين وذات الشمال. كيف أنظر إليك ا ن و أشعر بحياة؟ وإذا أغمضت الجفون ذرفت عذب الذكريات.

يؤلمني الصمت الذي يسود والموت في نظرة العيون، تبعتك خلسة إلى مكانكما السرّي، سمعت الحديث، رأيت الأشواق والحنين، ابتسامات، همسات ولمسات عاشقين.

عدت من لحظة الحقيقة فارغة الفؤاد واليدين، كتمت سرّك في صدري الحزين. ألماً عميقاً يمتد إلى جسدي السقيم، وجهاً لوجه نحن جالسان غريبين. على ا طلال ينتحبان، تقيّدنا وعود وعهود، كن أنت البادئ بالرحيل أو أنا سأكون.

رانية الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى