عيد المعلّم
يكتبها الياس عشي
في التاسع من كلّ آذار يحتفل اللبنانيون بعيد المعلّم، ولهذا اليوم، بالنسبة لي، نكهة فارقة تعيدني إلى مشهدين أساسيين كان لهما أن أكون كما أنا اليوم:
أتماهى في المشهد الأول، في الخمسينيات من القرن الماضي، تلميذاً من تلاميذ ثانوية الأرض المقدسة في مدينة اللاذقية، أجلس في المقعد الدراسي أتلقى فيه المعرفة من معلمين وطنيين كبار، وأخرج معهم إلى الشارع في مظاهرة مرّة من أجل فلسطين، ومرّة أخرى من أجل اسكندرون. لهؤلاء المعلمين الذين رحلوا أنحني احتراماً في عيدهم اليوم.
وفي المشهد الثاني بدأ في الستينيات من مدرسة مار جرجس في عشاش، ومنها إلى مدرسة البندكتان ومدرسة طرابلس الإنجيلية في طرابلس، وفي السنوات الخمس الأخيرة في الإنترنسيونال الكورة. ولا أغالي إذا قلت بأنني، ضمن هذا المشهد بالذات، اكتمل نضجي المعرفي والوطني، وتبادلت مع تلاميذي الآراء، فعلّمتهم أنّ احترام الآخر، مهما كان انتماؤه، أولى الخطوات لمجتمع سليم، وتعلّمت منهم أنّ صداقة التلاميذ وحدها لا ريب فيها ولا غشّ.
تحية من القلب لكلّ تلميذ مرّ في صفوفي، ولكلّ معلّم أينما كان.