كوكب وقمران

كوكب وقمران

كلّنا نعشق الاستماع إلى أمّ كلثوم، فهي تجعل كل من يصغي إليها يصاب بحالة حبّ تنتهي بانتهاء الأغنية، ولكن ما السرّ؟ أكثر أغانيها جمالاً هي من خطّها لأجلها الشاعر أحمد رامي، فهو عاشق وله استطاعت هي وبذكاء أن تصدّ حبّه. كانت تعي تماماً ما تريد تريد عذابه ليتكون الإبداع عنده فيسهر ليله يخطّ ما في نجواه لتستلمه هي صباحاً وما إن تمسك بورقه تسرق منه الإحساس تغني الكلمات بإحساسه هو. كان وجوده أمامها في الصف الأول دعماً لصوتها فتصدح الـ«آه» ليبدأ هو بداية قصيدة وأغنية يقدّمها لها، وحين يجتمع إحساس أحمد رامي وأوتار القصبجي فاعلم أنّك على باب أسطورة تمنّعت عن حبّه هو الآخر لتتركه في ليله يضرب على وتر الحزن ماسكاً بعود الحنين لتستلم أيضاً في الصباح لحناً لعاشق متيم كانت تتمايل أمامه على وقع لحنه تتقدّم خطوة فيسبقها قلبه ويضطرب لتعود مكانها، فيهدأ تذهب يميناً وتراوح شمالاً هي تعلم بمراقبة عينيه وتعي أنه لحن جديد لن يستطيع أحد أنّ يقلّد صوتها ليس لتفرّده بل لأن ما كتب لأجلها وما لُحن لأجلها، فقد أخذت من الشاعر إحساسه وامتلكت من الملحن أشجانه، هي امرأة استحقّت أن توصف بالكوكب فقد خرقت قوانين الطبيعة وجعلت على كوكبها قمرين عاشقين يدوران في مسارها. فعَظَمة على عَظَمة يا ستّ!

مها الشعار

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى