بوتين: اتهام دمشق باستخدام الكيماوي مفبرك.. والمقداد يتّهم المسلحين بالتحضير لذلك في الغوطة
نفت «مصادر مطلعة» للتلفزيون السوري استخدام الجيش السوري لسلاح الفوسفور والنابالم في الغوطة الشرقية.
وذكر التلفزيون الرسمي في خبر عاجل على شاشته «مصادر مطلعة: كذبة الكيماوي التي تتاجر بها التنظيمات الإرهابية ورعاتها الغربيين ضد الجيش العربي السوري يضاف إليها اليوم فصل جديد من الكذب حول الفوسفور والنابالم من قبل أذرع الإرهاب الإعلامية وقبل يوم من انعقاد جلسة جديدة لمجلس الأمن الدولي».
وبحسب المصادر فإنّه «كلما ضاق الخناق» على المجموعات المسلحة التي «تلفظ أنفاسها» في الغوطة تأتيها الأوامر من مشغليها لإعادة استخدام الاتهامات الباطلة ضد الجيش السوري الذي أمّن خروج عدد من المدنيين السبت.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاتهامات الموجّهة إلى الجيش السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية مفبركة وتصبّ في مصلحة الإرهابيين.
كما طالب الدول الغربية بالتحقيق في الهجمات التي شنتها قوات التحالف الدولي على المدنيين في مدينتي الرقة والموصل خلال تحريرهما من تنظيم داعش.
وكان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، ذكر أن مجموعات «إرهابية» في الغوطة الشرقية لدمشق تحضر لفبركة تمثيلية قصف بسلاح كيميائي وإلصاقها بالجيش السوري.
وأوضح المقداد، في تصريحات صحافية أدلى بها السبت، أن افتعال الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية قد يحدث في 11 آذار/ مارس ومن المتوقع أن يطال منطقة مزارع الأشعري.
وأضاف أن «الإرهابيين قاموا بتجهيز نساء وأطفال من خارج المنطقة وتحضير أجهزة بثّ فضائي وعناصر من الخوذ البيضاء لتنفيذ المسرحية»، مبيناً أن مزارع الأشعري ينتشر فيها عناصر من تنظيمي «فيلق الرحمن» و«أحرار الشام».
وأشار المقداد إلى أن جهات معروفة كثفت اتهاماتها لسورية باستخدام السلاح الكيميائي على خلفية إنجازات قواتها المسلحة، مشدداً على أن بعض الأطراف، من بينها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تتجاهل المعلومات التي تقدّمها سورية حول استخدام المجموعات المسلحة للمواد السامة ضد المواطنين الأبرياء.
وقال في هذا السياق: «وجدنا ذخائر كيميائية في حماة ودمشق وتجاهلها المحقّقون الدوليون».
وحمّل المقداد «التنظيمات الإرهابية ومَن يدعمها» المسؤولية التامة عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، داعياً المنظمات الدولية المعنية للعمل بشكل مهني وصادق في هذا الملف.
كما أكد أن الحكومة السورية نفّذت قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الخاص بإتلاف السلاح الكيميائي السوري رغم الظروف الصعبة والمعقّدة للغاية.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، حذرت الحكومتان الروسية والسورية من تخطيط المسلحين في الغوطة الشرقية لشن استفزازات كيميائية في المنطقة لتحميل دمشق المسؤولية عنها.
وكان مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري كشف نهاية الشهر الفائت عن معلومات لدى الحكومة السورية تؤكد أن الإرهابيين يحضّرون لعمل إرهابي يتم فيه استخدام الكلور على نطاق واسع لاتهام الجيش السوري بذلك، مضيفاً أن «هؤلاء الإرهابيين لديهم تعليمات صارمة من الاستخبارات الغربية والتركية لفبركة الهجوم الكيميائي قبل تاريخ 13 آذار/ مارس»، ذلك أن انعقاد الدورة الـ87 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيتمّ بهذا التاريخ.
إلى ذلك، أحرز الجيش السوري اليوم تقدماً ملموساً في عملياته ضد الفصائل المسلحة في غوطة دمشق الشرقية باستعادة السيطرة على قرية مديرا.
تقدّم عملية المفاوضات مع المسلحين في الغوطة الشرقية وإجلاء أكثر من 52 مدنياً.
وذكرت مصادر أن القوات الحكومية أحرزت تقدّماً على محور بلدة مسرابا الواقعة شمال شرق مديرا وسيطرت على عدد من الأبنية بعد مواجهات مع المسلحين.
وأعلنت أن القوات الحكومية تمكنت بذلك من تقسيم مناطق انتشار المسلحين في الغوطة إلى شطرين جنوبي وشمالي، وأكمل تطويق المسلحين في مدينة دوما، أكبر مدينة خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في المنطقة.
هذا وأكدت المصادر أن أربعة أشخاص استشهدوا وجرح آخرون إثر سقوط قذائف صاروخية أطلقها المسلحون على مدينة جرمانا الواقعة جنوب شرق العاصمة.
وأعلن الإعلام الحربي تمكّن الجيش السوري من قسم الغوطة الشرقية إلى شطرين جنوبي وشمالي وفرض حصاره على مسلحي دوما بشكل كامل بعد السيطرة على بلدة مديرا والتقاء القوات المتقدمة من مسرابا مع القوات الموجودة في إدارة المركبات في مدينة حرستا.
وأفادت مصادر بأنّ طلائع قوات الجيش السوري أحكمت الطوق تماماً على حرستا التي تعتبر أكبر المعاقل التي كان يتحصّن فيها فيلق الرحمن في القطاع الشمالي للغوطة الشرقية. وأكّدت أنّ الجيش السوري قد يُعلن قريباً جداً تحرير حرستا من المسلحين.
وأثناء عملية تطويق حرستا، كان هناك فرار كبير لمجموعات مسلحة إلى جانب مجموعات سلّمت نفسها للقيادات العسكرية على المعابر، وخاصة معبر مخيم الوافدين. وهذا الأمر لم تعلنه المصادر الرسمية للحفاظ على سريته، وأيضاً لجذب المزيد من المقاتلين لتسليم أنفسهم للجيش السوري.
في غضون ذلك، يواصل المسلحون قصف الأحياء السكنية في دمشق، حيث استهدفت القذائف، حسب نشطاء موالين للحكومة في مواقع التواصل الاجتماعي، أحياء القصاع والشاغور والقيمرية والعباسيين والدويلعة ودوار البيطرة وبرج الروس وبرزة ومنطقة الميسات، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين.
وفي سياق ميداني آخر، جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم جيشه بالتوجه بعد عفرين إلى منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين والقامشلي، لـ «تطهير هذه المناطق من الإرهابيين» على حد تعبيره.
وقال أردوغان في كلام وجّهه إلى حلف الناتو السبت، إن «قواته تستطيع أن تدخل في أية لحظة مدينة عفرين، كما توعّد أن هذه القوات ستتحرّك لاحقاً إلى منبج وستطهّر منطقة شرق نهر الفرات بأكملها». وأضاف الرئيس التركي «دعوتمونا إلى أفغانستان والصومال والبلقان فلبّينا، وأنا أدعوكم إلى سورية فلمَ لا تأتون».
وكانت أنقرة قد أعلنت عن وصول قواتها إلى حدود عفرين، في ظل اشتباكات عنيفة مع الوحدات الكردية قرب ناحية بلبل، حيث أصيب ثلاثة أشخاص بجروح في سري كانية نتيجة القصف التركي على حي المحطة.
بدورها أعلنت قوات سورية الديمقراطية «قسد» أن الاشتباكات المستمرّة منذ أربعة أيام على محور جنديرس في عفرين، أدّت إلى مقتل 313 عنصراً من الجيش التركي والفصائل المدعومة منه، كما أكدت أن الجيش التركي والفصائل المدعومة من قبله يواصلون استهداف أحياء سكنية مكتظة داخل عفرين، ما أدّى إلى استشهاد مدنيين بينهم أطفال، بحسب «قسد».
إلى ذلك، أعلن القيادي في وحدات حماية الشعب الكردية في سورية، نوري محمود، أن «الوحدات» ترفض اقتراحات حول الانسحاب من مدينة عفرين السورية مقابل وقف عملية الجيش التركي في المنطقة.
وقال محمود في حديث لوكالة «سبوتنيك» الإخبارية الروسية، أمس: «نحن قوات سورية تحمي أرضاً سورية، ولا يمكن أن نخرج منها ليحل محلنا تنظيما القاعدة وداعش الإرهابيان»، مشدداً على أن «هذا اقتراح مرفوض».
وإجابة عن سؤال حول تقديم الحزب الديمقراطي التقدمي الاقتراح إلى وحدات حماية الشعب، قال محمود «هذا الحزب موجود في مناطق وأراضٍ في شمال سورية تقع تحت حماية الوحدات»، موضحاً «لا نعرف على أي أساس قيل هذا الاقتراح وما هو ثقل هذا الاقتراح، وهل لدى الحزب القدرة على الوساطة مع القوات التركية».
وكان عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي، أحمد سليمان، قال في تصريحات تلفزيونية، الجمعة الماضي، إن «الأوضاع في عفرين خطيرة جداً، وبدأت القوات التركية المعادية في تطويقها مما يهدّد أكثر من مليون إنسان، وحتى الآن لا توجد بوادر إقليمية أو دولية لوقف هذا الاحتلال أو الحرب».
وأضاف سليمان «من يومين قدمنا اقتراحاً بخروج المقاتلين من الوحدات الكردية، وعودة تركيا للحدود».
وتعتبر أنقرة كلاً من «وحدات حماية الشعب» وواجهتها السياسية «حزب الاتحاد الديمقراطي»، وهما المكوّنان الأساسيان لتحالف «قوات سورية الديمقراطية»، تنظيمين «إرهابيين» وحليفين لـ «حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا والذي حاربته أنقرة على مدى سنوات عديدة، وفق تعبيره.
إحباط هجوم طائرات مسيّرة
على قاعدة حميميم
أفادت مصادر سورية موالية ومعارضة للحكومة بأن قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية تعرّضت أمس لهجوم جديد بطائرات مسيرة من قبل المسلحين.
ونقل موقع «المصدر نيوز» الإخباري عن مصادر موالية للحكومة تأكيدها أن طائرة واحدة من دون طيار على الأقل هاجمت القاعدة اليوم، حيث تمكنت منظومات الدفاع الجوي من إزالة التهديد قبل إسقاط الطائرة قنابل على القاعدة.
في المقابل، نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن مصادر متقاطعة تسجيلها الهجوم، مضيفاً أن القوات الروسية أفشلته.
يُذكر أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه على حميميم، حيث كان المسلحون في 7 كانون الثاني/ يناير الماضي قد اعتدوا على أكبر قاعدة عسكرية روسية في سورية بعدد من الطائرات المسيرة الأجنبية الصنع، واستطاعت القوات الروسية إسقاط سبع منها وضبط ست أخرى.