جرّاح: المطلوب تأمين مقوّمات الصمود والانتصار في معركة المصير القومي
أقامت منفذية السويد في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً لمناسبة مولد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده، وذلك في مقرّ النادي السوري في سودرتاليا، حضره المنفذ العام جاك جراح وهيئة المنفذية، عدد من مسؤولي الفروع الحزبية، وجمع من القوميين والمغتربين.
كلمة مفوضية سودرتاليا
افتتح الاحتفال بنشيد الحزب الرسمي، وألقى مفوض مفوضية سودرتاليا سفر سعيد كلمة بِاسمها تناول فيها معاني المناسبة التي تجسد انبثاق فجر النهضة وسطوعها على الأمة، مشيراً الى أن عظمة الأول من آذار تكمن في أنه أوجد رجلاً بحجم الأمة والقضية التي تساوي الوجود.
كلمة المنفذية
وألقى المنفذ العام جاك جراح كلمة منفذية السويد، وجاء فيها: الأوّل من آذار هو موعد الأمة مع باعث نهضتها، نافض غبار الضياع عنها، موعدها مع زعيمها الخالد الذي أعاد لها حقيقة هويتها وجوهر نفسيتها.
إن الأول من آذار هو الحدث النهضوي الذي أطلق المسيرة القومية من عقال الجهل والتخلف والفوضى والبلبلة والتفسخ الروحي، وأعاد الى الأمة ثقتها بنفسها ونظامها وأملها بمستقبلها الزاهر كماضيها الزاخر.
وأضاف جراح: إن سعاده الذي نحتفل بذكرى ميلاده اليوم هو من أضاء بأنوار المعرفة الطريق لأجيال أمتنا، ونحن نسير على هدى تعاليمه مواكب ريادة، نبني لأمتنا صروح النهضة القومية الإجتماعية ألقاً ومجداً وعزاً، واحتفالنا كل عام في الأول من آذار ليس مجرد إحتفال بذكرى عظيم فحسب، بل هو مناسبة لنقف باعتزاز نستذكر عظمة الإنجاز الذي حققه سعاده لأمته، فسعاده هو المفكر والفيلسوف وعالم الاجتماع ومؤسس حركة اجتماعية إصلاحية وباعث نهضة الأمة والمناضل الذي عيّن قضية شعبه وأمته وعمل من أجلها حتى توّجها بدمه عند استشهاده في وقفة عز اختصرت الحياة بمضامينها الأسمى والأنبل.
سعاده هو رجل التاريخ بامتياز وفتى الربيع الذي تجسدت به أرادة الأمة السورية، فتفتحت أزهارها عن كل علم وكل فن وكل فلسفة في العالم، وتفجرت ينابيعها حقاً وخيراً وجمالاً تروي ظمأ التواقين إلى تحقيق المطلب الأسمى.
وتابع: سعاده هو رجل التاريخ المستشرف الواعي الذي صمم على إنقاذ أمته من المهالك والأخطار المحدقة بها، والذي أنار لأمته سبل عزها وفلاحها القومييَّن، وإن كل ما قاله وكتبه سعاده في حياته حتى استشهاده في الثامن من تموز من عام 1949 نجد أنفسنا اليوم نعيش في دوامته وكأنها رؤيا تتحقق، فقد حذّر من المؤامرة الصهيونية على أمتنا قبل أن ينتبه إليها أحد حين عبّر أن اليهود يعدون خطة نظامية دقيقة يستهدفون من خلالها تحقيق حلمهم المزعوم في أرض الميعاد وأن هذة الخطة سوف يكتب لها النجاح ما لم يقم بوجهها في سورية خطة نظامية معاكسة وأن خطرهم الإلغائي لن يتوقف عند حدود أمتنا فحسب، بل لن يكون العالم بأسره بمنأى عن ذلك الخطر، وقد حذر سعاده من الطائفية والمذهبية العمياء وأكد أن امتنا تفنى بالطائفية وتحيا بالإخاء القومي وما نشهده اليوم في ساحة أمتنا وفي غيرها من الساحات من خروج الوحش الطائفي الذي يضرب خبط عشواء مستهينا بالإنسان والكرامة الإنسانية، إلا دليلاً على صحة وصوابية ما حًذر منه سعاده.
ان كل المتغيرات على الساحة القومية والإقليمية والدولية تثبت يوماً بعد يوم صحة ما ذهب إليه سعاده، وصوابية فلسفته القومية الإجتماعية القائمة على أساس علمي متين لا يختلف عاقلان في صحته، فقد أكد إن القومية هي سمة هذا العصر الذي هو بإمتياز عصر تنازع الأمم موارد الحياة، وجاءت الأحداث تتراكم لتؤكد صحة ذلك، فنرى إن مصالح الأمم والقوميات هي الناظم الحقيقي لعلاقات الدول في تأسيس الأحلاف والأحلاف المضادة، فما تقاطع من مصالح الأمم ائتلف وما تنافر إختلف.
وختم جراح: إنّ أمتنا اليوم تمرّ بأدق وأخطر مرحلة، فالتحدّيات كبيرة والمطلوب تأمين مقومات الصمود والانتصار في معركة مصيرنا القومي، وأهمها توحيد الطاقات والجهود القومية ضمن إطار المؤسّسات الدستورية الحزبية، والكفّ عن الإمعان بالشرذمة أو التخلي عن القيام بواجباتنا القومية. فانتماؤنا ولاء والتزام، ولاء عقلاني ووجداني يعتمد على فهمنا لنظرتنا وغايتنا، والتزام فكري مطلق بدستورنا وعمل مؤسساتنا.
بعد الكلمات تم قطع قالب الحلوى الذي أعد للمناسبة، ودار نقاش بين الحضور حول أوضاع الأمة، والتحديات الراهنة في ظل الحرب الإرهابية التي تستهدفها والتضحيات التي تبذل والتي يشارك الحزب عبر نسور الزوبعة، في الدفاع عن الأمة بوجه المشاريع الإرهابية.