«القومي»: لنا شرف الانخراط في معارك فلسطين ونعتز بما قدّمنا من تضحيات وشهداء على طريق المقاومة
أحيت «جبهة التحرير الفلسطينية» في صور، ذكرى استشهاد أمينها العام محمد عبّاس أبو العبّاس ، في مهرجان سياسي في مخيم البص، بحضور عضو المكتب السياسي للجبهة عبّاس الجمعة وممثلين للأحزاب والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية وممثلين للجان والاتحادات والنقابات والمؤسسات الأهلية والاجتماعية والثقافية.
وألقى كلمة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية ناموس منفذية صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي عبّاس فاخوري، واستهلّها بالقول «في حضرة الشهداء يغيب الكلام، لأن النضال لا يُختصَر بعبارات، فكيف عندما تكون المناسبة ذكرى قائد مناضل ومقاوم عنيت به الشهيد محمد عباس أبو العباس ، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، وأحد أركان حركة المقاومة الفلسطينية الذي اغتيل على أيدي قوات الغزو الأميركي للعراق بعدما تمّ اعتقاله، وتعريضه لأبشع أشكال التعذيب، في وقت حاولت قوات الاحتلال الأميركي التغطية على جريمتها البشعة، بالقول إنه توفي نتيجة أزمة قلبية، لكننا نعلم جيداً أن قادة المقاومة لا يموتون إلا شهداء.
نعم، إن القائد أبو العباس قضى شهيداً، على أيدي المخابرات الأميركية بالتنسيق مع «الموساد» الصهيوني، لأنه كان أحد قادة النضال والمقاومة ضد العدو، وأميناً عاماً لجبهة التحرير التي لا تزال على خط المقاومة والصراع».
وأضاف «عندما نستذكر القادة الشهداء لا بد من توجيه التحية إلى القادة طلعت يعقوب، وسعيد اليوسف، وسمير القنطار، فهؤلاء وغيرهم الكثير خطّوا أولى حروف أبجدية تحرير فلسطين، وأرض فلسطين، وتستذكر نضال هؤلاء القادة. وها هي ساحات المواجهة والبطولة تستذكر اليوم عمليات المقاومة التي نفّذها أبطال جبهة التحرير، من عملية الخالصة في نيسان من العام 74 التي كانت رسالة رفض لمسار الاستسلام، ومن منّا لا يذكر ليلة الطائرات الشراعية أو عملية شهداء قبية، حيث اجتاز البطلان خالد أكر إبن حلب وميلود بن ناجح من تونس، خطوط العدو بطائراتهما الشراعية والهبوط في أحد معسكرات العدو ونفّذا عمليتهما البطولية؟
وكيف لا نذكر عملية نهاريا التي قادها الأسير البطل الشهيد المقاوم سمير القنطار، حيث كانت هذه العملية علامة فارقة في تاريخ الصراع مع العدو؟ وهل يمكن أن ننسى عملية القدس البحرية التي تحمل بصمات الشهيد القائد أبو العباس بالتنسيق مع رفيقه البطل أبو العز، حيث شكّلت هذه العملية استمراراً لعمليات الخالصة وأم العقارب ونهاريا ونابلس والطيران الشراعي والمنطاد الهوائي، وكانت رداً على مجزرة عين قارة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق العمال، وثأراً لدماء الضحايا، واستمراراً لخطى القائد العسكري للجبهة سعيد اليوسف الذي فُقد وهو يقاوم العدو في جبل لبنان الأشم في عام 1982 أثناء الغزو الصهيوني للبنان».
وتابع «بناء على ما سبق نجدِّد اليوم التأكيد على مواصلة درب النضال والكفاح على امتداد مساحة الأمة بوجه العدو الغاصب، فالقرار مقاومة. مقاومة بالنار لا مساومة من غزة والضفة، إلى جنوب لبنان إلى الشام، حيث الإرهاب صنيعة العدو الصهيوني.
نحن في الحزب السوري القومي الإجتماعي لنا شرف الانخراط في معارك فلسطين منذ العام 1936 ضد العصابات الإرهابية اليهودية ومواجهة الاجتياح الصهيوني للبنان وطرده من العاصمة بيروت، ولنا شرف قتال الإرهاب على أرض الشام.
نحن مقاومة، ونعتز بما قدّمنا من تضحيات وشهداء على هذا الطريق، طريق المقاومة التي توصلنا إلى فلسطين.
أيها الحضور كونوا على ثقة، أن تحرير فلسطين لن يتحقق إلا بالمقاومة، فالتسويات بالتسويات والصفقات والاتفاقات لا تجلب إلا الاستسلام والتنازل عن أرضنا وحقنا.
الميدان هو خط الفصل في الصراع وما نراه اليوم في الشام من إنجازات يحققها الجيش السوري ضد الإرهاب، ليس إلا خطوة من أجل فلسطين وقضيتها، ونحن نؤمن بأن مَن يريد إسقاط الشام يريد تصفية القضية الفلسطينية، لأن دمشق هي قلعة المقاومة والصمود، وانتصارها سيكون خطوة على درب التحرير الأتمّ على أرض فلسطين الصامدة المقاومة والمنتصرة حتماً.
ختاماً التحية لجبهة التحرير الفلسطينية ولكل فصائل المقاومة، للشهداء القادة والأبطال والمقاومين… وإنها لمقاومة حتى التحرير».
وألقى كلمة «منظمة التحرير الفلسطينية» مسؤول الاتحادات يوسف زمزم تحدّث فيها عن الذكرى، وأشار إلى أن «القضية الفلسطينية تتعرّض اليوم لأخطر مراحلها من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأميركية إلى القدس». وشدّد على «مواصلة النضال حتى إسقاط قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجائر، متمسكين بالثوابت الوطنية والوحدة وإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة حتى نتفرّغ جميعاً لمواجهة العدو موحّدين من أجل تحقيق أهداف شعبنا في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
وألقى الجمعة كلمة الجبهة، تحدث فيها عن «استشهاد قائد استثنائي من رجالات فلسطين الأوفياء، صاحب تجربة نضالية غنية، كرّس جلّ حياته في النضال والمقاومة، ومقاتل شرس ومبدئي مفعم دائماً بروح الوحدة الوطنية».
ولفت إلى أن «القضية الفلسطينية تمرّ بمرحلة شديدة الخطورة تضرب عصب مشروعنا الوطني الذي بنيناه ودفعنا الغالي والنفيس والدماء من أجله، فالاحتلال الصهيوني ما زال ماضياً في جرائمه ومخططاته العنصرية لتكريس احتلاله والسيطرة على مزيد من الأرض والمقدسات ومحاولة إقرار مبدأ يهودية الدولة، وفي ظل محاولات أميركية واستعمارية محمومة لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يُسمّى صفقة القرن وقرارات ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال».
وحيّا «الأسرى الصامدين في خنادقهم القابضين على مبادئهم كالقابض على الجمر»، ودعا إلى «التوحد خلف مطالب اللاجئين ووضع استراتيجية لمواجهة قرارات ترامب بوقف المساعدة عن وكالة أونروا»، داعياً «شعبنا إلى استنهاض الطاقات لمواجهة هذه المؤامرة التي تستهدف اللاجئين وحق العودة».
وحيّا «مواقف لبنان الرسمي والشعبي ومقاومته»، مؤكداً «العلاقة التي ربطت الجبهة بالأحزاب الوطنية اللبنانية في مقاومة الاحتلال»، وهنأ «النساء الفلسطينيات والعربيات ونساء العالم اللواتي يناضلن من أجل الكرامة والحرية والمساواة بيوم المرأة العالمي».