ورد وشوك

ورد وشوك

كيف للشمس أن يغطّيها حجاب بعدما ملأت أشعّتها حدود السماء؟ آثمٌ كلّ جهد يُبذل لاستبدال العتمة بالضياء، ومُغرضٌ من سعى ويسعى إلى تغيير منظومة ابتلاج الصبح من بهيم ليل معلناً بدء النهار. أرادوا فيك يا دمشق تعطيل دورة الحياة بدخان أسود استمدّوه من فكرهم ملؤوا به الفضاء. قصف وتفجير يتّسمان بلؤم الصهاينة وبعض أصدقائهم من آل سعود وآل حمد ذوي الحطّة والعقال رغم رمزيّتهما يسترون بهما رؤوساً فارغة تماماً من الرزانة والرصانة والاتّزان. لا علاقة لهم بأولي الألباب، حالهم كحال الماجن المتمرّد حتى على إرادة السماء. أقزام يتطاولون على قمم شامخة كشموخ قاسيون سياج عرين الأسود الأباة، هؤلاء لو وصلهم حديث تاريخ رجالاتك يا سورية من أطلقت أسماءهم على شوارعك، ومعظم الأحياء تخليداً لذكراهم، لانتحروا، لا سعياً إلى بلوغ أحضان الحوريات بل خجلاً وإحساساً بالضآلة أمام تلك القامات كفارس الخوري من أُطلق اسمه على شارع تسرّبوا إليه كالجرذان بالقنابل والمفخّخات. فارس الحقّ والحقيقة الذي وقف في وجه الطغاة وما زال صوته يتردّد صداه في قصر المهاجرين، مبشّراً بزوال الاستعمار، مخاطباً غورو، ذاك الجنرال الذي أراد التهكّم بالملك فيصل وقتذاك في مأدبة غداء، قال فيها وبسخرية: «هنا كان ملككم فيصل يسكن في هذا القصر الجميل»، فردّ عليه فارسنا بأدب واقتدار: «نعم يا صاحب الفخامة، كان الملك فيصل يسكن في هذا القصر الذي بناه والٍ تركيّ، ثمّ حلّ فيه جمال باشا ثمّ الجنرال اللمبي ثمّ الملك فيصل، والآن تحلّون أنتم فيه، وجميع الذين ذكرتهم أكلنا معهم في هذه القاعة لكنّهم رحلوا جميعاً وبقي القصر وبقينا نحن»، صفعة اهتزّ لها المجلس من عظيم قول الحقّ من فارسه، وكان الجلاء ولو بعد حين.

قُهر الاستعمار بأشكاله، بعدده وعديده، فكيف أنتم يا ذيول الأذيال؟ سيقهر ظلمكم وظلامكم ضياء نور رجال الله حماة الوطن وخلفهم شعب صامد ضرب جذوره في تربة العزّة والإباء، أقسموا مجتمعين بأغلظ الإيمان أن لا مكان بيننا للهمجية والغباء.

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى